إعلان

لماذا ظهرت "العكارة" في مياه النيل بالعاصمة (تقرير)

05:46 م الثلاثاء 01 نوفمبر 2016

مياه النيل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد قاسم:

لم تكن توابع أزمة السيول على مستوى محافظات سوهاج وقنا وأسيوط ومنطقة رأس غارب فقط بل امتدت إلى نهر النيل الذي يمتد من أقصى جنوب البلاد إلى شمالها، حيث طفت عكارة شديدة في مياه النيل أرجعتها وزارة الري إلى السيول.

والتقطت عدد من الصور بينت وجود عكارة شديدة في مياه النيل بأنحاء مختلفة بالجمهورية منها القاهرة، وانتشرت بين رواد مواقع التواصل "فيسبوك" ردد بعضهم أن أضرار عدة قد تصيب المواطنين جراء تلك العكارة، إلا أن المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية نفى تلك المزاعم.

وشهدت محافظات عدة في جنوب وغرب البلاد خلال الثلاثة أيام الماضية، أمطارًا غزيرة أدت إلى سيول شديدة.

من جانبه أكد المهندس وليد حقيقي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الري والموارد المائية، أن العكارة جاءت نتيجة لوصول مياه السيول المُحملة بالأتربة والطمي إلى نهر النيل عن طريق مخرات الجبال والأودية الملاصقة للنيل مثل محافظات سوهاج وقنا وأسيوط، موضحًا أن جبال البحر الأحمر والوادي الجديد ملاصقة لتلك المحافظات فاندفعت السيول في مجرى النيل.

وقال الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن مخرات السيول الموجودة بالجبال موجودة من آلاف السنين، تسقط الأمطار في موسم الشتاء بغرازة على قمم الجبال فتسحب الرمال الطافية وتختلط مياه الأمطار بالرمال إلى أن تصل لنهر النيل.

بالعودة لخريطة جمهورية مصر العربية (https://www.google.com.eg/maps/@23.6775812,25.9702458,6.5z)، نجد أن الهضاب الجبلية للصحراء الشرقية والطريق الصحراوي الشرقي يحدا نهر النيل في جانبه الشرقي عند مناطق بارزة في محافظات سوهاج وقنا وأسيوط. فضلا عن أن المياه هدمت الطريق الصحراوي الشرقي واخترقته وانسالت إلى مجرى النيل بحسب تقرير هيئة الطرق والكباري.

سبب آخر ساقه المتحدث باسم وزارة الري في ظهور عكرة المياه، أن عدد من المخرات والسدود الصناعية التي تم تنفيذها والتي وضعتها الدولة - بين جبال الوادي الجديد والبحر الأحمر من جهة، ومجرى نهر النيل من جهة أخرى-، لتفادي الأزمات قادت مياه السيول إلى مجرى نهر النيل، مؤكدا "هذا دليل على نجاحنا في عملنا".

وأكد علام، أنه مع كثرة السكان تم إحاطة جانبي النيل بالمباني والمؤسسات، فقامت الحكومة منذ ذلك بعمل مخرات صناعية تتولى نقل المياه من المخرات الطبيعية وإكمال مسارها الطبيعي على أن تصب مياهها في مجرى النيل.

تغير لون مياه النيل ووصول للعكارة، دفعت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف، لوقف العمل في 15 محطة لتوزيع مياه الشرب غالبيتها شمال محافظة أسيوط حتى القاهرة الكبرى، حسبما أفاد العميد محيي الصيرفي، المتحدث الرسمي باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف لصحي، وأضاف: أصبح لونها "ترابي" ما دفعنا لغلق بعض المحطات حتى يتم تنقيتها من جديد.

"حقيقي" و"علام" أوضحا أن المياه المُحملة بالطمي وصلت إلى العاصمة الاثنين وبعد ثلاثة أيام من نزول السيل على سماء محافظات الصعيد، مؤكدًا أنه لا قلق من تغير لون المياه فذلك أمرًا طبيعيًا.

وأوضح الصيرفي في تصريحات هاتفية لـ"مصراوي"، اليوم، أن الشركة ليس لديها نظام تغلب على العكارة في محطاتها، ولكن محطات المياه الموجودة بها نظام يستوعب -حتى درجة معينة- مستوى العكارة، وإن زادت عن الحد الطبيعي يتم إيقاف المحطة حتى تعود درجة العكارة إلى مستوياتها الطبيعية.

"ستعود مياه النيل إلى طبيعتها مرة أخرى خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر" هكذا قال "حقيقي وعلام".

كانت الشركة أوقفت الأحد الماضي محطتي مياه الشرب (أطفيح - الصف) بمحافظة الجيزة، إثر زيادة نسبة العكارة بمجرى نهر النيل عن الحد المسموح به للتشغيل القياسي.

وأكد الصيرفي، أنه يتم أخذ عينة كل نصف ساعة من أمام مأخذ محطات المياه للتأكد من عدم تجاوز نسبة "العكارة" الحدود المسموح بها. فضلًا عن توفير سيارات محملة بمياه الشرب النقية للمناطق المتأثرة، موضحًا أنه حال وجود أي شكوى على المواطن الاتصال بالخط الساخن (125).

وأشار إلى أن هناك تنسيق لمتابعة الأمر بين الوزارة والوزارات الأخرى المعنية من بينها "الإسكان" التي قد تُغلق عددًا من محطات المياه أو تضع بعض الحلول لمعالجتها.

وتسببت السيول -التي بدأت في منتصف ليل الخميس واستمرت ثلاثة أيام- في تصدع وانهيار بعض المنازل في مدينة رأس غارب، حيث غمرت المياه الشوارع وجرف السيل سيارات تكدست على جانب الطريق في فوضى، وأسفرت أيضًا عن مقتل 22 قتيلًا و72 آخرين وفقًا لتقارير حكومية.

ودعا تصاعد حدة الأزمة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، بالاجتماع بالمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري. ووجه مختلف أجهزة الدولة والقوات المسلحة بالعمل على تعزيز الجهود المبذولة لمساعدة الأهالي بالمناطق المتضررة وتوفير الدعم اللازم لهم.

وشهدت مصر، في شهر نوفمبر من العام الماضي، موجة من الطقس السيء أدت إلى حدوث سيول في بعض الأماكن -خاصة في المناطق الشمالية والغربية في مراكز إدكو وكفر الدوار ووادي النطرون- ما أدى إلى مقتل 14 شخصا وأسفر عن خسائر في الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والداجنة.

وكانت هيئة الطرق والكبارى، أكدت أنه تم الدفع بـ16 مجموعة عمل لاستعادة كفاءة الطرق فى مناطق البحر الأحمر والصعيد فى قنا وسوهاج والفرافرة والوادى الجديد وطريق السويس الزعفرانة الغردقة وجنوب سيناء وطابا ونويبع، وتقاطعه مع وادى وتير وشرم الشيخ، وذلك بعد تعرضها للسيول.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج