إعلان

خبراء مياه: تنفيذ مشروع نهر الكونغو ''صعب'' ومكلف اقتصادياً

04:53 م الإثنين 30 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير - عمرو والي:

تباينت ردود أفعال عدد من خبراء المياه حول امكانية تنفيذ مشروع نهر الكونغو والذى يقضي بشق قناة تصل مياه النهر بنهر النيل عبر جنوب السودان، ورأى البعض أن هذا المشروع يواجه العديد من المعوقات، في حين رأى البعض أهمية التحرك المصري لبحث فرص التعاون مع الكونغو ومساعدتها في عدد من المشروعات وعلى رأسها مجال توليد الكهرباء خاصة وأنها حتى الآن تعانى من الإظلام في بعض المناطق في مقابل الاستفادة من المياه المهدورة في المحيط الأطلنطي.

معوقات كثيرة

قال الدكتور مغاورى شحاته دياب، خبير المياه الدولي، إن مشروع تحويل مجري نهر الكونغو باتجاه جنوب السودان شمالاً ثم مصر من الصعب تطبيقه على أرض الواقع.

وأضاف شحاتة لمصراوي: هذا المشروع يواجه الكثير من المعوقات أهمها الجزء المتعلق بالاتفاقيات الدولية التي لا تنطبق على المشروع حيث أن القوانين الدولية لا تسمح بنقل المياه من أحواض مائية إلى أحواض مائية أخرى .

وتابع: ''المعوقات الأخرى متعلقة بالجانب الجيولوجي الخاص بطبيعة المكان الذى سيكون فيه وصلة بين النهرين حيث يعج بالجبال والهضاب'' واصفاً المنطقة بالوعرة وبالتالي فالمشروع من الصعب تنفيذه .

وقال الدكتور حسين العطفى، وزير الموارد المائية والري السابق، أن هذا المشروع تم عرضه عليه عندما كان مسئولاً في الوزارة والذى يقضى بتوصيل مياه نهر الكونغو الديمقراطية بنهر النيل عن طريق جنوب السودان، مشيراً إلى أن الوزارة في هذا التوقيت أبدت تحفظها عليه.

وأضاف العطفى فى تصريحات سابقة لـ مصراوي :''إن المشروع يواجه العديد من المعوقات القانونية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي يجب وضعها في الاعتبار خاصة فيما يتعلق بالمياه، مشيراً إلى أن الطبيعة المرتفعة في المنطقة الواقعة بين النهرين تؤكد صعوبة التوصيل لارتفاع التكلفة''.

وأشار العطفى إلى أن المشروع من الناحية الاقتصادية مكلف للغاية ويحتاج إلى ميزانية ضخمة، مشدداً على ضرورة وجود رؤية واضحة ومشتركة مع السودان لدراسة مدى استيعاب المجاري المائية للمياه الواردة لها ومدى استعداداها لتنفيذ مثل هذا المشروع .

وأوضح أنه من الناحية القانونية يستلزم لنقل مياه من حوض نهرى إلى آخر موافقة قانونية وفقاً لقواعد وقوانين دولية تشترط موافقة الدول المنظمة للأنهار المشتركة وذلك حتى تتفادى مصر حدوث أي نزاعات بين الدول المشتركة في النهر؛ حيث تمنع هذه القوانين التصرف في مياه النهر الدولي خارج الحوض الذي يضم مناطق داخل دولة وذلك حتى لا تتحول المياه إلى سلعة يتم بيعها وشرائها .

واختتم العطفى حديثه قائلاً: ''هناك أولويات وقواعد وضعتها الدولة للتعاون مع الدول الإفريقية بصفة عامة، مشيراً إلى ضرورة أن تتعاون دول حوض النيل للاستفادة من فاقد المياه الموجود في منطقة المستنقعات وتنفيذ مشروعات مشتركة بينها ''.

رؤية مختلفة

وفي نفس السياق، أكد الدكتور ضياء القوصى، خبير المياه، على ضرورة تفعيل التعاون بين مصر والكونغو الديمقراطية فيما يخص الموارد المائية التي تمتلكها، مشيراً إلى أن نهر الكونغو تهدر منه كميات للمياه العذبة ضخمة للغاية دون أى استفادة .

وأضاف لـ مصراوي: ''هناك العديد من الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع والتي أكدت إمكانية ضمان مصر بهذا المشروع حصة إضافية من موارد المياه، مشيراً إلى أن الكونغو كطبيعة جغرافية تمتلك الكثير من مساقط المياه التي تكفى ما يقرب من 20% من إنتاج الكهرباء على مستوى العالم''.

وأوضح القوصي أنه من الضروري لمصر بحث فرص التعاون مع الكونغو ومحاولة إنشاء شبكة ربط للمياه في مصر بهذا النهر على أن تساعد مصر في توليد الطاقة والكهرباء لها بما نمتلكه من خبرات في هذا المجال خاصة وأن الكونغو متوسط استهلاكها من الكهرباء من أضعف معدلات الاستهلاك في العالم.

وتابع الخبير المائى: ''يصل طول النهر لما يقرب من 4 آلاف كيلو متر وكمية المياه به تصل إلى أكثر من 1900 مليار متر مكعب يضيع نسبة 75% منها في المحيط الأطلنطي وهو ما سيساعد في توليد الكهرباء، خاصة وأن الكثير من المناطق وأحياء العاصمة ''كينشاسا'' لا تزال غارقة في الظلام، ويعتمد السكان على أضواء الشموع لإنارة منازلهم''.

وتجدر الإشارة إلى أن سبق طرح هذه الفكرة مطلع القرن الماضي في عام 1902 من خلال ''آباتا '' كبير مهندسي الري المصريين في السودان, ومع شروع اثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق مؤخراً فمصر معرضة لمأزق مائي خطير .

نهر الكونغو في سطور

- يعتبر نهر الكونغو ثاني أكبر أنهار إفريقيا وخامس أنهار العالم من حيث الطول وكان يطلق عليه سابقًا ''نهر زائير''؛ حيث ينساب لمسافة تصل إلى نحو 4600 كيلو متر مربع عبر وسط غربي إفريقيا.

- يعد من أغزر الأنهار في العالم إلا أن النهر ليست له دلتا، أما مياه النهر المحملة بالطمي فهي في خندق عميق وتمتد داخل المحيط الأطلنطي دون أن يتم استغلالها؛ حيث يصل إيراده المائي إلى 1350 مليار متر مكعب / سنة أي 16 مرة مثل إيراد نهر النيل، الذي لا يتعدى 84 مليار متر مكعب / سنة محسوبا عند أسوان.

- يتميز النهر في انحداراته وشلالاته تصل في مجموعها إلى قوة شلالات قارة أمريكا الشمالية مجتمعة، ويتسبب هذا الاندفاع الرهيب لمياهه في هروب السكان بعيدا عن المجرى وعدم الإقامة قريبا منه وهو ما يجعله يصب مياهه في المحيط الأطلنطي بسلام دون أدنى استفادة منها.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج