إعلان

حياة شاقة ووداع من وراء حجاب.. مصراوي في عزاء "ضحية ثانية ثانوي" بأسيوط​

10:09 م الثلاثاء 21 يناير 2020

الطالب أحمد ضحية الثانوية العامة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسيوط ـ محمود عجمي:

سجلت محافظة أسيوط، الأحد، حالة انتحار لطالب في الصف الثاني الثانوي، أنهى حياته شنقًا داخل منزله بإحدى قرى مركز أبنوب، فيما أثير أن فشله في إجابة أسئلة امتحان مادة الميكانيكا (تطبيقات الرياضيات) بنظام التابلت الجديد، كان الدافع الرئيسي للواقعة.

هذه الرواية أكدها أفراد أسرة الطالب أحمد حسن عبدالهادي (شعبة علمي علوم) في محضر الحادثة، فيما أجمع حضور عزاءه اليوم الثلاثاء، على صعوبة الحياة التي عاشها صاحب الـ 16 عامًا.

"له شقيق يكبره بعام واحد، يعاني المرض، وشقيقة صغرى كان يساعد في إعالتهم ووالدته بعد غياب والده، لكنه أبدًا ما فقد عزة نفسه وأمله في مستقبل أفضل له ولأسرته"؛ قال محمود حسن ابن عمة الطالب "أحمد"، والذي أضاف لمصراوي: "كان اليوم اللي ميروحش فيه المدرسة يشتغل عشان يوفر فلوس تعليمه ودروسه". فيما أشار عبدالهادي محمد ابن عمه إلى التزام الطالب المنتحر "دينيًا ودراسيًا"، وقال: "كان نفسه يبقى حاجة كويسة ينفع أهله وأسرته، وكان مجتهد وشاطر"، لافتًا إلى أنه خلال فترة امتحاناته الأخيرة كان يشتكي من صعوبة النظام الإلكتروني الجديد "التابلت".

اقرأ أيضًا: زميل طالب "امتحان التابلت" المنتحر يروي تفاصيل المكالمة الأخيرة بينهما

ووفق شهادة "عبدالهادي" عن اليوم الأخير في حياة ابن عمه، دخل "أحمد" منزله يوم الأحد، واستبدل ملابسه، ثم أدى صلاة العصر، قبل أن يعود إلى غرفته التي انزوى بها، رافضًا تناول طعامه. "خبطوا عليه قال: محدش يفتح الباب عليا.. عاوز أقعد لوحدي"؛ قال "عبد الهادي"، وأضاف أن هذه الكلمات كانت آخر ما سُمع لقريبه من وراء حجاب (باب) غرفته، قبل اكتشاف جثمانه معلقًا وقد ودع الحياة.

"محمد أحمد" زميل الطالب المنتحر، كشف لمصراوي أيضًا ما آلت إليه الحالة النفسية لصديقه أثناء فترة امتحاناته، وأضاف: "جه يومها وقال لي: أقولك على حاجة بس متضحكش عليا، أنا حاسس إني نسيت القراية والكتابة نهائي، ولأن والدتي كانت معلمته في المدرسة خليتها تقعد معاه وتمليه كلمات يكتبها، وكان كويس بس مشكلته إنه كان بني آدم في دنيا قست عليه".

"كان أحسن واحد في الدفعة، طالب خلوق ومش بيسيب فرض"؛ تذّكر "أحمد بيلى" صديقه المتوفي، مؤكدًا أن الامتحانات بالنظام الجديد "صعبة جدًا"، وأن صديقه عانى نفسيًا بسببها "كل امتحان كان بيخرج يبكي".

وأحدثت واقعة انتحار الطالب أحمد حسن عبد الهادي ضجة كبيرة، تجاوزت قريته الصغيرة، إذ تقدم المحامي عمرو عبدالسلام ببلاغ إلى النائب العام ضد مسؤولين بوزارة التربية والتعليم، وموجهي عموم المواد الدراسية بالوزارة التربية والتعليم، ومنسقي المواد الدراسية بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، اتهمهم فيها بوضع أسئلة من خارج المقررات الدراسية.

وأكد مقدم البلاغ أن أسئلة الامتحانات جاءت تعجيزية لجموع الطلاب، رغم السماح للطلاب بالدخول بالكتاب المدرسي والكتب الخارجية، مشيرًا إلى وجود مشاكل فنية وتقنية واجهت العديد من الطلاب أثناء أداء الاختبارات الإلكترونية.

وخسر مقدم البلاغ، الأربعاء الماضي، قضيته التي كانت منظورة أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، بعد رفض الطعن المطالب بإلغاء نظام التعليم الجديد عن طريق "التابلت" على طلاب المرحلة الثانوية الحالية، والعودة إلى النظام القديم، وقصر نظام التعليم بالتابلت على مرحلة التعليم الأساسي.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن نظام التابلت بما يتضمنه من أدوات معرفية ووسائل توضيحية -حسبما أوضح رئيس قطاع التعليم- كفيل بأن يحد من التمييز بين أبناء الطبقة الغنية التي اتجهت إلى التعليم الخاص والأجنبي بإمكاناتهما العالية وأبناء الطبقة الفقيرة التي اتجهت إلى التعليم الرسمي بإمكاناته المحدودة، حيث يوفر الخدمة التعليمية لسكان الحضر والريف والمناطق العشوائية والنائية بذات المستوى على السواء.

وكانت عبير أحمد، مؤسس "اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم"، أشارت في تصريحات سابقة، إلى صعوبة امتحان مادة التطبيقات الرياضية "الميكانيكا" لطلاب الصف الثاني الثانوي للقسم العلمي في نظام الثانوية الجديدة، وقالت إنه في مستوى الطالب المتميز في أغلب النماذج، ما عدا بعض النماذج القليلة التي كانت في مستوى متوسط، وأشارت إلى أن شريحة كبيرة من الطلاب اشتكوا من صعوبة مادة الميكانيكا في أغلب المحافظات.

اقرأ أيضًا: حيثيات القضاء الإداري: "نظام التابلت" سيحد من التمييز بين الطبقة الغنية والفقيرة في التعليم

فيديو قد يعجبك: