إعلان

"الجديدة".. قرية في الشرقية تتحدى المغالاة بـ"وثيقة تيسير الزواج"

01:57 م الجمعة 24 أغسطس 2018

وثيقة تيسير الزواج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

قبل عامين اجتمع عدد من أهالي قرية الجديدة، التابعة لمحافظة الشرقية، من أجل التشاور بشأن تقاليد الزواج، وبعد نقاش، قرر الأفراد الخمسة المجتمعين كتابة "وثيقة تيسير الزواج"، ورغم توقف المبادرة بعد فترة من تنفيذها، لكنها عادت للتفعيل مرة أخرى قبل نحو شهر.

13 بندًا تضمنتها الورقة التي ذُيلت بكلمات "تحت إشراف ومشورة أهل قرية الجديدة المخلصين العقلاء الداعين للوسطية والرحمة". لم يكن حسام جمال الدين بين واضعي نصوص القائمة أو الوثيقة لكن بين مَن أحيا وجودها مرة ثانية كما يقول لمصراوي.

ما بين التخلي عن الأجهزة الثانوية، وغير دائمة الاستخدام حال "ماكينة العجان"، أو الأثاث مثل "النيش"، والاعتدال في الضروريات وما يحتاجه الزوجين في بداية حياتهما جاءت قائمة "تيسير الزواج".

صورة 1

يقول جمال الدين إن القائمة ليست إلزامية بقدر كونها استرشاد بما يفضل العمل به بدلا من التقاليد التي اعتادت الغلاء في التكاليف "قلنا نعمل حد أدنى عشان نرفع الحرج على الفقراء، إحنا قرية والناس بتبص لبعضها وتقول بنتي مش أقل من فلان وده بيخلي العملية مكلفة بالنسبة لناس كتير".

عاد المبادرون بتنفيذ الوثيقة لخطة العمل عبر توزيع تلك الورقة "كل أسبوع بنروح مسجد من المساجد بعد صلاة الجمعة، ونروح المضايف ونقعد مع الناس، نجيب رؤوس العائلات ونتكلم معاهم" يوضح جمال الدين وسائل التواصل مع أهالي القرية التابعة لمركز منيا القمح، إضافة إلى نشر الوثيقة عبر "فيسبوك".

يجد جمال الدين، معلم اللغة العربية، أن مبادرة تسير الزواج لاقت القبول خاصة من الشباب المقبل على الزواج ويظهر ذلك في تراجع عادة نقل الأثاث إلى سكن الزوجية "ناس كتير موضوع العزال ده مبقاش موجود.. العفش كان يتنقل على يومين تلاتة وطقس أن الناس تتعزم فيه دلوقت بقى في طريقه للانتهاء".

تضمنت الوثيقة الاعتدال في "الشبكة" المهداة للعروس، فاقتصرت على "خاتم، دبلة، ومحبس" على أن يُكتب من 40 إلى 60 جراما منها في قائمة الزواج المتفق عليها.

يقول جمال الدين إن عادة أهل القرى المطالبة بشراء الكثير من الذهب "لأنه يعتبر استثمار للزوجين بعد كده"، لكن الظروف الاقتصادية الحالية لا تسمح باستمرار تلك العادة، وتضع عبئًا عظيمًا على كاهل الزوج.

ردود فعل مختلفة استقبلها القائمون على المبادرة، وجد جمال الدين، صاحب السادسة والأربعين ربيعًا أن أغلب الشباب مقتنعين ومتحمسين للوثيقة، لكن رضا الأهل يشكل عائقًا أمامهم "شباب وبنات كتير يقولوا أحنا موافقين بس أهلنا مش مقتنعين"، كما لم يخل الأمر من الاعتراض "في ناس قالت إنتوا هتمشوا الناس على مزاجكم، أنتم مالكم كل واحد حر في نفسه".

يضيق صدر جمال الدين من مثل تلك التعليقات، خاصة مع رؤيته استمرار "البهرجة" في حفلات الزفاف كما يقول، فيما يؤمن أن الاعتياد وراء أي تغيير.

يتذكر معلم اللغة العربية السؤال الذي يتعرض له كثيرًا "أنت بنتك في كلية طب هترضى متجهزهاش أو تجهزها جهاز قليل؟". لدى جمال الدين ثلاث بنات أكبرهن 21 عامًا، لكن طالما جاء رده بأنه لو لم يكن مقتنعًا ما شارك في نشر الوثيقة.

كان زواج جمال الدين بلا مغالاة "دخلت شقتي من غير تلاجة ولا تليفزيون لغاية ما حوشنا وجبناها.. الجواز زمان مكنش شنق زي دلوقت". يقارن ابن قرية الجديدة بين فترتين عايشها، ولهذا يصر على استكمال مسيرة الوثيقة والمبادرة حتى يقضي أهل بلدته على ما اعتادوا من تقاليد شاقة.

فيديو قد يعجبك: