إعلان

حقوق العمال ''شوكة'' في ظهر الحكومات المتعاقبة

11:28 ص الأربعاء 30 أبريل 2014

العمال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير – نورا ممدوح وهاجر حسني :
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بـ''عيد العمال''، والذي يمثل ذكرى حصول عمال شيكاغوا على حقوقهم بعد خروجهم في تظاهرات، يأتي عيد العمال هذا العام، دون أن يحصل العمال المصريين على أي من حقوقهم ومطالبهم التي يطالبون بها منذ سنوات- على حد قولهم.

وتعتبر فئة العمال من أبرز وأكبر فئات المجتمع المصري، وتمثل مطالب العمال بالنسبة للحكومات المتعاقبة ''شوكة'' في ظهورهم، حيث أنهم عندما يقررون إسقاط أي نظام.. يفعلون.

حيث شارك العمال في ثورة 25 يناير 2011 بشكل فعال لإسقاط نظام فاسد عانت منه هذه الفئة لمدة 30 عام، ومن بعدها تمكنوا من إسقاط نظام الإخوان المسلمين بعد مشاركتهم في تظاهرات 30 يونيو، بعد أن فقدوا أمل حصولهم على حقوقهم في عهدهم، وكانت إضرابات واعتصامات العمال سبب رئيسي وقوي في استقالة حكومة حازم الببلاوي التي فشلت في تلبيتها، وساهمت في إشعال الغضب العمالي.. رغم كل ذلك النتيجة واحدة لم يحصلوا على حقوقهم.

رصد مصراوي، أراء بعض القيادات العمالية والحقوقيين، حول ما الذي يحتفل به العمال هذا العام؟ وما الذي حصلوا عليه من حقوق ؟ وما الذي قدمته الحكومات المتعاقبة منذ الثورة لهم؟

''العيد اليتيم''
وصف باسم حلقة، الامين العام للاتحاد المصري للنقابات المستقلة، عيد العمال هذا العام ''باليتيم'' ، وذلك لعدم حصول العمال على أي من حقوقهم بعد مرور ثلاث سنوات منذ قيام الثورة.

قال حلقة، في تصريح لمصراوي، إنه مع كل وزارة تأتى كان يتجدد الأمل معها لتحقيق المطالب العمالية ولكنهم  يصابوا بالإحباط عندما يصطدموا بسياسات هذه الحكومات والتي تعتبر حكومات مغيبة تماما عن مطالب العمال.

أضاف حلقة أن ''الحكومات تطالب العمال بتدوير عجلة الإنتاج في الوقت الذي لا يفكرون فيه بآلية لتحقيق مطالبهم''، مشيرا إلى أن جميع الحكومات تستخدم العمال لتحقيق اهدافها السياسية دون النظر إلى العمال مشكلهم.
 
وذكر أن أيا من الحكومات لا تسعى إلى فتح حوار اجتماعي مع العمال وتكتفي فقط بإطلاق الشعارات السياسية لتجميل صورة الحكومة . 
 
''تجاهل حكومي''
فيما أوضح مجدي البدوي، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، أن العمال منذ قيام الثورة لم يحصوا على أي مطلب لهم، وسط تجاهل الحكومات المتعاقبة، وهو ما يدفعهم إلى الخروج في تظاهرات مستمرة.

أردف بدوي أنه تم حرمان العمال من نسبة الـ50 في المئة عمال وفلاحين في الدستور الجديد، بالإضافة إلى وعودهم التي لم تنفذ حتى الآن بتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، فضلا عن قانون التأمين الصحي الذي لا يتم النظر إليه.

وتابع نائب رئيس الاتحاد أن '' نسبة البطالة في ازدياد مستمر، بالإضافة إلى عدد كبير من الأزمات التي تواجه العمال''، مضيفا أن التنمية تعتبر هي الحل الوحيد لتشغيل المصانع وإعادة العمالة المفصولة إيجاد فرص لتنفيذ مطالب العمال  .

استكمال خارطة الطريق أولا
ومن جانبه قال أحمد خيري، رئيس الاتحاد القومي لعمال مصر، إنهم لن يشاركوا في احتفالات عيد العمال القادمة سواء بالتظاهر أو أي مظاهر أخرى، إلا  بعد اكتمال أركان الدولة ومؤسساتها.

وأشار خيري إلى أنه لابد من استكمال خارطة الطريق أولا وانتخاب رئيس وفقا لإرادة الشعب المصري وإرادة العمال الذين وقعوا على ميثاق شرف لدعم المشير عبد الفتاح السيسي ثم بعد ذلك يحصل العمال على حقوقهم ويحتفلون بعيدهم.

وتابع ''يستكمل الشعب مساره الديمقراطي في انتخاب مجلس نواب يقوم بتعديل القوانين حتى يتمكن العمال من الحصول على حقوقهم بعد أن ضمنت لهم 75 مادة بالدستور الجديد حصولهم عليها''.

احتفالية رمزية
وقال عماد حجاب، الرئيس السابق لمنظمة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان، إن عيد العمال بمثابة احتفالية رمزية يتم فيها تكريم العمال المحالين للمعاش والعمال المثاليين من جانب الدولة والشركات، وهو تقليد تم اتباعه منذ أيام عبد الناصر، بحد قوله.

وأضاف حجاب، في تصريح لمصراوي، أن هذا اليوم دائما ما كان يحمل أخبار سارة للعمال من علاوات وزيادة الرواتب، وخاصة أن أغلبية المجتمع المصري من فئة العمال، ولكن الفترة الأخيرة تزايدت المطالب الفئوية نتيجة سوء أوضاع العمال، بالإضافة إلى اختفاء النقابات المهنية وحلت المستقلة بدلا منها.

وتابع حجاب أن ''أغلبية الشركات لديها مشكلة في السيولة مما دفعها لفصل بعض العمال وهو ما أدى لارتفاع مؤشر البطالة ما بين الخريجين''، لافتا إلى أن أوضاع العمال لن تتحسن إلا بالتركيز على تطوير المصانع و الشركات و إدخال التقنيات الحديثة لتطوير المنتج المصري وما سيؤدي بدوره إلى تحسين أوضاع العمال.

وأوضح أن وجود مشروعات قومية و الاهتمام بالطبقة العاملة مثلما كان موجود في فترة الستينيات سيكون انتعاشة لأوضاع العمال.

''لم يتحقق شيء''
من جانبها قالت داليا موسى، مسئول ملف العمال بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إنه على مستوى تحقيق المطالب، لم يتحقق شيئا منها، مؤكدة أن مطالب العمال كما هي منذ ثورة 25 يناير.

وأضافت في تصريح لمصراوي، أن أشكال التعسف أصبحت أكثر فجاجة، ولا توجد طريقة واضحة حتى الآن للحصول على حقوقهم، لافتة إلى أن الطريقة المعتادة وهي الإضراب أصبحت غير مجدية حيث أصبح التعامل من قبل الأمن يتم مع العمال حتى داخل المصانع.

وأشارت موسى إلى ضرورة وجود نظام يتبنى مطالب هؤلاء العمال، موضحة أن جميع الأنظمة التي تواترت على مصر منذ الثورة و حتى الآن جميعها كانت تقف إلى صف رجال الأعمال.
وأوضحت أن ما يحدث من سوء لأوضاع العمال في هذه الفترة يعد تطور مفيد لحركة العمال، لأنه كلما ساءت الأوضاع تعطي نذيرا بأنها ستكون وقودا لثورة ثالثة وهي ثورة العمال، لافتة إلى أن عيد العمال هذا العام لم يسبقه ترتيبات مهمة من قبل قطاعات وقوى سياسية.

و تابعت ''عيد العمال مختلف تماما هذه المرة، ولا توجد رغبة من قبل العمال للاحتفال وهم في وضع سيئ، فهو بالنسبة لهم أسوأ يوم''.

''العمال يدفعون الثمن''
وفي ذات السياق، قال محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، إن العمال هذا العام يحتفلون وأوضاعهم في غاية السوء، مؤكدا أنه بحلول عيد العمال سيكون أيضا نفس التوقيت الذي تزداد فيه الأسعار.

وأضاف زارع في تصريحه لمصراوي، أن العمال و هم النسبة الأكبر من الشعب المصري، أكثر من تعرضوا للمعاناة خلال الفترة الماضية، نتيجة ارتفاع الأسعار وتدني قيمة الجنية المصري وضعف مرتباتهم، بالإضافة إلى حركة الفصل التي شهدتها الفترة الماضية أيضا و هو ما تسبب في قلة دخولهم.

و تابع ''أتمنى من الحكومة القادمة أن تلتفت إلى أوضاع العمال وألا تسير على نهج جميع الحكومات السابقة، لأن العمال في النهاية هم من يدفعون الثمن''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج