إعلان

أزهري أرهق الإنجليز والصهاينة.. سنوات المقاومة في حياة حافظ سلامة

12:38 ص الثلاثاء 27 أبريل 2021

الشيخ حافظ سلامة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس- حسام الدين أحمد:

تزامنًا مع أعياد تحرير سيناء، اختارت روح حافظ سلامة أن تستسلم أخيرًا، بعد رحلة مقاومة استمرت عشرات السنوات في الحرب والسلم عشقًا لتراب وطنه.

رحل قائد المقاومة الشعبية في السويس متأثرًا بكورونا الاثنين الموافق 26 إبريل من العام 2021، عن عمر ناهز 95 عامًا، استثمرها كلها إلا قليلا في مواجهة المحتل الإنجليزي، ومن بعده الصهيوني مواجهًا دباباته بأسلحة خفيفة تشاركها رفاق المقاومة حتى تحقق لمصر النصر المبين في أكتوبر، ليستلم بعدها مكانه بين المخلصين المبادرين بكل ما يخدم أبناء محافظته في السويس وباقي ربوع مصر، وآخرها سوهاج التي أعلن تسيير مساعدات إلى أهلها في أعقاب كارثة قطار طهطا.

الأزهري الذي قاد المقاومة من السويس

ولد الشيخ حافظ علي أحمد سلامة في السويس في 6 ديسمبر 1925 وكان الابن الرابع لوالده.

بدأ حافظ تعليمه بكتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية ثم عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية حتى 1978، ثم أحيل إلى التقاعد.

انتسب للعمل الخيري مبكرًا وشارك في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس، وكان له دور اجتماعي وسياسي ونضالي بارز حيث ساهم في دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائية والتعبئة العامة للفدائيين.

الحرب العالمية والتمسك بتراب السويس

مع نشوب الحرب العالمية الثانية رفض حافظ الهجرة مع أسرته إلى القاهرة، وبقي في السويس حيث كان يوفر نفقاته من إدارته محل أقمشة مملوك لوالده. وكان عمره 19 عامًا حين لعب دورًا مهمًا في عمليات الدفاع المدني بمساعدة الجرحى والمصابين.

حافظ وطريق المقاومة الفلسطينية

وفي العام 1944 عرف حافظ الطريق إلى مساعدة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وقد ألقي القبض عليه حينها وحوكم بالسجن 6 أشهر قبل الإفراج عنه بعد 59 يومًا فقط.

وقد شكل أول فرقة فدائية في السويس لمهاجمة قواعد القوات الإنجليزية على حدود المدينة.

حافظ سلامة بعد يوليو 52

في الستينيات ألقي القبض على الشيخ حافظ سلامة ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها هذه الفترة، وظل في السجن حتى نهاية 1967 عقب النكسة.

بعد مغادرته السجن اتجه حافظ إلى مسجد الشهداء بالسويس وأنشأ جمعية الهداية الإسلامية، وبدأ مهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الاستنزاف وحتى العام 1973، حيث لعب دورًا كبيرًا في عمليات الشحن المعنوي لرجال الجيش والمقاومة الشعبية.

حافظ سلامة والثغرة والمقاومة

منذ 22 أكتوبر 1973 بدأت المحطة الأهم في حياة الشيخ حافظ سلامة، وخاصة بعد ثغرة الدفرسوار التي تسللت منها إسرائيل إلى غرب قناة السويس في محاولة لقلب سير معارك النصر، وحصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة.

حينها وجه الجنرال الإسرائيلي أدان إنذارًا لمحافظ السويس يطالبه بالاستسلام أو تدمير المدينة، فأبى الشيخ حافظ ومعه عدد من قيادات المقاومة واستمر القتال، ووقف الشيخ حافظ سلامة على منبر مسجد الشهداء ليعلن بدء عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بقيادة أرئيل شارون.

تعرضت المدينة آنذاك لحصار شديد وقصف مستمر من الطائرات الإسرائيلية، بينما تقدمت الدبابات والجنود المدججين بالسلاح وبدأت المعارك، حيث فقدت إسرائيل قرابة 76 دبابة ومصفحة بأسلحة المقاومة. وكان ذلك في الفترة من 23 إلى 28 أكتوبر، كما وثق ذلك رئيس أركان القوات المسلحة حينها الفريق سعد الدين الشاذلي.

فيديو قد يعجبك: