أمير سعودي: نتنياهو مجنون تمامًا لا يفكر إلا بمنصبه
كتب : مصراوي
الأمير السعودي تركي الفيصل
القاهرة- مصراوي:
انتقد الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياه بأنه "مجنون تمامًا" ومشيرًا إلى أن تركيزه الوحيد ينصب على منصبه، مع سعي لتجنب أي محاكمة أو عقوبة بعد مغادرته المنصب، وذلك خلال مقابلة له مع مذيعة شبكة CNN، كريستيان أمانبور.
وكان نتنياهو قد أجرى مقابلة نادرة مع تلفزيون إسرائيلي، حيث استعرض رؤيته للتعامل مع قطاع غزة، مؤكدًا خططه لدخول المدينة واحتلال المعقل الأخير لحركة حماس، مع السماح لسكان غزة بالمغادرة.
وقال نتنياهو في اللقاء: "هل كان يجب أن تبقى غزة مكانًا مغلقًا؟ في جميع مناطق الحرب الأخرى، مثل سوريا وأوكرانيا وأفغانستان، غادر الملايين. فجأة قرر البعض أنه يجب محاصرة المدنيين في غزة. امنحوهم فرصة المغادرة. من الطبيعي جدًا لمن يهتم بالفلسطينيين ويريد مساعدتهم أن يفتح أبوابه. سنسمح لهم بالمغادرة تمامًا كما حدث في أي منطقة حرب أخرى".
وتعليقًا على هذا قال الأمير تركي الفيصل، خلال مقابلته مع cnn، إن سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه قطاع غزة تُعد "إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا"، مشيرًا إلى أن محاولته تبرير طرد الفلسطينيين ليست مقبولة مهما حصل في مناطق أخرى مثل سوريا أو أوكرانيا.
وأضاف الفيصل أن نتنياهو شخص "غريب الأطوار"، ويركز فقط على منصبه، ويسعى لتجنب المحاسبة أو السجن بعد مغادرته المنصب.
وأشار الأمير إلى أن الحصار المفروض على غزة ليس جديدًا، إذ كان هناك بالفعل قيود صارمة منذ تولي حماس السلطة، مع استمرار حواجز على الحدود الإسرائيلية والفترة الماضية من جانب مصر عند معبر رفح. وأكد أن فتح الحدود لاستقبال سكان غزة يمثل تحديًا كبيرًا، مضيفًا أن بعض الدول المجاورة، بما في ذلك مصر، لم ترغب في استقبال الفلسطينيين، وأن الحديث عن الترتيبات المحتملة يشمل دولًا بعيدة مثل جنوب السودان، التي تواجه بالفعل أزمات داخلية كبيرة.
أكد الأمير تركي الفيصل، أن أي قرارات تتعلق بسكان غزة يجب أن تُستمد مباشرة من رأيهم، لا أن تُفرض من قبل إسرائيل أو الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو حتى السعودية ومصر. وقال: "أهل غزة من ينبغي أن يُسألوا، وإذا كان السيد نتنياهو جادًا، فعليه أولًا وقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ثم معرفة رغبة السكان في البقاء أو المغادرة".
وأضاف الفيصل أن الهدف من سياسات نتنياهو الحالية هو "إلقاء مسؤولية الأخطاء والنتائج على الآخرين"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول غسل يديها من نشاطها القاتل في فلسطين بدلاً من مواجهة النتائج المباشرة.
وعند سؤاله عن سبب تصريحاته الصريحة هذه المرة، رغم خبرته الدبلوماسية الطويلة، قال الفيصل إن الأمر ليس جديدًا: "لو كنتم تتابعون تصريحاتي ومقالاتي السابقة، لرأيتم أنني قلت أمورًا مشابهة في الماضي. لكنني سئمت من سماع الإشادات بنتنياهو كبطل أو منقذ لإسرائيل، بينما يصف مرتكب الإبادة الجماعية بهذا الشكل، وهو أمر غير مقبول بتاتًا بالنسبة لي".
وأوضح أنه مواطن متقاعد في الثمانين من عمره، ويرغب في أن تنتهي هذه الأحداث المؤلمة في أسرع وقت ممكن.