إعلان

في ذكرى عزل مرسى..كل الطرق تؤدي إلى ''كما كنت''

05:09 م الخميس 03 يوليه 2014

في ذكرى عزل مرسى..كل الطرق تؤدي إلى ''كما كنت''

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

الاستيقاظ مبكرا ليس من عاداته، لكنه مضطر لذلك لإنهاء بعض الأوراق الهامة بجامعة القاهرة، لذا نَفض ''أحمد سعيد'' النوم عن عينيه، وسرعان ما كان يقف مرتديصا كامل ملابسه في شارع الهرم، ليستقل أتوبيس ينقله إلى وجهته، قبل أن يكتشف أن اليوم ذكرى عزل الرئيس السابق محمد مرسي وتحديد خارطة الطريق ''أنا كنت نسيت والله، الواحد مش فاكرة النهاردة إيه في الأسبوع عشان يفتكر التواريخ واللي حصل فيها''.

نحو 45 دقيقة مرت على الشاب العشريني، ذي الوجه العابس بفعل نوم غير مكتمل، قبل أن يصل ''الميكروباص'' الذي يقله إلى ميدان الجيزة، ثم تتوقف حركته فجأة بفعل تكدس غير مفهوم للسيارات، تعرفوا على السر عندما اكتشفوا وجود حاجز مروري في منتصف شارع الجامعة، يمنعهم من المرور، ويُعيدهم مرة أخرى بسبب دواعي أمنية ''الظابط قالنا مفيش عربيات هتعدي..في احتمال يقتحموا النهضة ومش هنسمح بدا''.

تعاسة من حيث لا يحتسب نزلت على رأس الشاب ''يعني أروح فين دلوقتي؟! أرجع؟!'' اضطر إلى استكمال طريقه نحو جامعة القاهرة مشيا تحت وطأة الشمس، والتعرض للتفتيش كإجراء وقائي لحظة دخوله إلى الجامعة قبل أن ينغمس في الروتين الحكومي لاستخلاص أوراق شهادته ''بقيت بخلص الورق وبفكر في المشوار اللي هامشيه تاني لحد ما ألاقي عربيات''.

تساؤل ظل يلح على ''سعيد'' خلال عودته إلى ميدان الجيزة ''ليه الحكومة لما هو يوم طواريء كدا مأعلنتش قفل الشوارع؟! مش هيخسروا حاجة بدل البهدلة دي''، وفي الميدان جلس ما يقرب من ساعة قبل أن يأتيه الفرج في هيئة ''أتوبيس'' انقض عليه مع عدد من المواطنين هربا من مرارة الانتظار.

''شارع الهرم كان واقف ومش عارفين السبب''، الوقت يمر والطريق كما هو، السيارات تخطو بثقل واضح، الحرارة تُشعل الأجواء داخل الأتوبيس المزدحم بالركاب، أحدهم ينادي ''هو الطريق ماله يا أسطى''، السائق ينظر له شزرا ولا يرد، آخر يتحدث في الهاتف بصوت عال ''يعني مجيش دلوقتي.. في مظاهرة وضرب نار عند المطبعة؟، همهمات غاضبة تسرى في الأتوبيس، لكن أين المفر؟! هكذا تسأل ''سعيد''.

قبل أن يقترب الأتوبيس إلى منطقة المطبعة بشارع الهرم، بدا واضحا للعيان أن سُحب سوداء تغطي السماء، وأصوات طلقات تُدوي في المكان، هنا ارتبك السائق للحظات قبل أن يتخذ قرار بعدم استكمال الطريق ''السواق قالنا هيرجع مع أول مَلف واللي عايز يكمل ينزل يشوف عربية تانية''، الصدمات تتوالى على ''سعيد'' الذي قرر مستسلما أن يعود إلى الجيزة ويُكمل يومه عند أحد الأصدقاء هناك ''كلمت حد من صحابي..وشكلي هافطر عنده..هاعمل إيه طيب؟''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: