إعلان

أزبكية "المعادي".. مكتبة ومعرض دائم "للكتب المستعملة"

08:28 م السبت 19 يناير 2019

مكتبة المعادي للكتب المستعملة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

اعتادت مرام خلاف، منذ 8 أعوام، أن تتردد على الممر الواقع قرب محطة مترو ثكنات المعادي؛ هناك تتواجد رفوف من الكتب، تشير إليها لافتة كُتب عليها "المعادي للكتب المستعملة". مع بداية كل إجازة مدرسية تصحب السيدة أبنائها لشراء ما يقرأون طيلة العطلة، لكن زيارتها هذه المرة تزامنت مع إعلان المكتبة معرضًا على مدار شهر يحمل اسم "أزبكية المعادي".

قبل تسع سنوات، أقام محمد إبراهيم وخالد رضوان رفوف صغيرة للكتب المستعلة في ذلك الممر من شارع 9 الشهير بمنطقة المعادي، كان بمثابة تحدي، لم يحصد الرفيقان ثماره إلا بعد نحو ثلاث سنوات من الافتتاح، بعدما صار للمكان "سمعة"، إذ غلبت الكتب الأجنبية على المحتويات، وبحكم طابع المكان المنتشر فيه جنسيات كثيرة ودارسي اللغات تسبب ذلك في استمرار المكتبة، كما يقول رضوان لمصراوي.

طيلة تلك السنوات، تشارك المكتبة بركن لها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن مكتبات سور الأزبكية، لكن اختلف الأمر هذا العام، مع عزوف بائعي الكتب المستعملة عن الانضمام للمعرض بعدما وضعت الهيئة العامة للكتاب شروطًا تتعلق بعدد المكتبات ورفع سعر الاستئجار، ومع إعلان "الأزبكية" إقامة معرض موازٍ يبدأ من 15 يناير الجاري ويستمر لمدة شهر، قرر أصحاب مكتبة المعادي الانضمام لرفاقهم في مكانهم.

بخطوات متقافزة أقبل طفلي مرام على المكتبة، تمتد الكتب داخل ممر من الرفوف، لا يتسع لمرور أكثر من شخص، تتناثر مجموعات الكتب من الأرض إلى السقف، تتنوع بين كتيبات للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، روايات وكتب علمية وأدبية، بعضها يغلب عليها الترتيب والآخر عشوائي، غير أن القائمين على المكان يعرفون تفاصيله وخباياه.

1

مبتسمة قالت مرام لصغارها "أهو زي معرض الكتاب". في الغالب تحرص السيدة على الذهاب إلى معرض الكتاب لكنها لم تفعل العام الماضي "عاقبتهم عشان مخلصوش الكتب اللي عندهم"، ولهذا قدمت إلى مكتبة المعادي مع بدء العطلة لشراء ما يعجبها ويعجب أبنائها من كتب "بلاقي تشكيلة كويسة وأسعارها مناسبة بجيب 3 أو 4 كتب بسعر كتاب واحد جديد"، ومع ذلك تأمل أن تذهب لمعرض الكتاب في التجمع "المكان جديد وهابقى حابة أشوف النظام فيه إيه".

ما بين 10 جنيهات إلى 50 جنيهًا تتراوح أسعار الكتب، ووضع القائمون على المكتبة أجواء المعرض بتقديم الخصم على مجمل المشتريات. يقول رضوان إنه لا يعتبر ما يحدث في المكتبة معرضًا موازياً لكن "بقول عندي معرض ممكن أعمله في أي وقت".

عرف رضوان بيع الكتب المستعملة قبل 15 عامًا، في عمر المرحلة الثانوية شارك لأول مرة في معرض الكتاب ضمن مكتبات سور الأزبكية، لهذا يرى أنه لا تكتمل أجواء موسم "معرض الكتاب" دون "الأزبكية"، فنحو 160 مكتبة تشارك بكتب مستعملة وقديمة لها روادها كما يقول.

2

وجدت مرام ما يرضيها من رواية للدكتور أحمد خالد توفيق، وكتيب عن عالم ديزني لابنها وآخر عن "مملكة أوز" أرادته طفلتها، فيما عثرت هاجر أحمد على كتاب جاءت خصيصًا لأجله، بعدما علمت بأمر "أزبكية المعادي"، تقول الشابة العشرينية إنها لأول مرة تأتي المكتبة، عرفت بأمرها عبر فيسبوك، بعدما تأكدت أن ما تريده يتواجد بين الكتب المستعملة "ولأن الأزبكية اللي عارفاها في العتبة فاستقربت المكان في المعادي لأنه جنبي".

مثل هاجر كثير يترددون تباعًا على المكتبة، من أجانب يجدون فيها فرصة لتشكيلة مختلفة وأسعار هينة، وشباب يفضلون مكانها القريب منهم، فضلاً عن الهدوء المغلف للأرجاء.

"رب ضارة نافعة" صار يردد رضوان في اليوم الرابع من بدء معرض "أزبكية المعادي"، يجد أنه ربما فقد الهدف الذي يشارك من أجله كل عام في معرض القاهرة "بنتعرف على ناس جديدة وزباين بتشوفنا أول مرة وده بيعود علينا بالنفع طول السنة"، لكن في المقابل البقاء في مكانه أدخر له تكاليف النقل والإيجار قائلاً "أنا كده وفرت لنفسي حاجات كتير والكتاب اللي ببيعه في المعرض هو اللي ببيعه هنا طول السنة"، فيما أصبح التركيز على جلب أنواع مختلفة أكثر من الكتب.

فيديو قد يعجبك: