إعلان

"قلعة الجندي"..عبقرية مصرية في الإنشاء وذكاء استراتيجي في اختيار الموقع.. صور

12:12 م الأربعاء 17 يوليه 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جنوب سيناء – رضا السيد

تعد "قلعة الجندي" أو كما يطلق عليها "قلعة الباشا" أحد أبرز وأشهر علامات السياحة الثقافية في محافظة جنوب سيناء، وهي واحدة من عدة قلاع بناها الناصر صلاح الدين الأيوبي خلال فترة الغزوات الصليبية.

ويتميز مكان قلعة الجندي بطبيعة مميزة، وهي عبارة عن مبني مستطيل يتوسطه مسجد جرى تزين قبلته بنقوش البسملة، وبه غرف صغيرة لرجال الحامية.

وتبتعد قلعة الجندي عن مدينة رأس سدر قرابة 70 كيلو مترًا، وتقع على تل رأس الجندي، الذي يصل ارتفاعه إلى 2150 قدم عن سطح البحر، ويرتفع أيضا 500 قدم فوق السهل المنبسط المتسع حوله.

وقال إسلام نبيل مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء، إن القائد صلاح الدين أنشأ القلعة عام 1187 بهدف حماية وتأمين طريق الحجاج إلى مكة المكرمة، والتصدي لهجمات الصليبين.

وتابع: "بمجرد زيارتك لقلعة الجندي، تشاهد مصلى تم بناءه على الطريقة الإسلامية من الحجر الجرانيتي والجيري والرملي، وتتكون من عدة مستويات، كل مستوى مخصص لغرض حربي أو مدني معين.

وأوضح أن القلعة شكلها مستطيل غير منتظم الأضلاع طولها ما بين 100 إلى 150 متر، وأقصى عرض 120 متر، محاطة بسور دفاعي، وتبعد 100كم جنوب شرق السويس، وسميت بهذا الاسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندي، وقد توفرت لهذه القلعة كل وسائل الحماية فهي مبنية على تل مرتفع 645 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وشديدة الإنحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 إلى 6 متر مما يزيد من مناعتها.

وأكد أن إنشاء هذه القلعة يدل على عبقرية المصري، حيث أن طريقة بنائها تؤكد التفاعل بين الإنسان والبيئة، فهي تبعد من مصادر المياه الصالحة للشرب مسافة 5 كيلو مترًا فقط، كما أنها قريبة من مجرى سيل، لذلك أنشأ جنوب القلعة سدًا في وادي عميق قرب القلعة لحجز مياه السيول.

وأشار إلى أن القلعة تضم مصلى كان يستخدم لصلاة التراويح والعيدين، عبارة عن مكان مكشوف له محراب يحدد اتجاه القبلة في جدار طوله 15.9 متر، وبنى المحراب من الحجر المنحوت بعرض 80 سم، وعمق 84 سم، إضافة إلي جامع كبير يضم مئذنة بقيت قاعدتها بالطرف الغربي، وله مدخل معقود بعقد مدبب تعلوه بقايا شرفات، وتعد واجهته الجنوبية الشرقية من أهم الواجهات، حيث يوجد بها النص الإنشائي للجامع والصهريج الموجود أسفله.

وبالركن الشمالي الغربي من الجامع توجد بقايا جدران المئذنة، وبقايا الأحجار الخاصة بمدخلها من الجامع.

وعن أبرز معالم القلعة، قال مدير مكتب تنشيط السياحة، إنه يوجد بالقلعة خندق تتقدمه الأسوار والأبراج، كما تحتوي القلعة على ثلاثة خزانات للمياه، وتضم مجموعة من الغرف منها ما استخدمه رجال الحراسة، وأخرى استعملت مطابخ ومغاسل ومخازن لحفظ المؤن والعتاد، وهو المعتاد في أسوار المدن الإسلامية في العصور الوسطى.

فيديو قد يعجبك: