إعلان

فن المصغرات.. قصة شاب يُشكل تماثيل فرعونية من رصاص القلم

04:20 م الثلاثاء 27 أكتوبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

يؤمن إبراهيم بلال بقدرة الفن على إلهام المجتمع، تنميته والارتقاء به عبر أفاق جديدة معاصرة، لذا يوجه فنه آملًا في تقديم الآثار المصرية إلى العالم بشكل مختلف، وعلى طريقته الخاصة، الشاب يشكل التماثيل الفرعونية والمقتنيات الإسلامية والقبطية من رصاص القلم، ويستعد لعرض أعماله في متاحف مصرية كبرى، فيما يحلم أن تلف العالم.

صورة 1

قبل 8 سنوات، تفرغ بلال إلى الفن، وكان لا يزال طالبًا في كلية الحقوق، درس ألوانه عبر الإنترنت، ليبدأ بالرسم، وله لوحات، ويتجه نحو النحت، في الوقت الذي يُدرس الفن التشكيلي في أكاديميات خاصة، ويتكسب منه الرزق، ليشرع قبل 3 سنوات في نحت المصغرات، وتشكيل آثار مصرية من رصاص القلم.

صورة 2

تعرف بلال على ذاك الفن عن طريق المصادفة، كان الشاب يتجول بين صفحات موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"، ليشد صاحب الـ28 عامًا صفحة يدشنها فنان تيواني لعرض منحوتاته من رصاص القلم، ويقرر التجربة: "قولت لنفسي ليه معملش مصغرات من رصاص القلم"، لكن لم يكن الأمر سهلًا منذ البداية: "عملت 20 محاولة فاشلة، لحد ما نجحت بتشكيل قلب على القلم الرصاص، حاجز الخوف من الخامة اتكسر، وقولت اللي يعمل تفاصيل صغيرة يعمل تفاصيل اكتر، لحد ما وصلت لمستوى جيد جدًا"، لينتهي به الأمر إلى تشكيل تماثيل فرعونية، وجد أنها الأكثر قدرة على الانتشار والتعبير عن مصر: "عندنا تاريخ لو موجود في دولة تانية، كانت بقيت الأولى عالميًا بسبب تاريخها.. إحنا مش متخيلين العظمة اللي إحنا فيها"، وهو الذي أراد أن تصل إلى العالم من خلال أعماله.

صورة 3

لا يعتبر بلال أن التشكيل مجرد تعديل على سن القلم، العمل في نظره أكثر تفصيلًا وتعقيدًا من ذلك، لكن يبسطه بالشرح: "بجيب قلم رصاص عادي، بس يكون خامة نضيفة، عشان الرصاص يكون نقي وأقدر أشكله، وارسم اسكتش بكذا وجه، لكن لو في صور بشتغل من الصور علطول، وبعدين أشكّل الهيكل الأصلي، بعدها التفاصيل، باستخدام سكينة تفاصيل تشبه المشرط الطبي.. هي نفس مراحل العمل النحتي الكبير، بس مصغرات، بمتوسط عرض 2 ملم وطول من 3 لـ6 ملم"، ويستغرق العمل ما متوسطه 30 ساعة، لكن هناك تماثيل استغرق العمل عليها شهرًا كاملًا، يتوقف ذلك حسب تفاصيل كل عمل.

صورة 4

يؤمن بلال تمامًا بما يصنع، لا يعتبر أعماله مضيعة للوقت، مستشهدًا: "لو زمان حسبوا الدنيا كده مكنوش عملوا حاجة.. أنا لما دخلت المتحف الإسلامي عيطت، التفاصيل فيها دقة ومهارة مبهرة، وقدرت تحفظ لنا جزء من تاريخنا وحضارتنا"، يرغب صاحب الـ28 عامًا أن يقدم الآثار المصرية بشكل معاصر، يشد انتباه العالم إليها.

صورة 5

فن بلال لا يجذب الكثيرين، لكن "أنا مقدرش ألوم الناس"، بينما يعتقد أن "رد فعل الناس من سنة غير دلوقتي.. الناس لو اتأخرت شوية في نشر صورة لعمل جديد، بقيت تدخل تسأل.. وده معناه أن الناس بتستطعم الفن وتطلبه لما يكون في حد بيسعى أنه يقدم فن راقي".

في يناير المقبل، سيكون بلال على موعد مع عرض 20 مصغرًا فرعونيًا في المتحف القومى للحضارة المصرية، يعتقد أن ما يقدمه: "سبق عالمي.. أول مرة يكون في مصغرات رصاص بالحجم ده للآثار المصرية"، كما يُجهز الآن 20 مصغرًا لأهم مقتنيات الفن الإسلامي، يُنتظر عرضها في ديسمبر القادم بالمتحف الإسلامي، بمناسبة مئوية الفن الإسلامي، فيما يحلم أن تلف أعماله العالم كله.

صورة 7

فيديو قد يعجبك: