145 عامًا من الحكايات.. أسرار أقدم مبنى مأهول في أعرق شوارع الإسكندرية (صور)
كتب : مصراوي
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
في قلب مدينة الإسكندرية، وعلى امتداد شارع فؤاد العريق، يقف مبنى تاريخي يعود إلى عام 1880، محتفظًا بملامحه الأصلية وشهادته على تحولات المدينة عبر أكثر من قرن.
المبنى، الذي يشغله اليوم المركز الثقافي الإسباني "ثربانتس"، يُعدّ أقدم منشأة مأهولة في الإسكندرية منذ نحو 145 عامًا، ويجسد قصة من التحدي والتجدد بدأت على يد رجل أعمال إيطالي يُدعى "فيليبو بيني".
شارع فؤاد.. أقدم ممرات العالم
يُعتبر شارع فؤاد، الذي يحتضن المبنى التاريخي، من أقدم شوارع العالم، إذ يعود تخطيطه إلى القرن الرابع قبل الميلاد على يد المعماري "دينوقراطيس"، وفقًا للمراجع التاريخية.
وقد تنوّعت أسماؤه عبر العصور، من "شارع كانوب" في العصر اليوناني الروماني، إلى "المحجة العظمى" في العصر الإسلامي، ثم "شارع رشيد"، قبل أن يُطلق عليه اسم "شارع فؤاد" بعد استقلال مصر، ويُعرف لاحقًا بـ"طريق الحرية" و"طريق جمال عبدالناصر".
"فيليبو بيني" يعيد الحياة إلى شارع مهمل
في سبعينيات القرن التاسع عشر، شهدت المنطقة المحيطة بشارع فؤاد إعادة إعمار واسعة، اختار خلالها "فيليبو بيني"، الإيطالي المولود في القاهرة، أن يستثمر ميراثه البالغ 100 مليون فرنك في بناء أول مبنى حديث بالشارع عام 1875.
ورغم تحذيرات المحيطين به من الاستثمار في منطقة شبه نائية آنذاك، اكتمل البناء عام 1880، واستقر فيه مع أسرته، قبل أن يؤسس مبنى مجاورًا أصبح لاحقًا تابعًا لمديرية الصحة.
القصف البريطاني يغير وجه المدينة
في عام 1882، تعرضت الإسكندرية لقصف عنيف من القوات البريطانية، أدى إلى تدمير منطقة المنشية، مما دفع العديد من الأثرياء إلى النزوح نحو شارع فؤاد، حيث اشتروا أراضي من "بيني"، الذي استفاد من هذا التحول العمراني ليصبح الشارع مركزًا للطبقة الأرستقراطية ووجهة راقية في المدينة.
من مستثمر إلى شخصية بارزة
بفضل نجاحاته، نال "فيليبو بيني" عدة تكريمات، منها وسام الفارس من الإمبراطور فيكتور إيمانويل، ولقب البكوية من خديوي مصر، كما عُيّن مستشارًا قضائيًا بالمحكمة القنصلية الإيطالية. وظل يقيم في المبنى حتى وفاته عام 1910 عن عمر 61 عامًا، واستمرت أسرته في السكن حتى خمسينيات القرن الماضي.
المبنى يتحول إلى مركز ثقافي
في مرحلة لاحقة، انتقلت ملكية المبنى إلى الحكومة الإسبانية، التي حولته إلى قنصلية، ثم إلى مركز ثقافي يحمل اسم "ثربانتس".
وقد خضع المبنى لعمليات ترميم دقيقة من الداخل والخارج، حافظت على زخارفه الأصلية ونمطه المعماري المستوحى من عصر النهضة، ليبقى شاهدًا حيًا على تنوع الإسكندرية الثقافي وتاريخها المتجدد.