حريق يكشف مأساة شقيقين مريضين يعيشان وحدهما بالسويس
كتب : مصراوي
حريق شقة بمساكن الايمان وشاب يوجه خرطوم مياه إلى
السويس - حسام الدين أحمد:
لم يكن الدخان الكثيف المتصاعد من شقة بالطابق الثالث في منطقة الإيمان 1 بحي الأربعين في السويس مجرد علامة على حريق، وإنما ستارًا يخفي خلفه صرخات مكتومة ويكشف عن مأساة منسية لشقيقين يعانيان من مرض نفسي، تركتهما الأقدار وحدهما في مواجهة النيران والخوف.
الحادث الذي وقع مساء اليوم الخميس، فعل أكثر من إتلاف جدران شقة؛ لقد ألقى ضوءًا كاشفًا على العزلة التي يعيشها شابان، تجاوز أحدهما الثلاثين بقليل ولكن بعقل طفل، بعد أشهر قليلة من وفاة والدتهما، ليصبحا قصة يتداولها الجيران بين الشفقة والحذر.
وبينما كانت ألسنة اللهب تلتهم الشقة، كانت روايات الأهالي ترسم صورة قلقة عن حياة الشقيقين. تداول البعض أنهما معروفان بسلوكهما غير المتزن، وأن أحدهما هدد قبل أيام بحرق المبنى بمادة قابلة للاشتعال، في حادثة تم احتواؤها بتدخل الأقارب.
وصلت سيارة الإطفاء في غضون دقائق، وبدأ رجال الحماية المدنية في مكافحة النيران، بينما تمركزت سيارة إسعاف تحسبًا للأسوأ.
وفي خضم هذه الجهود الرسمية، برز مشهد آخر يعكس يأس الجيران، حيث خاطر شاب بنفسه محاولًا توجيه خرطوم مياه من نافذة مجاورة نحو الحريق، في محاولة شجاعة ولكنها غير مجدية لحماية شقته من النيران الممتدة.
وبعد أن تحول الدخان الأسود إلى أبيض معلنًا السيطرة على الحريق، تكشفت الخسارة البشرية للحادث.
لم يكن المصاب أحد الشقيقين، بل شاب آخر يدعى مؤمن أبو الحجاج علي، 32 عامًا، والذي نُقل إلى مجمع السويس الطبي مصابًا باختناق، بعد أن أجرى له المسعفون إنعاشًا قلبيًا رئويًا، ليصبح الضحية الملموسة لقصة بدأت بالنار وانتهت بكشف حجم العزلة.