إعلان

في حادث "المنيا" الإرهابي.. كيف نجا أتوبيس العائلة ذو الـ28 فرداً؟

05:40 م السبت 03 نوفمبر 2018

قداس الجنازة علي شهداء حادث الانبا صموئيل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا الجميعي:

المشهد مُرعب، الطلقات تنهال من كل مكان على الأتوبيس في طريق عودته من دير الأنبا صموائيل، بمحافظة المنيا، وما زال السائق يُحاول النجاة بأرواح الـ28 فرد من عائلة واحدة، لحوالي 40 كيلومتر؛ ظلّ السائق يُدير دفّة الأتوبيس للوصول لبر الأمان، كانت رحمة الله أكبر، من مغاغة لبني مزار سارع في الوصول لأقرب نقطة إسعاف، حتى تنفّس الجميع الصعداء، هكذا يروي بيشاي رزق نسيم ووليد فرح نسيم، الواقعة لمصراوي، كما رأوها وهما ضمن الركاب خلف السائق.

45285142_562558220823830_1665095302387859456_n

كان مسلحون أطلقوا النار، أمس الجمعة، الثاني من نوفمبر الجاري، على حافلات تقل أقباطًا في الطريق المؤدي إلى دير الأنبا صموئيل المعترف أقصى شمال غرب محافظة المنيا، ما أسفر عن وفاة 7 أشخاص وإصابة العشرات، بحسب بيانات رسمية، فيما أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الحادث.

في العاشرة مساء الخميس؛ انطلق الأتوبيس من قرية الكوامل، بمحافظة سوهاج، في طريقه إلى دير الأنبا صموائيل، الطريق طويل لكن الرحلة ممتعة، لم يكن في ذهن أحد أي خاطر كابوسي، اصطحب الرجال زوجاتهم وأطفالهم، الفرحة موجودة بينهم لذهابهم لتعميد طفلين من العائلة، أحدهما هو ابن بيشاي الصغير، والآخر هو ابن شقيق وليد فرح نسيم "دول عندهم 6 شهور و3 شهور"، هكذا يقول وليد المُصاب بالحادث، والمستقر بمستشفى الشيخ زايد التخصصي.

في الخامسة فجرًا؛ وصل الأتوبيس على المدّق الترابي الواصل بين الطريق الصحراوي الغربي والدير، لم يوقفهم أحد، لم يكن الأمر غريبًا بالنسبة للعائلة، تعودوا على الذهاب إلى دير الأنبا صموائيل، مثله كمثل باقي الأديرة التي يحبوا زيارتها، تلك كانت المرة الثانية لهم في الذهاب إليه بعد الحادث السابق في مايو 2017 "روحنا مرة في شهر أغسطس اللي فات".

داخل المستشفى؛ جلس وليد الذي يحاول التعافي من الشظايا المصاب بها، بجواره كان ابن عمه بيشاي الذي وقف سليمًا بعد إسعافه يقول "كنت واخد أهلي وناسي يشوفوا تعميد ابني"، لم يخال إليه أن أمارات الفرحة ستنقلب ألمًا، يحكي وليد أنهم من مُحبي زيارة الأديرة والكنائس "متعودين نروحه وناخد من الآباء البركة ونصلي". في العاشرة صباحًا انتهت العائلة من طقوس التعميد والزيارة، ذهبوا إلى كافيتريا الدير للإفطار، ثُم انطلقوا في الثانية عشر والنصف تقريبًا، في طريق العودة، ولم يكونوا مدركين ما ينتظرهم.

مسافة المدّق الترابي تبلغ حوالي 25 كيلومترًا، على الطريق يُقلل السائق من السرعة "كان ماشي بحوالي سرعة 30 كيلومتر"، بعد نصف ساعة من الانطلاق؛ هُوجم الأتوبيس، حدث الضرب العشوائي، تمكّن بيشاي من رؤية الإرهابيين كما يقول "كانت عربية دفع رباعي، وشفت واحد فيهم لابس أسود في أسود"، كان حظّ بيشاي أنه ضمن الجالسين في الصفوف الأمامية من الأتوبيس.

يُكمل بيشاي روايته ذاكرًا أن أول بداية الضرب كانت على مقدمة الأتوبيس "كانوا عايزين يموتوا السواق عشان الأتوبيس يقف"، غير أن السائق تمكّن من المناورة "نزل لتحت شوية وفضل سايق"، في تلك الأثناء كان كل ما خطر ببال وليد هو حماية الصغار "كنت باخدهم أشدّهم تحتي"، لم يهاب الشاب الموت، فكّر في حلاوة الاستشهاد "كنت متوقع الطلقة تجيني من أي مكان"، غير أن الله كتب له عمر جديد.

ظلّ الضرب مُستمرًا، لم يُفرّق بين أحد، كان عدد النساء حوالي 12 كما يذكر بيشاي، "الناس كلها كانت نايمة في الأرض تحت"، وأغلب الإصابات جاءت للصفوف الخلفية "أختي مريم اتصابت في رجلها، وأحلام قريبتي أخدت طلقات في الضهر".

وهب الله عُمر جديد لأفراد الأتوبيس، لم يُفقد أحد، ظلّ السائق مستمرًا في السير حتى مدينة بني مزار "مكنش فيه أي حد ينجدنا على الطريق"، حتى وصل لأول نقطة إسعاف "بصراحة مقصروش معانا"، هُناك بدأ الجميع في الإحساس ببعض الأمان، حيث ذهبت الحالة الخطرة بعربية الإسعاف إلى مستشفى الشيخ فضل، أما البقية فظلوا داخل الأتوبيس يشكروا الله على إنقاذهم "فضلنا ورا عربية الإسعاف لحد باب المستشفى، هناك عملنا الإسعافات الأولية".

رغم أن وليد مازال راقدًا على السرير يتعافى، إلا أن صوته لا زال مُتعبًا مما جرى، غير أنه يؤكد "محدش يقدر يمنعنا من الزيارة وناخد بركة الدير"، كذلك بيشاي لم يهابه ما حدث "الحادث دا شرف لينا، وأختي المصابة شرف ليا".

فيديو قد يعجبك: