إعلان

رغم الإصابة.. صلاح ينقذ موسم الكافيهات في رمضان

01:17 م الأحد 27 مايو 2018

صلاح ينقذ موسم الكافيهات في رمضان

كتبت - نانيس البيلي:

"محمد صلاح زود الزباين"، "عايزين كل يوم ماتش"، بهذه الكلمات عبر عاملون بمقاهي المهندسين والدقي عن فرحتهم بـ"الانتعاشة" التي أحدثتها المباراة التي جمعت فريقي "ريال مدريد" الإسباني و"ليفربول" الإنجليزي، في نهائي بطولة أوروبا، وعوضت حالة الركود التي شهدتها الأيام الأولى في شهر رمضان.

قبل المباراة، أعد عمال الكافيهات تجهيزات خاصة تليق بليلة نهائي أكبر البطولات، منها إحضار مقاعد وشاشات تلفاز إضافية، واستدعاء معظم العاملين بالكافيه.

2

"احجز مقعدك" جملة تصدرت بانر ضخم يحمل صورة نجم ليفربول والمنتخب المصري محمد صلاح، اتخذ مكانه في مدخل كافيه بشارع جامعة الدول العربية بمنطقة المهندسين، أمامه أضيء فانوس كبير ملون، وعلى بوابة الكافيه وقف عاملون يستقبلوان الزبائن الذين توافدوا لمشاهدة مباراة دوي الأبطال.

حالة من الركود شهدها المقهى خلال الأيام الأولى في رمضان "لأن اليوم قصير والدنيا كانت مريحة" وفق ما يقول "محمد سعيد" مدير المقهى، بينما جاءت المباراة كطوق نجاة لهم "محمد صلاح زود الزباين عندي".

استعدادات خاصة لاستقبال الزبائن قام بها الكافيه ليلة المباراة "عاملين حسابنا إن هيبقى فيه إقبال لأن ده ماتش نهائي مهم" يقول "سعيد"، ويضيف أنه أحضر 100 مقعد إضافي بجانب 300 آخرين بشكل دائم، كما أضاء كل شاشات التلفاز الذي يتجاوز عددها 10، واستدعى عدد كبير من العاملين قبل وقت كاف من موعد الإفطار.

3

وحاول أفراد الكافيه توفير أجواء مختلفة لجذب الزبائن، منها تعليق عدد من البانرات بصورة محمد صلاح "وبعتنا نجيب أعلام بس ملقيناش"، بينما عوض ذلك تواجد عدد كبير من الزبائن معهم أعلام الفريقين المتنافسين "ليفربول وريال مدريد".

قبل يوم من المباراة الأوروبية الحاسمة، انهالت الاتصالات على "سعيد" لحجز مكان بالكافيه وقت المباراة "عشان لما ييجوا ميلاقوش الأماكن خلصت"، كما توافد بعضهم بعد نصف ساعة فقط من موعد الإفطار، "بعدما كان يبدأ الكافيه في استقبال عدد من الزبائن من بعد التاسعة والنصف مساءً".

كان مفاجأً لـ"سعيد" تناول زبائن آخرين للإفطار بالكافيه الذي يعد وجبات غذائية كذلك "عشان تلحق تشوف المباراة".

على إحدى الطاولات، جلس "عبد المجيد" وزوجته "عصمت" أمام شاشة التلفاز، لمشاهدة العروض الاستعراضية التي افتتحت بها مباراة دوري أبطال أوروبا. وبجوارهما لوحت طفلتاهما بعلم "ليفربول" الذي أحضروه معهم.

4

عادة داوم عليها "الزوج الثلاثيني، بمتابعة المباريات الهامة بذات الكافيه، من بطولة الأمم الأفريقية عام 2006، وصولاً للتأهل للمونديال قبل عدة أشهر، وقبل يوم من المباراة عقد العزم على مشاهدتها في نفس المكان "تفاؤلاً بالكافيه قولت أحضر الماتش هنا عشان صلاح يكسب".

منذ أكثر من 15 عاما، يشجع "عبد المجيد" ناديه المفضل ليفربول "بس دلوقتي زاد أكثر عشان صلاح"، يقول إنه توجس بألا يلحق بالمباراة منذ بدايتها فاستقر على الإفطار بالكافيه "لأن الفطار بيسرق الوقت، على ما نحط ونشيل الأكل يكون الماتش بدأ".

"عايزين كل يوم ماتش"

"إحنا عايزين كل يوم ماتش زي ده" قالها "إبراهيم" العامل بالكافيه بحماس كبير وهو يباشر عمله في توزيع المشروبات على الزبائن.

يؤكد الشاب العشريني أن المباراة أحدثت انتعاشة في نسبة إقبال الزبائن عليهم "حركت الناس وخلتها تنزل، بعد ما كانت مريحة في البيوت من أول أيام رمضان".

50% زيادة في اقبال الزبائن ليلة النهائي

5

داخل كافيه يديره بشارع جامعة الدول العربية، تحرك علي أحمد بنشاط وسعادة في كل مكان، بعدما بلغت الزيادة في نسبة إقبال الزبائن يوم مبارة دوري الأبطال 50% مقارنة بالأيام الأولى في رمضان. حتى أن الرجل استقبلنا قائلا "إحنا عاوزين كل يوم ماتش زي ده".

كما خلية النحل، عمل الرجل الأربعيني رفقة طاقم عمله قبل ساعات من موعد الإفطار، حيث قاموا بتركيب شاشات تلفاز إضافية وأحضروا عدد آخر من المقاعد لتستوعب الزبائن الذين حجز بعضهم قبل يوم، وحضر عدد منهم وتناول الافطار بالكافيه.

طوال أكثر من 15 عاما، ظل "علي" مشجعا متعصب لنادي ريال مدريد، يشجعه بضراوة أمام أي فريق، بينما غير الفرعون المصري من ميله الكروي، فأصبح يشجع ليفربول "أنا مع صلاح في أي فريق يروحه" يقول ضاحكًا.

ومن منطقة القناطر الخيرية، قدم "أحمد" برفقة زوجته "إيمان وأطفاله الثلاثة إلى الكافيه المفضل لهم بمنطقة المهندسين، قبل وقت كاف من المغرب، وتناولوا الإفطار به "عشان نلحق الماتش كله، لأننا ساكنين بعيد".

وجلست الأسرة تمازح بعضها بينما يتوقعون نتيجة المباراة بتفوق فريقهم ليفربول ونجمهم المفضل محمد صلاح.

بقشيش أكتر لما بنكسب ودفع الحساب بالعافية في الخسارة

33651430_10211999701613336_5333056910008516608_n

ليلة مختلفة عن الليالي الأولى بالشهر الكريم، شهدها الـ"كافيه" الذي يعمل به هاني بمنطقة الدقي يوم مباراة دوري الأبطال: "الدنيا كانت هادية، بس النهاردة ناس كتيرة أوي جولي يشوفوا الماتش عندي".

40 كرسيا إضافيا جلبها "هاني"، العامل الأقدم بالمقهى الشعبي، لاستيعاب توافد الزبائن وقت المباراة "بعت لبتاع الفراشة جابلي كراسي زيادة"، مشيرا إلى استدعاء عدد من العاملين بالمقهى "الاستاف بتاعي في العادي بيكون 4 النهاردة جبت 7".

ورفع المقهى أسعار مشروباته يوم المباراة الحاسمة بنسبة تصل لـ25%، بخلاف ثمن المقعد "3 جنيهات" دون مشروبات وفق "حسام" و"خالد" الزبائن الذين جلسوا يحبسون الأنفاس بعد إصابة "صلاح"، غير أنهما لم يعترضا على الزيادة "عشان محمد صلاح ندفع مش مهم، موسم بقى وكل سنة وانتي طيبة".

33747431_10211999701293328_1908841959225556992_n

وقف هاني يعد الأموال التي حصل عليها ثمنًا لمشروبات الزبائن الذين امتلأ بهم المقهى عن آخره، قبل أن يتوقف ويحملق في شاشة التلفاز وقت إصابة "صلاح"، يحبس أنفاسه وهو يتمتم بالدعاء للاعب المصري متمنيًا الفوز لـ"ليفربول": "فيه ناس بتديني بقشيش أكتر عالمشاريب لما بنكسب، لكن لو فيه خسارة بيدفع الحساب بالعافية".

فيديو قد يعجبك: