3 سنوات من الجحيم.. تفاصيل تعدي أب على ابنته بالقليوبية وقرار قضائي رادع
كتب - مختار صالح:
3 سنوات من الجحيم.. تفاصيل تعدي أب على ابنته بالقل
لم تكن تتخيل أن جدران بيتها، التي ظنتها ملاذًا للأمان، ستتحول إلى سجنٍ صامتٍ يخبئ خلفه جريمة تتجاوز كل الحدود الإنسانية.
ثلاث سنواتٍ كاملة عاشت خلالها فتاة صغيرة في قرية كفر علوان بمركز طوخ، بين الخوف والدموع، تخفي سرًّا أثقل من عمرها، بعدما تحوّل والدها — عامل الخردة البسيط — إلى جلادٍ يستغل غياب أمها عن المنزل لينال منها بوحشية وصمت.
لكن الصمت لم يدم إلى الأبد، فحين لم تعد الطفلة قادرة على الاحتمال، انطلقت منها الكلمات التي أنهت سنوات الرعب، لتسقط القناع عن مأساة إنسانية هزّت القليوبية بأكملها، وتضع والدها أمام محكمة الجنايات، التي قررت، اليوم الأحد، إحالة أوراقه إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.
جاء قرار المحكمة بعد جلسات مطولة استمعت خلالها إلى مرافعات النيابة والدفاع، واطلعت على أوراق القضية التي كشفت تفاصيل صادمة عن جريمة ارتكبت داخل بيت يفترض أن يكون مأمنًا، قبل أن تنكشف خيوطها ببلاغ مؤلم من الأم أنهى سنوات من الصمت والخوف.
صدر القرار برئاسة المستشار ياسر بدوي إبراهيم سنجاب، وعضوية المستشارين مصطفى فوزي حسن عبدالله، وأحمد عمر حسين محمد، وعمرو أبوبكر صالح شعيب، وأمانة سر محمد فرحات، حيث حددت المحكمة جلسة اليوم الثالث من دور نوفمبر المقبل للنطق بالحكم، بعد أن انتهت من سماع مرافعات النيابة والدفاع ومراجعة ملف القضية الكامل.
- بداية الجريمة
تعود تفاصيل الواقعة إلى ما يقرب من ثلاث سنوات، حين بدأت الطفلة “ن. و. م.” (لم تكمل عامها الثامن عشر) تعيش كابوسًا متكررًا داخل منزلها في قرية كفر علوان التابعة لمركز طوخ.
كان والدها، وائل.م.م (40 عامًا – عامل خردة)، يتحيّن كل فرصة تغادر فيها الأم إلى عملها، ليغلق الأبواب ويدخل غرفة ابنته، ويمارس جريمته مستغلًا خوفها وضعفها وسلطته الأبوية عليها.
ورغم معاناتها الطويلة، ظلت الفتاة صامتة خوفًا من بطشه وحرصًا على عدم تدمير أسرتها، إلى أن تدهورت حالتها النفسية والجسدية، لتفجر المفاجأة لاحقًا حين اعترفت لوالدتها بالحقيقة كاملة بعد أن لم تحتمل الصمت أكثر.
- بلاغ الأم وانكشاف المستور
تقدمت الأم، التي تعمل في إحدى المنشآت الصناعية، ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة طوخ، تتهم فيه زوجها بالتعدي على ابنتهما.
وانتقل فريق من المباحث والنيابة العامة إلى المنزل لسماع أقوال الأسرة، حيث أكدت الفتاة صحة ما ورد في البلاغ بتفاصيل مؤلمة وثابتة في محضر رسمي.
وبفحص الفتاة طبيًا، أكد التقرير وجود آثار تدل على تعرضها لاعتداء متكرر على مدى فترة طويلة، ما تطابق مع أقوالها في التحقيقات.
وفي مواجهة المتهم، حاول الإنكار في البداية، قبل أن تتهاوى روايته أمام الأدلة والتقارير الطبية وأقوال الشهود.
- جريمة مكتملة الأركان
أكدت النيابة العامة بشمال بنها في أمر الإحالة رقم 26178 لسنة 2024 جنايات مركز طوخ، والمقيدة برقم 3233 لسنة 2024 كلي شمال بنها، أن المتهم استغل سلطة الأبوة في ارتكاب أفعاله، وأن الجريمة جاءت “مقترنة بانعدام الرحمة وتجرد من الإنسانية”.
وأشار أمر الإحالة إلى أن المتهم كان "يتحيّن فرصة خروج زوجته من المنزل، فيتسلل إلى غرفة ابنته أثناء نومها، مستغلًا كونها طفلة ضعيفة، لا تملك مقاومته أو البوح بما تتعرض له".
- جلسة الإحالة
خلال جلسة المحكمة الأخيرة، تلا ممثل النيابة أمر الإحالة، مؤكدًا أن الواقعة تمثل "انتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية والدينية"، مطالبًا بتطبيق أقصى العقوبة.
فيما قررت هيئة المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في الحكم بإعدامه، وحددت جلسة 3 نوفمبر المقبل للنطق بالحكم النهائي.