إعلان

بالخوص والنخيل.. إعادة تراث الواحات ودهشور بأيادي "أحفاد الفراعنة"

11:17 ص الأربعاء 01 مايو 2019

مشروع بدارة لإعادة تراث الواحات ودهشور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

أُسرت عبير الجداوي بحب الأعمال اليدوية، قبل نحو عشر سنوات تلقت ورشة لتعلم كيفية صنع "قصاقيص" القماش، أحبت الأمر فباتت الحرف اليدوية وجهتها، أفرغت كل طاقتها لحياكة منتجات تحمل هوية ومشاهد مدينتها الواحات، منحت مئات السيدات ورشًا تدريبية تمرر لهن تجربتها، غير أنها منذ عامين ونصف قررت أن يكون لها تجربة أخرى.

قبل عامين ونصف بدأ "بدارة"، مشروع الجداوي، ليكون ساحة تُرحب بكل سيدات الواحات، تعلمهن الجداوي أصول الحرف اليدوية من خلال مواد مثل مخلفات النخيل، الخوص والعرجون، فتتشكل الحقائب والأدوات المنزلية ممهورة برسومات تحمل ملامح الواحات.

30 سيدة بشكل ثابت يعملن مع الجداوي في مشروعها بالواحات، لم تشعر أن ذاك كافي فقررت أن تنقل التجربة إلى مكان آخر يتشارك نفس خواص مدينتها، فكانت منطقة دهشور "فيه حاجات مشتركة بينا زي النخل والجبال"، فصار معها 60 سيدة من المكان بشكل ثابت وحين يزيد ضغط العمل تفتح الباب لسيدات أخرى.

1

من اللحظة الأولى التي التقت فيها الجدواي بالسيدات أخبرتهن "العمل اليدوي فن مش حرفة، إحنا فنانين". كان ذلك دافع لأن تخرج مواهب السيدات على المنتجات رغم أنهن يعملن لأول مرة. تراعي صاحبة بدارة أن تحمل المنتجات لتراث وشكل كل مدينة على حِدة.

رأت صاحبة "بدارة" ما لم تره سيدات دهشور في أنفسهن، منحتهن الثقة والفرصة "ستات بسيطة عاوزة تعمل حاجة لنفسها ولولادها" فكان المشروع بمثابة طوق النجاة بالنسبة لهن، قربها العمل من حياة السيدات أكثر فأبصرت ما حدث بها من تغيير، وهو شيء توقعته "دهشور فيها أقدم هرم في التاريخ، دول أحفاد الفراعنة لازم يبقوا شطار"، تمكنت السيدات من صنع إنجازات بسبب العمل "واحدة قدرت تبني بيت خاص بيها، يمكن مش المبنى الفخم بس بقالها مكان، غير ستات كتير بقوا يعرفوا يودوا ولادهم المدرسة ويصرفوا على تعليمهم".

لم تعتد سيدات المنطقة على العمل، لكن ما حدث فاق خيال صاحبة المشروع "بيتعلموا بسرعة"، لم تغادر نصائحها الأولى وجدان السيدات "في مرة لقيت واحدة مطرّزة حبل الغسيل بتاعها وبيتها على القماش"، تعاملت السيدات كأنهن فنانات فأبهرن كل من تعامل مع "بدارة".

2

لا تنسى الجداوي حين أسندت وزارة البيئة لمشروعها إنتاج حقائب مؤتمر عالمي أقامته الوزارة المصرية "كان مطلوب نعمل 7 آلاف شنطة في شهر"، تحدي كبير وقف أمام سيدات الواحات ودهشور "بس هما كانو أد المهمة دي"، كحال أوقات الضغط فتحت صاحبة المشروع باب العمل المؤقت.

زاد عدد السيدات داخل "بدارة"، صاروا 200 "وعملنا شنط من قماش وخوص وعرجون مع الخياطة والتطريز اليدوي، الشنطة وقتها أبهرت كل المشاركين لإنها محافظة على البيئة وكمان فيها بصمات سيدات بسيطة"، تقول الجداوي الأمر بفخر قبل أن تذكر الدول العربية التي يطلب أمراؤها منتجات من المشروع.

تحرص الجداوي على أن تكون الخامات المستخدمة مصرية كما الأيادي العاملة "بنستخدم مخلفات النخيل، الخوص والعرجون" قبل أن ينضم لهم مؤخرًا خامة تُسمى حلفا "دي اللي بتطلع على أطراف الترع، وكانت حرفة موجودة في دهشور زمان وإحنا رجعنا نشاطها تاني".

3

نقطة تحوّل طرقت أبواب بدارة حين ساعدتها "مبادرة إبداع من مصر" في تسويق منتجات المشروع ، تمتنّ للفرصة التي منحوها إياها، بينما تُثمّن عمل السيدات "هما فرحانين بنفسهم جدًا لأنهم قدروا يعملوا حاجة"، لذا حين ينتهين من إتمام كل مشروع "لازم نطلع رحلة كلنا عشان نتبسط"، ليعُدْن بنشاط لمشروع جديد وبذهن صاف، فتتمنى الجداوي أن يلف مشروعها كافة محافظات مصر "ويبقى مشروع بيجمع تراث كل بلد في أعمال يدوية".

فيديو قد يعجبك: