إعلان

أهالي مطوبس..بين مطرقة تلوث المياه..وسندان استغلال التجار (تقرير مصور)

10:06 م الخميس 30 يناير 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير - إسلام عمار:

حالة من الخوف الشديد تنتاب أهالي مركز مطوبس بكفر الشيخ، إثر أزمة تلوث مياه الشرب، جعلت تجار الجملة والتجزئة يعتبرون أن زجاجات المياه المعدنية المختلفة، بمثابة كنز ثمين، لابد من الحصول على أعلى ربح من خلاله.

يعتقد الآلاف من أهالي ''مطوبس'' أن مياه الشرب، مسممه وتجلب الأمراض الخطيرة كأمراض الكبد والكلي التي، لاسيما وأن محافظة كفر الشيخ في السنوات الأخيرة، تحتفظ لنفسها بأكبر عدد من المواطنين يعانون تلك الأمراض.

مفاجأة غير سارة

حمل صباح يوم 14 يناير الجاري، مفاجأة غير سارة لأهالي مطوبس، ممثلة في ارتفاع نسبة الأمونيا بمياه النيل بفرع رشيد الذي تطل عليه المحافظة، الأمر الذي تسبب في نفوق أطنان من الأسماك، على حد قول البيطريين، الذين قاموا بإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لمعرفة أسباب نفوق هذه الأسماك.

وكرد فعل طبيعي لتلك الأزمة، سارع آلاف المواطنين بشراء زجاجات المياه المعدنية، وبالمثل لن يدع أصحاب المنافع وتجار السوق السوداء، تلك الفرصة تمر دون استغلالها، فرفعوا أسعار المياه المعدنية للضعف.

لسان حال أهالي مطوبس، الذين يعانوا أزمتين، ''أضحي بالفلوس، أحسن ما يجيلي مرض أنا وولادي وأصرف عليه الآلاف''.

المياه المعدنية في كل مكان

رصدت عدسة مصراوي، انتشار مكثف لبيع زجاجات المياه المعدنية في الأسواق والشوارع الرئيسية لمركز مطوبس، زجاجات المياه المعدنية بأحجامها المختلفة، متراصة على أرفف محلات البقالة والسوبر الماركت وحتى مطاعم المشويات والأسماك والمأكولات الشعبية الذين يبيعون زجاجات المياه بأضعاف ثمنها الذي يحدده المنتج، ولكن هذا لم يمنع التجار الذين يستجيبون أحيانًا قليلة لـ''فصال المواطنين'' في الأسعار.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي أحد مواقف السيارات داخل المدينة، وبعض المناطق الحيوية بها، تقف سيارات نقل وملاكي، تعرض زجاجات المياه المعدنية، وتسعى للفت انتباه المواطنين راغبي الشراع بـ''عروض ترويجية'' ببيع ''كرتونة'' زجاجات المياه المعدنية حجم لتر ونصف بسعر يصل إلى 36 جنيها.

تجار الجملة مستغلون أيضا

أحمد عزت النجار، أحد باعة المياه المعدنية، يقول لـمصراوي، إن بيع زجاجات المياه يحقق أرباحًا ''في حدود المعقول''، فهو عليها عن طريق تجار الجملة، مؤكداً أن إقبال المواطنين على شرائها، يتزايد في ظل اعتقادهم أن المياه الطبيعية ملوثة، والخوف من تعرضهم لسوء.

ورفض النجار، التحدث عن سعر شرائه لزجاجات المياه من التجار، مكتفيًا بقوله؛ ''لو لم تكن زجاجات المياه المعدنية تحقق أرباحًا، ما باعها تجار الفاكهة والخضروات والأكشاك وأصحاب الفروشات الخاصة''.

خراب بيوت

يقول اشرف فليفل، موظف، وأحد أهالي مدينة مطوبس، إن ''المياه المعدنية أصبحت خراب بيوت، فالأسعار تتفاوت بين الحين والآخر، والمشكلة ترجع لتلوث مياه النيل، والخوف من حدوث مكروه لي ولأفراد أسرتي، من تناول المياه من صنابير المنازل، هي التي تجعلني أسرع للحصول علي كميات من زجاجات المياه''.

تلوث المياه..كوليرا القرن الحادي والعشرين

البرلماني السابق ياسر بركات، شبه أزمة المياه الملوثة، بأزمة الكوليرا التي عصفت بمصر في أوائل القرن العشرين وفي ستينات القرن الماضي، ''منطقة مطوبس بالكامل تنتشر بها المياه الملوثة نظرًا لارتفاع نسبة الأمونيا بها؛ وهي المسبب الرئيسي لمرض الفشل الكلوي والأمراض الكبدية، وهذا يرجع إلى إلقاء مخلفات مصانع المبيدات بكفر الزيات ومخلفات مصرف الرهاوي بالجيزة، في مياه نهر النيل''.

ويضيف بركات، ''ناشدت مئات المرات المسئولين عن خطورة هذه المشكلة، ولم أجد إجابات أو ردود فعل حكومية وخاصة وزيرة الصحة الدكتورة مها الرباط، أثناء زيارتها الأخيرة للمحافظة، حيث عرضنا المشكلة عليها في وجود المحافظ محمد عزت عجوة، ووكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ الدكتورة لميس المعداوي، ووعدتنا الوزيرة بحل المشكلة من جذورها، ولم نرى أي حلول إلى الآن، سوى وعود باتت حبرًا على ورق''.

تخاذل حكومي

وطالب بركات المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية، والدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، بسرعة تشكيل لجنة متخصصة لبحث شكوى المواطنين والصيادين علي الطبيعة، لإيجاد حلول سريعة لهم حتى لا تتفاقم المشكلة ويذهب الأبرياء ''ضحية تقاعس وصمت المسئولين''.

التلوث غير مقتصر على مطوبس وحدها

رئيس الاتحاد العام للصيادين، بفرع كفر الشيخ، مجدي مرعي، يحذر من خطورة تلوث مياه نهر النيل، مؤكدًا أن هذه ''الكارثة اقتربت من بحيرة البرلس، وآثارها ستظهر عاجلاً، بعد أن دخلت المياه الملوثة عبر قنال برمبال''.

وأكد أنه حذر رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية، ورئيس المنطقة المركزية بكفر الشيخ من تلك المياه التي تتدفق إلى بحيرة البرلس.

الصيادون ليسوا السبب وراء تلوث المياه

من جانبه استنكر هشام دراز، رئيس رابطة الصيادين بمدينة دسوق، تصريحات المستشار محمد عزت عجوة، محافظ كفر الشيخ، في إحدى القنوات الفضائية، عندما ألقى المسئولية كاملة على ''الأقفاص السمكية'' في أزمة تلوث مياه النيل فرع رشيد، دون أن يتطرق للأسباب الرئيسية التي تجلب التلوث في النيل، مثل مصنع المبيدات بكفر الزيات، ومصرف الرهاوي بالجيزة''، لافتًا إلى أن الأقفاص السمكية متواجدة دائمًا في مياه النيل، وهناك شروط ولوائح لإقامتها، وأن هناك مراقبة دائمة من شرطة المسطحات المائية عليها.

ويؤكد دراز أن بحوزته مستند سابق صدوره، من الثروة السمكية، يفيد بأن الأقفاص السمكية، تنتج نسبة 51% من إنتاج الأسماك بالمحافظة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج