إعلان

الرئيس أعطى الضوء الأخضر.. ننشر مخطط تطوير حدائق المنتزه بالإسكندرية (صور)

11:00 م الثلاثاء 15 يناير 2019

الإسكندرية – محمد عامر:

بدونها لا تكتمل زيارتك للإسكندرية، فموقعها الفريد على شط البحر المتوسط، وقصورها التاريخية وأشجارها النادرة، ستنقلك إلى عالم من الجمال لا مثيل له على أرض مصر، إنها حدائق قصر المنتزه الملكية، أحد أهم وأبرز معالم عروس البحر المتوسط.

وبين عراقة الماضي وتراثه، وحاضر احتفظت فيه بجمالها المعهود، تلوح في الأفق خطة شاملة لتطوير حدائق المنتزه، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحويلها إلى مقصد سياحي عالمي وهمزة وصل مع مختلف دول حوض البحر المتوسط.

ووفقا للعرض التفصيلي لمخطط التطوير، الذي أطلع عليه الرئيس خلال اجتماعه مع لجنة تطوير منطقة المنتزه، تهدف خطة التطوير إلى إعادة صياغة الحدائق لتضاهي كبرى المتنزهات العالمية وتحويلها إلى قبلة جديدة للسياحة الوافدة بالبحر المتوسط.

لجنة تطوير منطقة المنتزه تضم المهندس شريف إسماعيل، مساعد الرئيس للمشروعات القومية والإستراتيجية، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، واللواء بهاء طاحون، رئيس شركة المنتزه للسياحة والاستثمار، وطارق الجندي، المدير التنفيذي لشركة جريد، واللواء أمير سيد مستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني.

كنوز عمرها 100 عام

حدائق قصر المنتزه الملكية هي مجموعة من الحدائق محاطة بأسوار، أقامها الخديوي عباس حلمي الثاني قبل أكثر من 100 عام على مساحة 375 فدان شرقي الإسكندرية، وتطل علي خليج عرف باسم خليج المنتزه، وكانت ملكا للأسرة العلوية قبل ثورة 1952.

تحوي المنتزه قصرين عريقين هما "المنتزه أو الحرملك" على الطراز الفلورنسي الإيطالي، و"السلاملك"، فضلا عن أشجار عتيقة وأحواض زهور نادرة، وصوبة ملكية تضم أندر نباتات الظل والنباتات الاستوائية التي جلبها الملك فاروق من مختلف دول العالم.

وتتميز الحدائق بإطلالة رائعة على 3 شواطئ رئيسية هي"عايدة، وفينيسيا، وسميراميس"، والتي يتدرج عليها 896 كابينة تحمل 9 أسماء هي"عايدة، بردايس"مجمع الغزال"، نفرتيتي، نفرتاري، سيتي، الحرملك، سميراميس، كليوباترا، الجزيرة".

ويوجد بالمنتزه أيضا معالم أثرية أخرى منها كشك الشاي الذي بني على الطراز الروماني ليتناول فيه الملك وحاشيته الشاي، والطاحونة، وبرج الساعة، فضلا عن فندق "فلسطين" الذي استضاف القمة العربية الثانية في سبتمبر عام 1964.

مقصد سياحي عالمي

محاولات عديدة أجراها "مصراوي" مع مسئولي شركة المنتزه للسياحة والاستثمار، للتعرف على تفاصيل مخطط التطوير الذي بدأ تنفيذه على شواطئ الحدائق الملكية، انتهت جميعها إلى رد واحد:"مازلنا في مرحلة وضع المقترحات.. وقريبا سنعلن كل التفاصيل".

وفي اتصال هاتفي مع أحد أعضاء لجنة تطوير المنتزه – رفض ذكر اسمه- قال إن المقترحات التي يجري دراستها تشمل ربط المنطقة بحريا مع باقي موانئ حوض البحر المتوسط من خلال إقامة مرس عالمي للسفن واليخوت، وإنشاء كورنيش مفتوح، وبرنامج متنوع من الفاعليات الفنية والرياضية.

وحول مصير المسطحات الخضراء، أكد المصدر لـ"مصراوي" أنه لن يتم المساس بالرقعة الخضراء بالحدائق، قائلا:" بالعكس سيتم العمل على زيادتها من خلال إنشاء نظام ري حديث مستدام.. والعناية بالنباتات والأشجار النادرة من خلال متخصصين".

وأضاف المصدر:"الأمر نفسه ينطبق على المناطق الآثرية.. فتوجيهات الرئيس تؤكد على عدم المساس بالأماكن الآثرية بل والالتزام في أعمال التطوير بالطابع التراثي المميز لحدائق المنتزه".

وأشار إلى أنه سيتم إزالة كافة التعديات غير القانونية، وجعل الحدائق مقصد عالمي يجذب السياح من مختلف دول العالم ومتنفس لجميع شرائح المجتمع المصري أيضا – على حد قوله.

وعن موقع الكورنيش المفتوح ومرسى السفن، أوضح المصدر أنه لم يتم تحديد موقعها حتى الآن، وننتظر مراجعة الحواجز الغاطسة ودراسة التيارات المائية وغيرها.

"مصراوي" في فينيسيا

وعلى شاطئ فينيسيا المواجه لفندق "هلنان فلسطين"، رصد "مصراوي" أولي خطوات التطوير، حيث واصلت الكراكات والمعدات هدم الكافيهات والمطاعم وكافة المنشآت المقامة على الشاطئ، وتدهورت حالتها الإنشائية خلال السنوات الماضية.

ورغم هدم منشآت شاطئ فينسيا، إلا أن شركة المنتزه للسياحة والاستثمار أعلنت عن طرحه في مزايدة علنية – كحق استغلال لمدة عام – وهو ما برره مصدر بشركة المنتزه، قائلا:" سيتم تأجير الشاطئ الرملي فقط دون إقامة أي منشآت لمدة عام واحد لحين تحديد شكل تطويره ضمن المخطط الشامل".

وبجوار شاطئ فينسيا، واصلت الكراكات أعمال مماثلة لهدم نحو 80 كابينة بشاطئ سميراميس، بعدما تم إخلائها بالقوة الجبرية من شاغليها لخطورتها الداهمة على أرواح المواطنين.

وبحسب شركة المنتزه،تم الاستعانة بأحد المكاتب الهندسية الاستشارية المعتمدة والتي كشفت عن تدهور حالة كبائن سميراميس وضرورة هدمها لعدم استقرار حالتها الإنشائية بما لا يجدي معها الترميم، لتعرضها لعوامل التعرية لقربها من البحر.

عقبات في طريق التطوير

وعلى مدار نحو 8 سنوات، احتدم الصراع بين شركة المنتزه وشاغلي الكبائن، ما قد يصبح عقبة في طريق تنفيذ مخطط التطوير، ومعظمهم من كبار الشخصيات السياسية والفنية وغيرهم.

فرغم توجيه الشركة انذارات بالإخلاء لشاغلي الكبائن بعد انتهاء مدة الانتفاع، إلا أن عدد قليل منهم هو من استجاب بإخلاء الكبائن حتى الآن، ولجأ الباقون إلى إقامة دعاوى قضائية ضد وزارة السياحة بعد صدور عدة قرارات من الحكومة، آخرها قرار حدد سعر إيجار المتر في الكابينة بـ 1000 جنيه.

وردا على قيام الشركة بالإخلاء الجبري لـ 206 كابينة كمرحلة أولي، اعتبر معتز حجاج، محامي شاغلي كبائن المنتزه، قرار الإخلاء الجبري للكبائن غير قانوني، لوجود نزاع قضائي بين الشاغلين من جهة والوزارة وشركة المنتزه من جهة أخرى منذ صدور قرار رفع القيمة أو الإخلاء للترميم والهدم.

فيديو قد يعجبك: