غارة سعودية و"إنذار" لقوات الإمارات بالخروج.. ماذا يحدث في اليمن؟ (صور- فيديو)
كتب : أسماء البتاكوشي
قصف سعودي علي اليمن ارشيفية
خلال الأيام الماضية، دخلت الأزمة اليمنية منعطفًا سياسيًا جديدًا، وذلك بعدما أعلن مجلس القيادة الرئاسي حالة الطوارئ في البلاد، فضلًا عن أنه ألغى اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات، بعدما سيطرت قوات الانتقالي الجنوبي التي تدعمها أبو ظبي على مناطق واسعة في البلاد.
وأعلن مجلس القيادة الرئاسي اليمني، التابع للحكومة المعترف بها دوليا، اليوم الثلاثاء، إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات، وطالب كافة القوات الإماراتية بالخروج من جميع الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة.

وقال رئيس مجلس القيادة اليمني في بيان له، إنه قرر "إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات"، وذلك بعدما استهدف التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، الثلاثاء، بغارة جوية، كمية كبيرة من الأسلحة والمركبات القتالية التي كانت تُفرَّغ في البلاد من سفن قادمة من ميناء الفجيرة الإماراتي.
كما أصدر رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، قرارا جمهوريا بإعلان حالة الطوارئ في اليمن لمدة 90 يوما قابلة للتمديد"، وفرض "حظر جوي وبحري وبري على كافة الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة".
رشاد العليمي:
1-إعلان حالة الطوارئ لمدة 90 يوم
2-فرض حظر جوي وبحري وبري على اجواء اليمن
3-دعوة القوات الاماراتية لمغادرة اليمن خلال 24 ساعة
4-إلغاء معاهدة الدفاع مع الإمارات
انتهى حلم دولة الجنوب بعد خروج جنود بن زايد والانتقالي راح فيها
حفظ الله المملكه العربيه السعوديه 🇸🇦 pic.twitter.com/kXYIatwCLR— بدر العنزي (@98o80) December 30, 2025
ومن جانبها أكدت السعودية في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أن المملكة تعرب عن أسفها لما قامت به دولة الإمارات من ضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لدفع قواته للقيام بعمليات عسكرية على حدود المملكة الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة، والتي تعد تهديدًا للأمن الوطني للمملكة، والأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية والمنطقة.
ووصفت الخارجية الخطوات التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بأنها "بالغة الخطورة"، ولا تنسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا تخدم جهوده في تحقيق أمن اليمن واستقراره.
#بيان | إلحاقاً للبيان الصادر عن وزارة الخارجية بتاريخ ٥ / ٧ / ١٤٤٧ هـ الموافق ٢٥ / ١٢ / ٢٠٢٥ م بشأن ما بذلته المملكة من جهود صادقة، بالعمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، لإنهاء ومعالجة الخطوات التصعيدية التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة،… pic.twitter.com/cqdCrkzi4b
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) December 30, 2025
كما لفتت الخارجية إلى أن المملكة تؤكد بأن أي مساس أو تهديد لأمنها الوطني هو خط أحمر، ولن تتردد حياله في اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات اللازمة لمواجهته وتحييده.
وشددت السعودية على التزامها بأمن اليمن واستقراره، وسيادته، ودعمها الكامل لفخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي وحكومته، وتجدد تأكيدها أن القضية الجنوبية هي قضية عادلة، لها أبعادها التاريخية، والاجتماعية، وأن السبيل الوحيد لمعالجتها هو عبر طاولة الحوار ضمن الحل السياسي الشامل في اليمن، الذي ستشارك فيه كافة الأطياف اليمنية بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي.
شكرا لصقور الجو 🇸🇦🇸🇦🇸🇦
قبل 1 د بعد 1 د pic.twitter.com/uDQ0gc6fan
— اليمن الآن (@ALyemennow) December 30, 2025
ودعت المملكة العربية السعودية دولة الإمارات العربية الشقيقة بالاستجابة لطلب الجمهورية اليمنية بخروج قواتها العسكرية من الجمهورية اليمنية خلال 24 ساعة، وإيقاف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف كان داخل اليمن، وتأمل في هذا الإطار أن تسود الحكمة وتغليب مبادئ الأخوة، وحسن الجوار، والعلاقات الوثيقة التي تجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومصلحة اليمن الشقيق.
وأوضحت أن تتخذ دولة الإمارات الخطوات المأمولة للمحافظة على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتي تحرص المملكة على تعزيزها، والعمل المشترك نحو كل ما من شأنه تعزيز رخاء وازدهار دول المنطقة واستقرارها.
آثار ضربة التحالف لأسلحة وعربات قتالية في ميناء المكلا في اليمن#اليمن #الحدث pic.twitter.com/99hNz378kA
— ا لـحـدث (@AlHadath) December 30, 2025
يشار إلى أن هذه التطورات جاءت بعدما أعلنت السعودية أنها ستدعم الحكومة اليمنية في أي مواجهة عسكرية مع قوات الانفصالي الجنوبي، فضلًا عن دعوتها للجنوبي المدعوم من قبل الإمارات، إلى الانسحاب سلميًا محافظتي حضرموت والمهرة التي سيطر عليها في الآونة الأخيرة.
ويرغب الانتقالي الجنوبي في إحياء دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة سابقًا بين عامي 1967 و1990، قبل توحيدها مع شمال البلاد، وتسبب التحرك العسكري في تأجيج التوتر بين الرياض وأبوظبي، اللتين تشتركان في محاربة جماعة أنصار الله "الحوثيين".
يذكر أن كمية كبيرة من الأسلحة والمركبات القتالية التي كانت تُفرَّغ في البلاد من سفن قادمة من ميناء الفجيرة الإماراتي، إذ قالت وكالة الأنباء السعودية واس، إن "أطقم السفينتين عطّلوا أنظمة التتبع الخاصة بهما، وقاموا بتفريغ كمية كبيرة من الأسلحة والمركبات القتالية لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأفادت واس في بيان لها،"نظرًا لما تشكّله هذه الأسلحة من خطر وتصعيد، نفذت القوات الجوية للتحالف عملية عسكرية محدودة صباح اليوم استهدفت الأسلحة والمركبات القتالية التي جرى تفريغها من السفينتين في ميناء المكلا".

ولفتت إلى أن أن السفينتين قدمتا من ميناء الفجيرة على الساحل الشرقي لدولة الإمارات، مشيرة إلى أن العملية نُفذت وفقًا للقانون الدولي الإنساني، ولم تسفر عن أضرار جانبية.
ومن جانبه أفاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إن قضية الجنوب عادلة وفي صلب مشروع الدولة، لكن لا أحد يملك تفويضًا بديلًا لأهل الجنوب، مؤكدًا أنه "لا يحق لأحد توظيف قضية الجنوب لتحقيق أهداف سياسية"، ومشيرًا إلى أن ممثلي المجلس الانتقالي امتنعوا عن تلبية دعوات الحوار.

وأضاف أن الدولة لم تتقاعس يومًا عن مواجهة التهديد الحوثي، وأنه وجّه بمنع أي تحركات عسكرية أو أمنية خارج أوامر الدولة حرصًا على حقن الدماء، لافتًا إلى أن الدولة معنية بحماية مواطنيها وعدم السماح باستخدام السلاح لفرض أمر واقع.
وجدد الدعوة إلى قيادة المجلس الانتقالي "لتحكيم العقل والانسحاب من حضرموت والمهرة"، مؤكدًا تقدير اليمن للدور الذي تضطلع به السعودية لخفض التصعيد دعمًا للشعب اليمني، ومشددًا على أن اليمن لا يتحمل فتح جبهات استنزاف جديدة.
اقرأ أيضا:
غارة سعودية و"إنذار" لقوات الإمارات بالخروج.. ماذا يحدث في اليمن؟ (صور- فيديو)
ماذا نعرف عن السفن التي قصفتها السعودية وهل تشتعل الأزمة مع الإمارات؟
السعودية تدعو الإمارات للاستجابة لقرار اليمن بخروج قواتها خلال 24 ساعة