إعلان

بالفيديو- في دمياط.. رجل ترك الأثاث لأجل عيون اللعب بالخشب

02:56 م الخميس 13 سبتمبر 2018

السيد الهجام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

تصوير- أحمد حسين:

كان والده صانع أثاث ماهر، لذا علّم "السيد الهجام" أصول المهنة، لكن منذ البداية كان للابن رأيًا آخر، وجد الطفل في نفسه موهبة الرسم، طورها مع الخشب، ليُجسم الألعاب والأنتيكات من أبلكاش، حتى بات من أشهر صانعيها في دمياط ورأس البر.

أوائل التسعينات، كان والد سيد لا يزال يعمل في الأثاث، كأغلب أهل مدينة دمياط، لكن عُرف الرجل بالتميز في صنعته، حتى عرض عليه زبونًا أن يُساعده في نقل حرفته إلى سوهاج، وافق الرجل على ذلك، وارتحل بعائلته إلى صعيد مصر.

في ذلك الوقت، كان السيد طفلًا، ترك الدراسة بعد حصوله على الابتدائية، وراح يساعد والده في العمل الجديد. داخل الورشة، كان الأب حازمًا مع طفله، يُطالبه بمزيد من العمل والجهد، لكن السيد كان يرى في نفسه موهبة الرسم، في وقت فراغه يُحضر الأوراق والألوان ليرسم، حتى أن أخوته في المدرسة حصلوا درجات عالية من رسوماته، وكانت هوايته تلك بداية لعمله.

خلسة، يلمّ السيد قطع أبلكاش من ورشة أبيه، وبمنشار صغير، يصفه بالتحفة، يُقطعها إلى أجزاء أصغر، ليُشكلها في ألعاب، وقطع أثاث متناهية الصغر، بدت موهبته تُعلن عن نفسها رويدًا رويدًا، لكن ذلك لم يمنع والده من توبيخه، حتى أنه ضربه في أوقاتً كثيرة، قال الأب أن ذلك كان يُعطله عن عمله، غير أن تمسك الطفل بلعبته حتى النهاية، دفع والده إلى تقديم يد المساعدة له، راح يُسوق فيما بعد بضاعته الوليدة.

ظل السيد، يُقطع الخشب، ليصنع منه ألعاب وأنتيكات، فوانيس وساعات، لم تكن بإتقان اليوم كما يقول، لكن كان يُحب عمله، لدرجة ممارسته له وهو يخدم في الجيش، هناك في وحدته العسكرية، بالعام 1998، يكتب للضباط أسمائهم على الخشب، أيضًا يصنع منه مقالم وأواني، وكان تميزه في هذا، يمنح له الإجازات مكافأة.

أنهى السيد خدمته الإلزامية، فيما اتخذ قراره بالانفصال عن عمل والده، ترك الصعيد وعاود إلى دمياط، فتح ورشة صغيرة، وبدأ بأعمال بدائية، لكنه سعى دومًا نحو التطور، يدخل على الإنترنت، يبحث عن أشكال جديدة، ألعاب ومقتنيات مُميزة، ليصنعها بمكينة "الأركت"، ويبيعها إلى محال بدمياط، بدأ يذيع صيت الشاب، حتى أنه "أول واحد في دمياط أعمل فانوس سبونش بوب.. لدرجة أنهم سموني السيد سبونش".

أراد السيد أن يوُسع عمله، في شهور الصيف، يحمل كرتونة بها ما صنعه بورشته؛ سيارات، مراكب، آيات قرآنية، برج القاهرة، أيضًا إيفيل، جرامافون، ساعة.. يركب الرجل موتوسيكل، ويذهب به إلى رأس البر، يعبر بمركب إلى الضفة المقابلة للنيل، ليفرش بضاعته أمام الكورنيش، فيما يلفّ بها في أحيان أخرى على زوار البحر.

يتمنى السيد أن يفتح مشغل كبير، يأمل ألا تموت صنعته، بل تتوسع، ويصل إلى مرحلة يُعلم فيها آخرين حرفته، التي اختارها طفلًا، وقرر أن يستمر فيها، وعمره الآن بات 42 عامًا، رغم ضعف عائدها وما تسببها له من مشقة.

فيديو قد يعجبك: