إعلان

ممرض مع وقف التنفيذ.. "مطير" لم يتقاض راتبه منذ 3 سنوات

10:24 م الأحد 26 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد:

مرت ثلاث سنوات ولم يتقاض محمود مصلح أحمد مطير راتبه. منذ عام 1988 ويعمل مطير ممرضًا في مستشفى رفح، ما نال إنذار أو صدرت شكوى ضده حسب قوله، لكنه فوجئ بقطع الراتب عنه وإبلاغه برفض مديرية الشؤون الصحية تجديد عقد العمل الخاص به.

بدأ الأمر في مارس 2014، حين تم مطالبة مطير بالذهاب إلى جهاز أمن الدولة للحصول على الموافقة الأمنية لتجديد عقده، ذلك الإجراء المعتاد منذ عمل صاحب الخامسة والخمسين ربيعًا.

يحمل الممرض الجنسية الفلسطينية؛ إذ رحلت أسرته عن غزة منذ النكبة وسكنت مدينة رفح المصرية، تلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية "كنت في القسم الأدبي والمفروض أدخل كلية لكن الظروف المادية مسمحتش فدخلت معهد تمريض". أنهى التعليم وكان ضمن أول دفعة ممرضين في شمال سيناء عام 1985، ثم تعيينه في مستشفى رفح عام 1988 بنظام المكافئة الشهرية.

كان مطير الفلسطيني الوحيد بين رفاقه "محمود بيشتغل كخبير أجنبي" يوضح خالد عبدالنبي، مدير مستشفى رفح، لكن المعاملة المادية والأدبية لم تفرق بين مطير وغيره من العاملين المصريين في التمريض، كما أكد الممرض ومدير المستشفى.

بذهاب مطير إلى جهاز أمن الدولة، تم تحويله إلى مقر محافظة شمال سيناء، حيث تصل إليهم أسماء المجدد لهم التعاقدات من غير الجنسية المصرية، يحفظ مطير تاريخ ذهابه "كان في 15 /4 /2014"، وهناك أخبروه أن يودع ملفه في الأرشيف ويذهب، فعل الممرض لكن في الأول من يوليو 2015، أعلمته هيئة شؤون التمريض في المستشفى أنه "تم إيقاف توقيعه بالحضور والانصراف حتى ذلك التاريخ".

1

اندهش مطير من القرار، لم يتم إعلامه أو وصول إشارة رسمية من قِبل مديرية الشؤون الصحية في شمال سيناء، وهي الجهة المخول لها إبرام التعاقد مع الممرضين وتوزيعهم على المستشفيات حسبما يقول عبد النبي، مديرة مستشفى رفح.

منذ ذلك التاريخ؛ أصبح مطير بلا عائد مادي رغم ظروفه المرضية "أنا مريض بالقلب وزوجتي مريضة بالجلطة، مفيش حد يساعدنا غير ربنا". تبدل الحال بالرجل الخمسيني "المرتب كان كويس بالحوافز والبدلات يوصل لـ3500 جنيه"، فيما عاش لسنين وسبعة أشهر على إعانات من زملائه "كانوا بيلموا لي مبلغ ويساعدوني كل شهر"، لكن في فبراير 2018 انتقل الممرض إلى العريش، في أعقاب إخلاء مدينة رفح، فتفرق عن زملائه، الذين تم توزيع عدد كبير منهم على مستشفى نِخل وبئر العبد والشيخ زويد.

"محمود بقاله 3 سنين مبيقبضش عشان مديرية الشؤون الصحية في شمال سيناء موافقتش على العقد بتاعه" يقول مدير مستشفى رفح عن سبب انقطاع راتب الممرض الفلسطيني، يذكر عبدالنبي أنه منذ بدء العمليات العسكرية في سيناء، وتم تقليص عدد فريق التمريض من 160 إلى 45 شخص فقط، وهو عدد ما يلزم حالات الطوارئ حسب قوله.

2

دائرة من الحيرة دخل فيها مطير، بلهجة تغلب عليها اللهجة الفلسطينية، تحدث الرجل الخمسيني لمصراوي عن اتخاذه العديد من السبل كي يحفظ حقه في المكان الذي عمل فيه طيلة 30 عامًا.

يحمل ممرض قسم الكلى ملف أوراقه بين يديه، يذهب إلى مديرية الشؤون الصحية، يُطلع المسؤولين على ورقة الموافقة الأمنية التي طالما أخبروه أنها الحائل بينه وتجديد العقد –حسب قوله- وأخرى من قبل مدير المستشفى تؤكد التزامه بالعمل رغم ظروفه المرضية، وعدم وجود إشارة رسمية بفصله، لكن الرد طالما جاءه "مالكش حاجة عندنا أنت مفصول".

3

لم ييأس مطير، طرق أبواب كل مَن بيده الأمر في شمال سيناء؛ في ديسمبر 2017 تواصل مع عربي محمد، المدير العام لمستشفى رفح، الذي أخبره أن يتقدم بطلب جديد ففعل بمساعدة عبد النبي المدير التنفيذي للمستشفى "لكن معرفش الطلب وين راح لحين"، ولأجل قطع الشك باليقين ذهب ثانية إلى جهاز الأمن الوطني لكن جاءه الرد بصعوبة صدور قرار مرة أخرى "قالوا لي إحنا كجهة أمنية أصدرنا القرار ومش هينفع نطلع موافقة بناء على جهات أخرى وأني أروح للهيئة الصحية".

4

لا يعلم الممرض الخمسيني لماذا تم فصله؟، ينظر مطير بين الحين والآخر لشهادة التقدير التي منحها له مستشفى رفح عام 2016 نظير جهوده في العملي، فيما يتساءل عن سبيل يحفظ له حقه حتى في معاش كريم يعينه على علاجه وزوجته، الذي بات يحصل عليه عطفًا بعدما كان يتحصل عليه من مصدر رزقه الوحيد كممرض طيلة 30 عامًا.

5

حاول مصراوي التواصل مع مديرية الشؤون الصحية بشمال سيناء، لكن دون رد حتى الآن.

فيديو قد يعجبك: