إعلان

كيف ترى روسيا وثيقة الأمن القومي الأمريكية الجديدة؟ ولماذا تحذّر من "الدولة العميقة"؟

كتب : محمود الطوخي

09:07 م 07/12/2025

روسيا وأمريكا

تابعنا على

بينما أثارت وثيقة الأمن القومي الأمريكية الجديدة مخاوف حلفاء واشنطن الأوروبيين، رحّبت موسكو بالاستراتيجية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، معتبرة أنها تتفق إلى حد كبير مع تصورات روسيا.

وتمثّل إشادة موسكو بالوثيقة الأمريكية، تطورا لافتا في العلاقات بين العدوين اللدودين خلال الحرب الباردة.

وتصف الاستراتيجية الأمريكي رؤية ترامب بأنها "واقعية مرنة"، داعية إلى إعادة إحياء مبدأ مونرو الذي يعود للقرن الـ19، ويعتبر نصف الكرة الغربي منطقة نفوذ خالصة للولايات المتحدة.

وتحذّر وثيقة الأمن القومي الأمريكية، من أن أوروبا تواجه "محوا حضاريا"، كما تصف التفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا بأنه "مصلحة جوهرية" للولايات المتحدة.

إلى جانب ذلك، تُبين الوثيقة أن واشنطن ترغب في إعادة إرساء الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا.

وصرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، بأن التعديلات الواردة في وثيقة الأمن القومي الأمريكية الجديدة تتوافق مع رؤية موسكو في كثير من النواحي.

وعلى الرغم من التعاون الوثيق بين موسكو وواشنطن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 بشأن إعادة الأسلحة النووية من الجمهوريات السوفيتية السابقة إلى روسيا، وكذلك عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 داخل الولايات المتحدة، فإن هذا التوافق العلني "المبالغ فيه" بينهما بشأن السياسة العالمية "أمر نادر"، كما تصفه وكالة "رويترز" البريطانية.

خلال فترة الحرب الباردة، اعتبرت موسكو الولايات المتحدة "إمبراطورية رأسمالية منحطة"، في حين وصف الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان الاتحاد السوفيتي في عام 1983 بأنه "مركز الشر في العالم الحديث".

وفي أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، عبّرت روسيا عن أملها في التوصل إلى شراكة مع الغرب، بيد أن توجهات واشنطن لتوسيع حلف شمال الأطلسي "الناتو" وفق ما ورد في استراتيجية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 1994، زاد من التوترات التي بلغت نقطة الانهيار مع تولي الرئيس فلاديمير بوتين السلطة في روسيا عام 1999.

واعتبر بيسكوف، التعهد الأمريكي الوارد في الوثيقة بإنهاء تصور الولايات المتحدة ضد روسيا، وكذا منع الناتو من التوسع باستمرار، أمرا مشجعا.

مع ذلك، حذر المتحدث باسم الكرملين، من "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة والتي ترى العالم بشكل مخالف لترامب الذي استخدم المصطلح نفسه لوصف شبكة من المسؤولين الأمريكيين الذي يسعون إلى تقويض جهود من يحاولون تحدي الوضع الراهن، بمن فيهم ترامب.

وينفي منتقدو الرئيس الأمريكي وجود ما يُمسى بـ"الدولة العميقة"، متهمين ترامب وحلفاءه بالمتاجرة بنظرية المؤامرة لتبرير استيلائهم على السلطة التنفيذية.

منذ استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، وبدء غزوها لأوكرانيا في عام 2022، تصف الاستراتيجيات الأمريكية موسكو بأنها معتدية وتهديد يزعزع الاستقرار العالمي بعد الحرب الباردة بالقوة.

وقال بيسكوف، إن الدعوة الأمريكية إلى التعاون مع موسكو في قضايا الاستقرار الاستراتيجي بدلا من وصفها بأنها تهديد مباشر، خطوة إيجابية.

وبينما تقلل وثيقة ترامب الجديدة للأمن القومي من التهديد الروسي، فإنها تركز بشكل أكبر على تعزيز القوة العسكرية في منطقة المحيطين الهادئ والهندي؛ لمنع صراع مع الصين بشأن تايوان.

ودفعت العقوبات الغربية على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا، روسيا إلى تعاون أكبر مع آسيا بشكل عام، والصين على وجه الخصوص.

وفي مارس الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" "إن أول شئ نتعلمه هو أننا لا نريد أن تتحد الصين وروسيا".

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان