مريض نفسي يتجول عاريًا بشوارع المنيا.. والأهالي يناشدون الحكومة التدخل ورعايته
كتب : مصراوي
تعبيرية
المنيا – جمال محمد:
على مدار ثماني سنوات كاملة، لم تغادر شوارع مدينة المنيا مشهدًا مؤلمًا ومثيرًا للاستياء، بطلها الشاب الثلاثيني "باسم"، المريض النفسي الذي يتجول عاريًا تمامًا، خادشًا حياء المارة من نساء ورجال، ومثيرًا للرعب بحركاته الغريبة التي تدفع البعض للصراخ في مشهد بات "غير مألوف" على مجتمعنا.
"باسم" هو الأشهر بين مرضى المنفصلين عن الواقع الذين يقطنون أرصفة المنيا وحول مساجدها، ورغم أن البعض قد لا يدرك ما يدور حوله، فإن "باسم" حالة خاصة؛ فهو يعرف منزله وعائلته التي يقيم معها بشكل دائم، إلا أنه، وفي كل صباح، يخرج من منزله مرتديًا ملابسه، ليمضي دقائق معدودة قبل أن يتجرد منها تمامًا، متجولًا في أربعة شوارع رئيسية بقلب المدينة: "الحسيني، طه حسين، عدلي يكن، والكورنيش"، لا يستر جسده سوى حذائه وشرابه.
مؤخرًا، اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي بمحافظة المنيا بحملات مكثفة حول قصة "باسم"، مع تزايد وتيرة ظهوره العاري لساعات طويلة، وهو يضحك ويتوقف ليتحدث بكلمات غير مفهومة مع الباعة والسيدات، ورغم المحاولات المتكررة من المواطنين لستر جسده بملابس يضعونها عليه، إلا أنه سرعان ما يتخلص منها ويلقي بها في الشارع.
"على مدار 8 سنوات ونحن نشاهد باسم في الشوارع بدون ملابس، وخاصة في شارع الحسيني التجاري الذي يُعد أهم شوارع المنيا"، يقول محمد أ، صاحب محل ملابس بالشارع، متسائلًا باستنكار: "لماذا تتركه أسرته يخرج يوميًا بهذا الشكل بدون مرافق أو دون إيداعه في مصحة نفسية؟".
ويضيف أن "لا يمر يوم إلا ويقوم أحد أصحاب المحلات بمنحه قطعة ملابس لستر عورته، ولكنه يخلعها ويرفض ارتداء غيرها".
من جانبه، يؤكد محسن.ع، صاحب مقهى بمدينة المنيا، أن "باسم" ينتمي لأسرة معروفة، وأن الأهالي حاولوا مرارًا إقناعهم بعدم تركه يخرج وحده حتى لا يتجرد من ملابسه، موضحا أن الأسرة تبرر خروجه بأنه يتم "بدون علمهم".
ناشد محسن المسؤولين بمحافظة المنيا بسرعة التدخل والتحفظ على "باسم" في أحد دور الرعاية المتخصصة أو المستشفيات النفسية، مشيرًا إلى "تسببه في أزمات كبيرة عند مروره بجانب الفتيات والسيدات وهو عارٍ، فضلاً عن قيامه بأفعال مريبة بشكل يومي".
العشرات من أبناء المنيا سارعوا بنشر منشورات مكثفة على صفحات وجروبات المحافظة، مطالبين المحافظة ووزارة الداخلية بإيجاد حل عاجل لمشكلة الشاب، في ظل "غياب دور أسرته في علاجه أو منعه من الخروج من المنزل".
وفي سياق متصل، كشف مصدر بمديرية التضامن الاجتماعي بالمنيا، طلب عدم ذكر اسمه، أن الحالات المشابهة لحالة "باسم" لا تندرج ضمن مبادرة "أشخاص بلا مأوى" الخاصة بالمشردين، وبالتالي لا يمكن الاستفادة منها.
وأضاف المصدر، في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن إيداع "باسم" في دور الرعاية أمر صعب بسبب طبيعة مرضه النفسي.
وأوضح المصدر أن مثل هذه الحالات يجب أن تُودع في مستشفى نفسي متخصص، ولكن "ذلك يتطلب موافقة عائلته أولًا وتقديمهم التزامات كاملة بالموافقة على بقائه هناك".
واختتم المصدر تصريحاته بالتأكيد على حق المواطنين في الاستياء والغضب من مثل هذه المشاهد الخادشة للحياء وما ينتج عنها من مشكلات، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "أسرة المريض تلعب الدور الأكبر في تقديمه للعلاج أو التحفظ عليه في مستشفى متخصص لتلك الحالات، حفاظًا عليه وعلى المجتمع".