إعلان

مصر وقطر.. علاقة على صفيح ساخن

09:27 ص الأربعاء 27 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – هند بشندي:

"قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شراً" عنوان كتاب فرنسي للصحفيين ''نيكولا بو وجارك ماري بورجيه''، أصبح سؤال مطروح حاليا وبقوة؛ هل قطر صديق؟؟ أم تحولت العلاقة بين البلدين لطريق مسدود؟، خصوصا وان هناك عدد من المواطنين المصريين يتظاهرون أمام السفارة القطرية بمصر معتبرين ان "قطر" عدو مصر اللدود في الوقت الراهن.

وئام ثم توتر
العلاقة بين مصر وقطر في الثمانينات والتسعينات كانت علاقة قوية، لا تختلف عن علاقة مصر بسائر دول الخليج، وارتبط الشيخ خليفة آل ثان، أمير قطر الأسبق، وحسني مبارك الرئيس المصري الاسبق بعلاقة صداقة، ودشن الشيخ خليفة في مصر عده مشاريع اقتصادية وإسكانية حملت اسمه.

لكن التحول في العلاقة بين الدولتين بدأ منذ أن تولى الشيخ حمد بن خليفة آل ثان إمارة قطر فى 27 يونيو 1995بعد الانقلاب عن أبيه، خصوصا بعد ما تردد وقتها عن محاولات مصر لإعادة الشيخ "خليفة" لمنصبه.

"سأعيد المصريين جميعا من هناك بطائرتنا المصرية" كلمات اطلقها عمرو موسي وزير الخارجية المصري في التسعينات، عقب تهديد وزير خارجية قطر حمد بن جاسم له بإقالة جميع المصريين العاملين بقطر، عقب مشاده بينهما.

مشادة أظهرت حجم التوتر بين البلدين في بداية عهد الأمير الجديد، لتستمر العلاقة بين مصر وقطر، كعلاقة شد وجذب، وان استمرت الاستثمارات الاقتصادية، لكن الخلافات السياسية نحو عدد من القضايا كانت تظهر من حين لآخر.

سقوط نظام مبارك، أخذ منحني العلاقة لشكل مختلف، فقد بدأت العلاقات بالتحسن تدريجيا، فالشيح حمد آل ثان أمير قطر السابق قام في مايو 2011 بأول زيارة له للقاهرة منذ عام 2007 التقى خلالها المشير حسين طنطاوي، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ليؤكد وقتها عدد من المسئولين القطريين على موقف بلادهم الداعم للثورة.

ويؤكد الأمير تميم آل ثان ولي العهد آنذاك على دعم قطر لموقف مصر، قائلا "وقوفنا مع مصر واجب أمام الله، وأمام الشعوب".

العهد الذهبي
منذ تولي الرئيس السابق محمد مرسي رئاسة الدولة المصرية والعلاقة بين مصر وقطر شهدت "عصرها الذهبي"، فقد قدمت قطر خلال هذه الفترة عدة مساعدات اقتصادية لمصر.

ففي يناير من العام الحالي، أعطت قطر لمصر قرضا جديدا بملياري دولار ومنحة أخرى قيمتها 500 مليون دولار، معلنة "قطر ستقف بجانب مصر ولا تريدها أن تفلس".

ليعلن بعدها الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق من مصر مضاعفة حزمة المساعدات القطرية المقدمة لمصر من2.5 مليار دولار إلى 5 مليارات دولا، بالإضافة إلى الاستثمارات القطرية التي بلغت انذاك نحو 23 مليار دولار.

وفي أبريل من عام 2013، وبعد لقاء رئيس الوزراء السابق هشام قنديل مع ولي العهد القطري تم الاتفاق على تقدم قطر دعماً جديداً لمصر بـ 3 مليارات دولار في صورة وديعة أو سندات، كما قررت قطر تزويد مصر بالغاز الطبيعى.

وسمحت الحكومة القطرية بعمل الشركات المصرية بقطر بدون كفيل، كما أعلنت عن مشاركة الشركات المصرية في أعمال الانشاءات والتجهيزات والاعداد لكأس العالم الذى تستضيفه قطر في 2022.

30 يونيو.. صفحة مختلفة
فور عزل الرئيس السابق محمد مرسي، رحبت قطر بقرار "عزل" مرسي، وقالت في بيان لوزارة الخارجية، إنها "ستظل سنداً وداعماً لجمهورية مصر العربية الشقيقة، لتبقى قائداً ورائداً في العالم العربي والإسلامي".

وأكدت الدوحة أن "سياسة دولة قطر كانت دائماً مع إرادة الشعب المصري الشقيق وخياراته، بما يحقق تطلعاته نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية"، وشددت على أنها ستظل "تحترم إرادة جمهورية مصر العربية، والشعب المصري، بكل مكوناته".

ورغم هذا الترحيب، الا ان علاقة مصر بقطر أخذت في الانحدار منذ 30 يونيو، واعترف السفير نبيل فهمى وزير الخارجية المصري، إن العلاقات بين مصر وقطر يسودها قدر من الضبابية.

وفي خطوة اعتراضية على سياسة قطر، أعادت مصر ملياري دولار قيمة الوديعة القطرية، ورغم ذلك فأكدت الخارجية المصرية أنها لن تتعامل مع قطر مثل تركيا، رغم تقارب موقف البلدين من الأحداث السياسية التي تشهدها مصر منذ 30 يونيو الماضي.

حيث قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في تصريح له إن "قطر دولة عربية شقيقة، ورغم أنها تعارض ثورة 30 يونيو، وتسلط قناة الجزيرة على مصر، إلا أننا سنبقي على العلاقات معها، ما لم يحدث ما يدع لقطعها".

من جانبه أكد السفير محمد مرسي، سفير مصر بالدوحة، في تصريح سابق له على ان قطر حريصة كل الحرص على علاقاتها بمصر، فهي تحرص على عدم إنهاء هذه العلاقة تحت أى مبرر.
وشدد مرسي على ان العلاقات بين البلدين ستعود سيرتها الأولى خلال فترة وجيزة للغاية، وستشهد العلاقات تطور نحو الأفضل، وهو عكس ما توقعه رفعت سيد أحمد، المحلل السياسي ومدير مركز يافا للدراسات السياسية والاستراتيجية.

فتوقع ان يتكرر سيناريو تركيا مع قطر، ويكون هناك تخفيض للتمثيل الدبلوماسي يصل لمرحلة طرد السفير وقطع العلاقات بين البلدين، معتبرا ان هذا سيحدث نتيجة حماقة واندفاع القطريين نحو مخطط دولي أمريكي إخواني لتخريب المرحلة الانتقالية.

واعتبر "أحمد" أن قطر تدفع مصر دفعا لحد طرد السفير وقطع العلاقات، مضيفا ان قطر تحارب مصر بسلاح اقتصادي من خلال تمويل جماعة الإخوان المسلمين، ووجود عدد من قيادات التنظيم الدولي للإخوان في قطر وعلى رأسهم يوسف القرضاوي.

وبحسب –رفعت سيد أحمد- فقد كان من المتوقع ان تتغير سياسية قطر بعد تولي "تميم" الحكم، لكن ضغوط الحرس القديم والتنظيم الدولي برعاية القرضاوي حالت دون ذلك.
وأكد لمصراوي ان الموقف يتوقف على "صبر مصر"، ليعود ويشير إلى ان "للصبر حدود"، مطالبا الدولة المصرية استخدام "العين الحمراء" مع قطر.

الجزيرة.. سر الأزمة
اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تقرير لها أن انحدار شعبية قناة "الجزيرة" القطرية لدى الجمهور المصري يعكس التحولات في العلاقة القطرية – المصرية.

ورغم الهجوم من قبل عدد من النشطاء المصريين على الجزيرة، التي هاجمت النظام الحالي المصري ووصفته بالانقلابي الدموي، الا ان المتحدث باسم وزارة الخارجية أكد على إعلان قطر أن الجزيرة قناة مستقلة وليس لها علاقة بالسياسة القطرية، مشددا على ان الإدارة القطرية عليها أن توضح ذلك أكثر.

يعترض رفعت سيد أحمد المحلل السياسي اعتبار الجزيرة قناة مستقلة، مدللا على ذلك بعدم تغطيتها لحدث ضخم وهو نقل السلطة من الاب لابنه، ولم تشر إلى صراع بين ال18 أمير من الأسرة الحاكمة على المنصب.

ويتساءل مستنكرا، لماذا لم تهاجم الجزيرة وجود أهم قاعدتين أمريكيتين في المنطقة، وهي القواعد التي قتل من خلالها أهلنا في العراق ولبنان وغزة –بحد قوله-، ليصف قناة الجزيرة بانها سلاح إعلامي لتزييف وتشويه الحقائق.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج