إعلان

كوثر هيكل: "الخناق" سر السعادة مع أبو بكر عزت.. وتوفي يوم عيد زواجنا..(حوار)

12:31 م الأحد 14 فبراير 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- علياء أبوشهبة:
قصص الحب الحقيقية لا تموت، بل تظل حيه للأبد حتى ولو مات أحد أطرافها، على مدار 41 سنة عاش الفنان أبوبكر عزت وزوجته الكاتبة كوثر هيكل واحدة من أجمل قصص الحب التي مازالت تحمل دفئا خاصا، فهي بدأت على نغمات أغنية "الحب كده"، وكانت أغنية "أنت عمري" هي هدية زواجهما، إلا أن أصعب لحظاتها كانت يوم وفاة أبوبكر عزت في ذكرى عيد زواجهما وبالتحديد يوم 27 فبراير عام 2006.

الأمر الطريف أن المحبة بين بكر وكوثر جاءت من بعد عداوة، رغم الزمالة التي جمعت بينهما في قسم الإجتماع في كلية الآداب، حيث كان بكر هو "نجم الكلية"، وعضو بارز في فريق التمثيل يقدم المسرحيات التي تلقى إقبالا واسعا إلى جانب دراسته في معهد التمثيل، وكان دوما محاط بالمعجبات، كما كان متعدد العلاقات الاجتماعيه؛ وهو ما كان سببا في ابتعاد كوثر هيكل عنه.

بعد أن أنهت كوثر دراستها الجامعية انتقلت للعمل في التليفزيون حيث قدمت العديد من المسلسلات التلفزيونية لتلتقي به مرة ثانية، لكن استمرت في تجنبه، رغم أنه شخص محبوب من الجميع، كما يجمعهم العديد من الأصدقاء المشتركين، ولأنها كانت "واخده جنب" حاول بكر بخفة دم أن "يناكفها" مع أصدقائهما ومنهم الفنانة زوزو نبيل والمخرج سعيد مرزوق، لكنها تضايقت وبكت، ورغم محاولات الصلح المتعددة إلا أنها إزدادت تجنبا له.

استمر الحال على هذا المنوال حتى جمعت بينهما الصدفة عندما جلس إلى جانبها في يوم عرض مسرحية "الناس والبحر"؛ وهنا اقتحمها ليعرف سبب ابتعادها عنه، فصارحته بأنها تراه إنسان غير جاد "عايش الدنيا بالطول والعرض"، وكانت هذه هي المرة الأولى التي رأت فيها بكر على حقيقته التي كانت ترفض أن تعرفها، حيث حكى لها عن حياته، ووفاة والده وهو في سن صغيرة، ومرض والدته التي لا تشعر بوجوده، ويوصل الليل بالنهار لكي يوفر نفقات علاجها رغم يأس الأطباء من شفائها.

تضيف قائلة: عندما اقتربت من بكر حدثني عن حبه للقراءة فاكتشفت أنه إنسان واسع الإطلاع، في كل المجالات سواء سياسة أو قانون أو فن، وكانت المفاجأة التي أعدها لي في اليوم التالي هي مجموعة من كتبه الخاصة وجدتها على مكتبي في الصباح؛ وهو ما سعدت به وبدأت بالتدريج الحواجز التي وضعتها بيننا في الذوبان، لكني لم أكن أتخيل الزواج من ممثل، وهو أيضا ما لم تكن أسرتي تتقبله.
استمرت محاولات أبوبكر عزت في التقرب من نصفه الآخر حتى سمع بأنها على وشك الارتباط  فجن جنونه؛ واعترف لها بحبه الشديد؛ وهنا حن قلبها ووافقت على الارتباط به، لكن ظهرت أمامهما أصعب عقبه وهي موافقة أسرتها على الزواج من ممثل فأخبرتهم بوظيفته الأخرى وهي عمله كمدرس لعلم النفس في المعهد العالي الصحي؛ والتي استقال منها بعد زواجهم.

تروي كوثر هيكل إنهم في بداية حياتهم الزوجية قابلهم العديد من العقبات المالية التي نجحوا في تخطيها بمساعدة أصدقائهم، ومنهم المخرج حسين كمال والمخرج إبراهيم الصحن والمخرجة إنعام محمد علي الذين نظموا "جمعية" لكي يتمكن بكر من توفير مصروفات الزواج، وبالفعل نجحت جهودهم وتم الزفاف الذي حضره مجموعة من أشهر نجوم مصر، وغنى فيه شريفة فاضل وماهر العطار.

رغم توقع الكثيرون الفشل لهذه الزيجة؛ بسبب صغر سنهم، إلا أنها كانت من أطول الزيجات عمرا في الوسط الفني، بعد أن إتفق طرفيها على عدم الالتفات لأي شائعات.
أما وصفة النجاح السحرية التي تصفها كوثر هيكل لأي زوجين وترى أنها سر سعادتهما الزوجية هي "الخناق"، وتقول: "كنت أتشاجر مع بكر إذا غضبت منه وهو كذلك حتى لا ندع الغضب يترسب بداخلنا، وهو أخطر شيء لأن التراكمات تسبب الانفجار، كان كلا منا يحترم عمل الآخر ولا يتدخل في شؤون الآخر".

عن طباعه تقول: "كان شخصا شديد النقاء بداخله سلام روحي لم أره في حياتي، فلم يكن يحمل غيرة أو حقدا لأحد وكان يشجع الأجيال الجديدة من الممثلين لقناعته بتواصل الأجيال، كما كان يعشق عمله".

أصعب لحظة وأقسى لحظة في قصة حب كوثر هيكل وأبوبكر عزت، التي تتذكرها بعين دامعه، كانت يوم عيد زواجهما ال 41 وهو اليوم الذي توفي فيه بصورة مفاجئة، وهو في حالة صحية جيدة حتى أنه كان يقول "أنا النهارده عريس"، في الوقت الذي كانت فيه سيارة الإسعاف تستعد لنقله إلى المستشفى لإسعافه وصل بائع الورد الذي لتوصيل الورد الذي اختاره ليهديه إلي رفيقة عمره في هذه الذكرى.

تتذكر كوثر هيكل ما حدث قبل الوفاة بفترة بسيطة عندما شاهدا سويا فيلم "حبيبي دائما"، وبكائه الشديد أثناء مشاهدته من الجملة التي قالتها بطلة الفيلم "أنا مش خايفة من الموت أنا خايفة اسيبك لوحدك" وكأنه كان يودعها بتأثره بهذه الجملة.

" افتقدت الصديق وليس الزوج والحبيب فقط لأنه كان صديقي المقرب، وهذا هو سر سعادتنا الزوجية إضافة إلى الاحترام كان كل طرف مننا يحترم الأخر، كما أن كل طرف كان يدعم نجاح الطرف الأخر".

أكثر ما تأسف له كوثر هيكل أن أبوبكر عزت تم تكريمه بعد وفاته عدة مرات بينما لم يتذكره أحد في حياته، وتم تكريم اسمه 6 مرات.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج