إعلان

أسسها أرمني وحافظ عليها مصري.. قصة مطبعة زنك من تراث الإسكندرية

10:24 م الإثنين 06 يناير 2020

مطبعة شمس للزنك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

على مدى عقود طويلة اندثرت معظم ورش الطباعة بمصر، فمع الاعتماد على الليزر، اختفت الطباعة بالزنك. برغم تلك الظروف الصعبة مازالت بضع ورش لا تتعدى الأربع بمدينة الإسكندرية تقاوم الإغلاق ومن بينها "شمس للزنكوغراف" التي تعد واحدة من أقدم ورش الطباعة بالمدينة ومازالت تحافظ على طابعها منذ الثلاثينيات حتى الآن.

ص  1

"الورش اللي مبتقدرش تطور من نفسها بتقفل واحنا لازم طول الوقت نطور من نفسنا عشان نستمر يا إما هنقف".. يقول أحمد السيد مرسي صاحب الورشة، تلك هي فلسفته مع المكان الذي ورثه عن والده.

تتواري الورشة خلف الباعة الجائلين والازحدام الشديد في ميدان عرابي بالمنشية غرب الإسكندرية، في بداية التسعينيات كان محمد السيد يصطحب أحمد البالغ من العمر-وقتها- 9 سنوات من بيته بالأزاريطة في الإجازات وبعد المدرسة للورشة التي اشتراها من صاحبها الأرمني.

ص 2

نشأ الطفل بين آلات الطباعة ليعرف طريقه المحدد مسبقا، فاختار لنفسه دراسة الهندسة قسم ميكانيكا ليكمل مشوار والده في الطباعة، لكنه في السنوات الأربعة الماضية بدأ في تطوير و تحسين جودة الورشة وإدخال الآلات الجديدة مثل الليزر كي يواكب التطور الذي طرأ على سوق الطباعة لكن ذلك لم يلغِ عمل الورشة الأساسي.

عام 1936 أسس الورشة الأرمني جورج كولوكرياني، ليصبح من أوائل من أدخلوا الطباعة مصر، لكن بعد سنوات حدث التأميم، وتأثرت الصناعة التي أسسها صاحبها، فاضطر لبيعها لصنايعي مصري يعمل معه ويعرف المهنة جيدا كي يحافظ على الورشة.

ص  3

كان ذلك المصري محمد السيد مرسي الذي حافظ على المهنة لسنوات طويلة وبعده ابنه.. "أنا الوحيد من بين أخواتي اللي كملت المهنة لأني فضلتها واتعلمتها كويس من والدي قبل ما يتوفى".

لكن ذلك التطور المخيم على الورشة لم يسلب روحها ففي المدخل تقبع آلة الطباعة القديمة التي لا تعمل الآن بسبب عدم توافر الخامات المناسبة لها، ما جعل صاحب المكان يعتبرها جزءً تراثيا يحتفظ به.

4

لم يفكر أحمد يوما في ترك المهنة التي تعلمها وأنفق عليها سنواته منذ الطفولة ودراسته، لكنه لا يؤمن بضرورة انتقال المهنة لأولاده الصغار، يتمنى تعليمهم المهنة التي يتقنها عدد بسيط من الناس لا يكمل المائة في مصر.

فيديو قد يعجبك: