العظم الزجاجي لا يكسر قلبه.. قصة الطفل زياد "أبو ضحكة جنان" في أسيوط -فيديو
كتب : محمود عجمي
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
أسيوط ـ محمود عجمي:
في قرية صغيرة تُدعى أبو الهدر، التابعة لمركز ديروط بمحافظة أسيوط، كان يوم الطفولة مناسبة عادية في مدرسة أولاد ناجي حسين الابتدائية؛ الأطفال يضحكون، الأغاني تتعالى، والفرحة تملأ المكان. لكن وسط هذا الزحام، جلس طفل صغير على كرسي، يصفق ويرقص من قلبه، وكأنه يرى المشهد بألوانه رغم أن عينيه لا تبصران.
اسمه زياد عبدالله، تسع سنوات فقط، لكنه يحمل قصة أكبر من عمره. ولد كفيفًا، ومع ذلك كان يمشي على قدميه، يلعب ويجري مثل باقي الأطفال. حتى جاء اليوم الذي قلب حياته رأسًا على عقب؛ في الخامسة من عمره، كشفت التحاليل عن إصابته بمرض نادر اسمه "العظم الزجاجي"، مرض يجعل العظام هشة كقطع الزجاج، لا تحتمل السقوط ولا حتى الحركة العادية.
منذ ذلك الحين، صار الكرسي رفيقه الدائم، وصارت رحلة العلاج عبئًا ثقيلًا على كاهل أسرته البسيطة، والده، الذي لا يملك وظيفة ثابتة، يعمل على موتوسيكل ليكسب بضع جنيهات بالكاد تكفي الطعام، بينما تكلفة علاج زياد تتجاوز 1500 جنيه شهريًا. ومع ذلك، لا ييأس، كل صباح، يحمله على كتفه ليذهب إلى المدرسة، وفي المساء إلى المستشفى، في رحلة شقاء لا تنتهي.
لكن القدر كان يخبئ لزياد لحظة فارقة؛ كاميرا هاتف التقطت مشهدًا عفويًا له وهو يرقص في الحفلة، يضحك من قلبه، وكأن الحياة عادت لتمنحه أملًا جديدًا. المشهد انتشر كالنار في الهشيم، حتى وصل إلى محافظ أسيوط، الذي قرر التدخل فورًا:" كرسي كهربائي، خطة علاجية متكاملة، تنسيق مع مستشفى جامعة أسيوط لإجراء جراحة قد تعيد له القدرة على المشي".
زياد، الذي لقبته مواقع التواصل بـ"أبو ضحكة جنان"، لم يكن يعلم أن بضع لحظات من الفرح ستغير حياته، وتعيد له الأمل في غدٍ أفضل.
وبمقر العيادة المركزية للتأمين الصحي بأسيوط، كان الطفل زياد عبدالله، المعروف إعلاميًا بـ"أبو ضحكة جنان"، يجلس على كرسيه ينتظر لحظة فارقة في حياته. ابتسامته المشرقة لم تفارق وجهه، رغم أن قلبه يحمل سنوات من المعاناة مع مرض نادر جعل عظامه هشة كقطع الزجاج.
دخل اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، إلى القاعة بخطوات حاسمة، لكن عينيه كانتا تحملان دفء الإنسانية. اقترب من زياد، صافحه، وابتسم له ابتسامة صادقة، وكأنها رسالة أمل بأن القادم أفضل. الزيارة لم تكن بروتوكولية، بل كانت جزءًا من متابعة شخصية لحالة الطفل، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بالأطفال وذوي الهمم، وتقديم كل أوجه الدعم والرعاية لهم.
المحافظ تحدث مع زياد، داعبه، ووعده بأن رحلة العلاج ستبدأ، وأنه لن يكون وحده في هذه المعركة؛ وأكد أن المحافظة ستوفر له أفضل رعاية صحية، من كرسي كهربائي يسهل حركته، إلى خطة علاجية متكاملة تشمل الفحوصات الدقيقة، وصولًا إلى العملية الجراحية المنتظرة في مستشفى جامعة أسيوط، التي قد تعيد له القدرة على المشي.
أسرة زياد لم تخفِ دموع الفرح، بعدما أكدت أن هذه الخطوة أنهت سنوات من الانتظار والإجراءات غير المكتملة، لتبدأ رحلة أمل جديدة تحت رعاية الدولة، أما زياد، فظل يضحك من قلبه، كما اعتاد أن يفعل، ليؤكد أن الأمل أقوى من الألم، وأن "أبو ضحكة جنان" سيظل رمزًا للفرحة رغم كل التحديات.