إعلان

مسرحية ''قهوة بلدي'' ... ''وهبت عمري للأمل''

05:28 م الجمعة 07 نوفمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

يمكن أن يتحول الشعر إلى مسرحية، هذا ما فعله المخرج ''محمد عادل'' في مسرحية ''قهوة بلدي''، التي ينتهي عرضها اليوم، حالة من المزج الشعري الذي استبدل بالحوارات الدرامية، ومزج بين الجمهور والحضور، في حالة مسرحية لم تُرى كثيرًا.


إذا كنت قادم لتسمع حوارات متبادلة بين الممثلين، فلا يوجد ذلك، فبدًا منها كانت القصائد الشعرية هي الحوار، والفواصل بين المشاهد هي أغاني الشيخ إمام، حالة ثورية بقى عليه مسرح الميدان بالأوبرا، جمهور أصبح جزء من المسرحية، ومسرحية لا تلق باًا لفواصل بين الحضور والممثلين، فصبي القهوة يدور بصينية لمن يرغب في كوب شاي، تستقبلك ساحة الميدان بيافطة كبيرة عليها اسم القهوة ''أبو حياة''، وشعب القهوة المتنوع بين ماسح أحذية، صبي القهوة، شاعر، وآخرون مترددون على القهوة من بينهم شرطة الفكر المتمثلة في الشرطة، البلطجية، متحدث باسم الدين، وممثل للجانب العسكري.

أغاني عبد المطلب كانت تسلية الحضور بينما يستعد الممثلون للعرض قبل الأخير، بأجواء ترسخ إحساس المشاهدين بالقهوة، على جدران القهوة كُتبت ''لا تصالح''، وهي قصيدة لأمل دنقل، وعلى اليمين كان وجه ''مينا دانيال'' مرسوما، وبخط اليد كتبت أسعار مشروبات القهوة.

توزع الممثلون، الكل يجلس على كراسي القهوة، فرادى، وعلى جانب القهوة  بدأت المطربة ''فاطمة عادل'' في الغناء، ليبدأ العرض بأغنية ''هنغني''، وهي الأغنية الأولى ضمن عدد من أغاني الشيخ إمام التي امتلأ بها العرض.

حالة من الشعر تلقفها الممثلين ليناوروها فيما بينهم، التي جمعت أشعار لكبار الشعراء أمثال؛ بديع خيري، بيرم التونسي، فؤاد حداد، صلاح جاهين، وآخرون، مثلت تلك القصائد أوضاع مختلفة مرت بها مصر المتمثلة في القهوة، يتناولوا من خلالها أوضاع المهمشين في مصر ''أنا - لو أن الناس عارفه دا-
تعِبْت بِزْيادة ونهجت.. بزيادة، زرعت كيف ما قِدرْت.. وزيادة، وحصدت كيف ما قدرت وزيادة''.

بقميص مترب ووجه متعب وقف يقول ''ليه أمشي حافي. وأنا منبت مراكيبكم، ليه فرشي عريان، وأنا منجّد مراتبكم، ليه بيتي خربان، وأنا نجار دواليبكم، هي كده قسمتي؟،الله يحاسبكم''، رغم الحالة الشعرية الكاملة التي اتخذها العرض، لم يصاب الحضور بالملل، هناك من يعرف من كاتب تلك القصائد يقولها لرفيقه السائل، وآخر يهمس بالقصيدة مكملا لما يقوله الممثل.

أغاني الشيخ إمام كانت واصلا أيضا بين المسرح والجمهور، فالممثلون لم يعتلوا خشبة مسرح إنما بقوا أمام الناس، يواجهوهم بمشكلاتهم وخوفهم، ويغنون سويا في حالة متفاعلة بينهما، بينما كانت شرطة الفكر تأتي من وقت لآخر لتفتش وتصادر الأوراق، ألقى الشاعر المجنون والمقبوض عليه أكثر من مرة بالأوراق في الهواء قائلًا ''ورق .. ورق .. شعارات ورق .. أحلام ورق''، فيما التهبت كفوف الجمهور بالتصفيق، وشاب مكافح ينهال عليه واحد منهم بالضرب، ينكفأ على نفسه، وتبدأ المطربة بغناء ''البقرة حاحا''، في حالة أشبه بالنواح ويردد الجمهور ''حاحا''.

ينتهي العرض بأغنية ''شيد قصورك''، يقف رواد القهوة مصطفين بجانب بعضهم فيما يقف أمامهم شرطة الفكر، دلالة على صراع دائم، يغنون ''واتقل علينا بالمواجع ''، ويكمل الجمهور ''احنا اتوجعنا ما اكتفينا''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: