إعلان

1205 قتلى بأربعة أديان.. مقابر الحلفاء ببورسعيد هل تستغلها مصر سياحيًا؟ (صور)

03:56 م الإثنين 06 نوفمبر 2017

بورسعيد - طارق الرفاعي:
​​
جداريات بيضاء تزينها ورود وأزهار نادرة تحيطها أشجار عالية وروائح زهرية تجعلك تظن في بادئ الأمر أنك داخل أحد متنزهات العواصم الأوروبية أو حديقة قصر لأحد الملوك، ولكنك سرعان ما تشاهد جدارية على الجهة اليمنى تكشف عن حقيقة المكان كتب عليها: "هذه المقبرة هبة من المصريين لتكون قبورا دائمة لجنود الحلفاء الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى"، وعلى الجهة اليسرى لافتة أخرى من المعدن مدون عليها جنسيات القتلى وعدد المقابر الموجود بالمقابر التي ترعاها هيئة الكومنولث لمقابر الحرب.

1094 قبر

محمد عبدالرسول، الموظف بهيئة الكومنولث والمشرف على المقابر، منذ حوالي 20 سنة خلفا لوالده - يتحدث بصعوبة بعد محاولات عديدة لإقناعه بذلك بدعوى أن لديه تعليمات بعدم الحديث لوسائل الإعلام، قائلا: "مقابر الكومنولث مقامة على 3 أفدنة، وتضم 1094 قبرا منها 983 قبرا لرفات المحاربين الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى و111 قبرا لمحاربي الحرب العالمية الثانية، منهم 558 بريطاني الجنسية و65 إسترالي، 437 فرنسي، 11 نيوزيلندي، 4 من جنوب إفريقيا و8 من الهند و3 هندي غربي بريطاني وواحد شرقي إفريقى وواحد غربى أفريقي وواحد صربي وواحد أمريكي، وتشرف على تلك المقابر هيئة الكومنولث.

4 أديان

وأضاف "عبدالرسول" أن مقابر الكومنولث في بورسعيد بها العديد من الديانات المختلفة ما بين مسيحى ومسلم ويهودى وهندوسي ومدون على كل مقبرة اسم المتوفى وجنسيته وديانته وتاريخ ميلاده وتاريخ وفاته، حيث كانت مصر تعتبر الجسر الأرضي بين إفريقيا وآسيا ونقطة انطلاق قوات الكومنولث في الحربين العالميتين الأولى والثانية للدفاع عن شبه جزيرة سيناء وقناة السويس في مواجهة القوات التركية.

زهور وفرق موسيقية

وعن زوار المقابر يقول: "غير مصرح لأحد بدخول مقابر الكومنولث إلا السائحين الذين كانوا يحرصون على زيارتها على هامش جولتهم ببورسعيد ومعظمهم من الأبناء والأحفاد، وبعضهم كان يصطحب فرقة موسيقية من الخارج لعزف السلام العسكري للمحاربين، وتوقفت هذه الزيارات منذ بداية ثورة 25 يناير، إلا أن العام الماضي شهد قيام بعض السياح بزيارة المقابر مرة أخرى، وهناك إحدى الأسر ترسل حتى إلى الآن باقة زهور من إنجلترا في 11 نوفمبر من كل عام لوضعها على أحد القبور.

كنز سياحي

ووصف الموظف بهيئة الكومنولث المقابر بالكنز السياحي، إذا تم وضعها على الخريط السياحية للمحافظة بالتنسيق مع هيئة الكومنولث، مشددا على أنها ستكون عامل إيجابي لجذب آلاف السياح شهريا.

الآثار توضح

ومن جانبه، قال طارق حسين، مدير عام آثار بورسعيد، إن مقابر الكومنولث لا تخضع لوزارة الآثار وإنما هي تابعة لهيئة الكومنولث لمقابر الحرب وهي رابطة دولية تابعة لرابطة الشعوب البريطانية والتي تعرف باسم مقابر الكومنولث وتضم تلك الرابطة ثلث دول العالم، ويوجد مقرها فى قصر مارلبورور بمدينة لندن الانجليزية، مؤكدًا أنه يجب التنسيق بين المحافظة ووزارة السياحة من جانب وهيئة الكومنولث من جانب آخر لاستغلال المقابر سياحيا، متوقعا أنها ستكون مصدر جذب للسياح.

فيديو قد يعجبك: