إعلان

تحقق الأمنيات وتتلون مياهها وتشفي المرضى.. حكاية "البحيرة المسحورة" في محمية رأس محمد

كتب : رضا السيد

09:33 م 12/09/2025

تابعنا على

جنوب سيناء - رضا السيد:

في قلب محمية رأس محمد التابعة لمحافظة جنوب سيناء، تقع جوهرة مخفية تحمل بين أمواجها قصصًا وأساطير تتوارثها الأجيال، "الخليج الخفي"، أو كما يسميه البدو والسياح "البحيرة المسحورة"، هو أكثر من مجرد معلم طبيعي؛ إنه مكان تحول فيه الرمال إلى علاج، والمياه إلى أمنيات، وتتجسد فيه الطبيعة في أبهى صورها.

يقول هشام محيي، نقيب السياحيين فى جنوب سيناء، إن البدو الذين عاشوا بالقرب من المحمية نسجوا حول هذه البحيرة حكايات خيالية، كانوا يلقون فيها حجرًا صغيرًا ويتمنون أمنية، اعتقادًا منهم بأنها "مسحورة" وتحقق الأمنيات، وهو ما جعلها تُعرف باسم "بحيرة الأمنيات".

كما ارتبط اسم "البحيرة المسحورة" بظاهرة المد والجزر التي كانت تخدعهم، حيث كانوا يرون المياه تملؤها ليلًا وتجف في الصباح، دون أن يدركوا أن ذلك يحدث بفعل الظاهرة الطبيعية التي تتكرر كل 6 ساعات.

أما الجانب الأكثر إثارة، وفقا لتصريحات نقيب السياحيين فى جنوب سيناء، فهو الاعتقاد بأنها "البحيرة الشافية"، لاحتوائها على معادن تساعد في علاج الروماتيزم، وهو ما دفع البعض إلى دفن أجسادهم في رمالها الناعمة.

من جانبه كشف وليد حسن، مدير محميات جنوب سيناء السابق، أن تسمية "الخليج الخفي" جاءت من طبيعته الجغرافية، حيث يصبح غير مرئي من جهة البحر في أوقات الجزر الشديد، وهو ما أدهش البدو قديمًا. أما الجزء الشمالي منه، فيظل مغطى بالمياه بعمق يصل إلى 4 أمتار.

وأضاف حسن أن الخليج الخفي ليس فقط مقصدًا للسياح، بل هو أيضًا محطة مهمة للطيور المهاجرة والمقيمة، حيث يوفر لها مكانًا للراحة وتناول الغذاء، ويتميز الخليج بطول يبلغ 1.9 كيلو متر وعرض 300 متر، مع قاع رملي خالٍ من الشعاب المرجانية، مما يجعله وجهة مميزة وفريدة من نوعها.

تقع محمية رأس محمد، على بعد نحو 12 كيلومترًا من مدينة شرم الشيخ، وتمتد على مساحة 850 كيلومترًا مربعًا عند ملتقى خليج السويس وخليج العقبة، ,تمثل نافذة فريدة على التنوع البيولوجي البحري والجبلي في مصر، وتشكل وجهة رئيسية للباحثين والعلماء لدراسة البيئة والحياة البحرية والهجرة الموسمية للطيور.

كما تتميز المحمية بشواطئ ساحرة وشعاب مرجانية نادرة تحيط بها من جميع الجوانب، فضلاً عن الأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض، والكهوف المائية التي تشكلت عبر العصور نتيجة للهزات الأرضية والزلازل.

بالإضافة إلى هذه، تؤوي المحمية العديد من الطيور المهاجرة مثل النوارس والبلشونات، بالإضافة إلى طيور مهددة بالانقراض عالميًا مثل مرعة الغلة وأبو اليسر أسود الجناح والعقاب الملكي، وتمر بها أكثر من 260 نوعًا من الطيور سنويًا خلال هجرتها بين أوروبا وأفريقيا.

وتحتوي المحمية أيضًا على مجموعة متنوعة من الكائنات الحية، أبرزها الوعل النوبي، وأنواع مختلفة من الثدييات والزواحف، مثل سحلية الرما، إلى جانب الحشرات الليلية، ومنذ إعلانها محمية طبيعية عام 1983، حافظت على شعابها المرجانية النادرة، وغابات المانجروف، والسهول الطينية والأراضي الملحية، بالإضافة إلى الحشائش البحرية التي تدعم النظام البيئي البحري في المنطقة.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان