إعلان

"أربعة في ستة".. معرض "بورتريهات" نابضة بالحياة لناس "الشارع"

07:13 م الخميس 22 أكتوبر 2020

معرض بورتريهات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت هبة خميس:

في الشوارع وأثناء جولاتها تتعثر "سارة زهير" بالصور في كل مكان؛ صور شخصية وجماعية ملقاة في حالة جيدة أو مقطعة. اعتادت جمع الصور دون معرفة السبب،
لكن الحكايات المعلقة خلف تلك الصور شغلتها دائماً فتساءلت لماذا يلقي الناس بالصور الشخصية في الشوارع؟.

ذلك السؤال الذي لم تجد له إجابة كان حافزاً لها لتصوير بورتريهات لأشخاص ليسوا عارضين ولا تعرفهم بشكل شخصي لكن يجمع بينهم سمات روحية و حسية
مشتركة. ظل ذلك المشروع معطلاً لا تستطيع البدء فيه حتى انتشار وباء "كورونا" فتلاشت وجوه الأشخاص خلف الماسكات الطبية و القماشية "افتقدت وجوه الناس المستخبية.. الماسكات حرمتني من تأمل الأشخاص زي ما بحب أعمل طول الوقت وساعتها فكرت أعمل المعرض عن وجوه الناس".

صورة 1

في معرضها "أربعة في ستة" الذي افتتح منذ أيام بالإسكندرية أبرزت "زهير" بورتريهات لوجوه من أماكن مختلفة في خلفية مظلمة تماماً كي تبرز تفاصيل الوجوه
وتبعد حياتهم الشخصية وأعمالهم عن ملامحهم.

صورة 2

رغم حماسها للفكرة، لكن شهورًا طويلة مضت دون أن تلتقط صورة واحدة فشعرت بعجزها عن التقاط تلك الصور، لكنها أثناء جولاتها قابلت شخص مشرد في الشارع
ولديه وشم على صدره يحمل كلمة "أمي" و صورته؛ تلك الصورة كانت حافزاً لها لاستكمال مشروعها وإنهاؤه بالمعرض.. "أنا اشتغلت بطريقة الفوضى المنظمة، مكنتش عاملة تصور في دماغي لقالب معين بدور عليه، لكن كان بيلفت نظري نظرة العينين والإيد وملامح الوش وأما الصور اتعرضت
اتفاجئت انه فيه روح بتربط بين كل الشخصيات دي".

منذ طفولتها كرهت "زهير" تلك اللحظة في استوديوهات التصوير حين يطلب منها المصور الابتسام، فكانت تنظر لتلك الصورة كأنها لشخص مختلف وغير حقيقي. لذا
حينما كانت تلتقط تلك الصور ركزت على أشخاص غير مستعدين للتصوير برداء معين ولا تطلب الابتسام أبداً فخرجت الصور ناطقة تنبض بالحياة.

صورة 3

"الناس انبهرت بالصور وقت الافتتاح وعدد الصور القليل 24 صورة أتاح ليهم الفرصة انهم يتفاعلوا مع الصور أكتر ويقربوا منها و يحبوها".. بين محافظات الوجه
البحري تحركت "زهير" دون وضع خطة معينة لتحركاتها ودون المرور على الأماكن المعروفة، فتركت المدن ودلفت لأعماق الريف لتلتقط صوراً طازجة ومختلفة عن الصور المنتشرة والأماكن التي يعتادها المصورين.

تساؤل وحيد ظلت تسمعه "زهير" طوال المعرض وهو غياب الصور النسائية عن البورتريهات، لكن "زهير" وجدت صعوبة شديدة في التقاط صور نسائية حيث دلفت لأماكن
بعيدة تخشى نسائها من الصور وترفض ذلك دائما فغابت تلك الوجوه عن المعرض.

فيديو قد يعجبك: