إعلان

موسم المصاريف.. مغلق "عشان الثانوية العامة" والعيد مؤجل

11:18 ص الإثنين 04 يونيو 2018

طلاب الثانوية العامة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

تصوير-فريد قطب:

بالأمس، ذهب أحمد إلى أحد مراكز الدروس الخصوصية، لحضور المراجعة النهائية، قبل امتحان اللغة العربية، رغب طالب الصف الثالث الثانوي أن يستمع لآخر ما يمكن تحصيله، لكنه تفاجئ أن تكلفة الحصة 200 جنيهًا، حينها التفت أحمد للمدرس وأخبره "أبويا مش حرامي عشان أدفع المبلغ ده في حصة واحدة". قالها الطالب ثم عاد للمنزل غاضبًا، وقرر الاعتماد على ما لديه طوال العام من ملازم وأوراق، كما تحكي والدته ابتسام إبراهيم.

في كل عام، مع بدء امتحانات الثانوية العامة، يزيد الضغط المعنوي والمادي على الأسر، ومع تزامنها هذا العام، مع شهر رمضان واقتراب عيد الفطر، كانت عائلات الطلاب على استعداد مسبق للتضحية، تستكمل مسيرتها في ادخار كل شيء "عشان في ثانوية عامة في البيت".

"أنا لاغية العيد من قاموسي" تصرح بها ابتسام دون تردد، موضحة أنها تنتظر ما تحمله الأيام القادمة من تكاليف حصص المراجعات. 50% من ميزانية المنزل باتت مخصصة منذ عام لابنها، تقول السيدة "كنا مبديين مصاريف دروسه على الأكل والشرب والدواء".

تعيش السيدة الأربعينية معاناة الثانوية العامة للمرة الأولى، لكنها تعرف أجوائها بحكم عملها كمدرسة للمرحلة الابتدائية، غير أن ذلك لم يخفف عنها الضغط المادي إلا قليلاً "أغلى مادة كانت الإنجليزي بـ500 جنيه في الشهر وده كان مجاملة أكمني مُدرسة".

الضغط المادي الواقع على الأسرة انتقل لأحمد، الطالب بالقسم الأدبي، لما يعايشه من دفع تكاليف الدروس، إذ أخبر والدته أنه لا يتمنى ألا يوجهه التنسيق إلى كلية التربية حتى لا يضطر يومًا أن يصبح مدرسًا، وتتوقع الأم أن يقاطع أحمد حصص المراجعات النهائية.

كذلك اختفت مخططات الشهر الكريم والعيد عن منزل حسام فتحي، ورغم أن الضغط المادي مضاعف عند الرجل الأربعيني هذا العام، إذ كان لديه ابنة في المرحلة الإعدادية، إلا أن تجربته السابقة، قبل أربع سنوات مع ابنته إسراء حين كانت في الثانوية العامة جعلته يألف المعاناة "وقتها كانت الدنيا مزنقة اضطريت أخد مكافئة نهاية الخدمة وأحطها في البنك واسحب منها كل شهر".

أما حال فتحي مع ابنته أمل هذا العام، فكان يُلزمه باقتطاع نحو 45% من مرتبه "حوالي 1200 جنيه دول لأمل كل شهر". يعلم الرجل أن الظروف في مدينة الحوامدية –الجيزة- أفضل حظًا من مناطق أخرى "أغلى حصة يمكن 70 جنيه في أماكن تانية حجز المكان بس 350 جنيه"، فيما يبتسم بينما يقول إنه أعطى ابنته 250 جنيهًا صباح اليوم لدفع مبلغ أخر حصة لمدرسة اللغة العربية بعد الامتحان.

انقطعت لمة رمضان منذ ثلاث سنوات عن منزل فتحي إلا لمرة واحدة، يقدم فيها وجبة الحمام، الذي لجأ لتربيته لتوفير بعض الأموال، وفي الوقت ذاته يغنيه عن قطع اللقاء المعتاد مع أشقائه.

وفيما لجأت هند مجدي لفتح حساب خاص، قبل نحو عامين، تدخر فيه الأموال لتكون ميزانية ابنتها مريم في الثانوية العامة، أرجأت إيمان محمد كل شيء لما بعد الامتحانات "قفلنا باب العزومات والخروجات ومش هنجيب لبس العيد زي الأول" جانب من القرار بالنسبة لإيمان مادي وأخر لتهيئة الأجواء لابنها، معتبرة أن حالها أفضل من غيرها، نظرًا للجوء ابنها لتقسيم المواد على عامين، فبات عليه أن يمتحن مادتين فقط العام الحالي.

رفعت هند العبء النفسي عن كاهل أسرتها بفكرة الحساب الخاص لـ"الثانوية العامة" وهو ما ستفعله مع ابنتها الأخرى العام المقبل، لكن ذلك لم يمنع تضحيتها باحتياجات لها ولأسرتها، مثل إجراء عملية ليزك لعينيها. تقول السيدة الأربعينية أن تكاليف الدروس كانت تبلغ شهرياً قرابة ألفين جنيهًا، فيما تكلفة المراجعة النهائية تقدر بـ 350 جنيهًا للحصة الواحدة.

لا يختلف حال أولياء أمور الطلاب، في أمنياتهم بأن يأتي تحملهم بفائدة، يرونها في نجاح أبنائهم، فيما ينتظر بعضهم عودة المعاناة وتدبير الأمور مع أولادهم المقبلين على الثانوية العامة.

لمشاهدة مسلسلات رمضان 2018 قبل أي حد..

جهز إفطارك من طبخة ع السريع: أسرع طريقة لتجهيز الأكل

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان