8 صور أقمار صناعية تكشف غزة بعد عامين من الحرب.. وإسرائيل: "التدمير قانوني"
كتب : أسماء البتاكوشي
غزة
منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في الـ7 من أكتوبر 2023، ولم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن عدوانه الغاشم على قطاع غزة، إذ يظهر تحليل أجرته شبكة إيه بي سي نيوز لعشرات الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية خلال العامين الماضيين الدمار الهائل الذي لحق بكل منطقة في غزة.
وتظهر الصور أن بلدات وأحياء بأكملها تعرضت للتدمير في غزة، إلى جانب البنية التحتية الرئيسية مثل المدارس والمستشفيات والمباني الدينية.
وبحسب التقديرات الواردة في تحليل الأضرار الذي تمت مشاركته مع شبكة إيه بي سي نيوز، لبيانات القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل 1 بواسطة كوري شير وجامون فان دين هوك من مختبر علم البيئة للصراع في جامعة ولاية أوريغون، فقد تضرر أو دمر ما يصل إلى 197 ألف مبنى خلال الحرب.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حجم الدمار في مؤتمر صحفي عقده في 10 أغسطس مع الصحافة الأجنبية، زاعمًا أن "التدمير المادي لا يعني أن إسرائيل تهدم منشآت فيها أناس. هذا ليس ما يحدث".
وقال نتنياهو في المؤتمر الصحفي نفسه إن إسرائيل تنتظر حتى يغادر المدنيون، لكن عناصر حماس لا يزالون "في كل مبنى تقريبًا"، مما يُجبر القوات الإسرائيلية على تفجير "ناقلات جند مدرعة قديمة محملة بأطنان من المتفجرات" في الشوارع، حسب زعمه، مدعيًا أن عناصر حماس "يفجرون جميع الأفخاخ المتفجرة" عند دخول القوات، "فتنهار المباني. لهذا السبب نرى الدمار".
المدينة بأكملها اختفت: أم الناصر والمغراقة
دُمِّرت بلدتان في غزة بالكامل، إذ تُظهر صور الأقمار الصناعية أنه لم يبقَ أي مبنى قائم في أم النصر والمغراقة.
أم النصر هي بلدة بدوية في أقصى شمال غزة، قبل الحرب، كان عدد سكانها يقارب 5000 نسمة.

وعن المغراقة فقد دُمِّرت أجزاء كبيرة منها، ويبلغ عدد سكانها نحو 11,500 نسمة وتقع بين مدينة غزة ووسط غزة، بشكل رئيسي بين أبريل وأغسطس 2024، وفقًا لصور الأقمار الصناعية.

خلال تلك الفترة، كانت إسرائيل تسيطر على المنطقة، التي تُطلق عليها اسم ممر نتساريم.
ويُظهر تحليل أجرته قناة ABC News لصور الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمرها بالكامل بين 29 و31 مارس 2025.
وردا على استفسارات شبكة "إيه بي سي" الإخبارية بشأن عملية التدمير، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن هذا النشاط كان متوافقًا مع القانون الدولي وتم تنفيذه لمنع "الأنشطة الهجومية".
وقال مدير العلاقات العامة في القرية لشبكة "إيه بي سي نيوز" إن "سكان القرية موزعون على عدة أماكن غرب مدينة غزة، فيما انتقل آخرون إلى جنوب قطاع غزة".
جباليا ورفح
وفي العديد من المناطق التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية لفترات طويلة، بما في ذلك رفح وشمال غزة وخان يونس، تم هدم المباني على طول كتل كاملة من المدن بالكامل.
في حي تل السلطان، غرب رفح، تشير صور الأقمار الصناعية إلى تدمير كل مبنى تقريبًا في كل حي، وغالبًا ما تكون المدارس هي المباني الوحيدة المتبقية.

ويظهر مشهد مماثل في صور جباليا، المدينة الواقعة في شمال قطاع غزة، حيث نفذت قوات الاحتلال العديد من العمليات البرية طوال الحرب.
ورغم الدمار شبه الكامل، لا يزال من الممكن رؤية خيام عرضية بين الأنقاض، أقامها أشخاص عادوا إلى الشمال خلال وقف إطلاق النار الأخير ليجدوا منازلهم مدمرة، وذلك وفقا لصور الأقمار الصناعية التي شاهدتها شبكة إيه بي سي نيوز.

النزوح الجماعي: المواسي
التغير في المشهد الناجم عن النزوح الجماعي لملايين الأشخاص واضح بشكل صارخ في صور الأقمار الصناعية، حسب ما أوردته شبكة إيه بي سي نيوز.
في المواصي، تحولت أميال من الحقول إلى مخيمات مكتظة تضم آلاف الخيام، هذه هي المنطقة التي صنفتها إسرائيل "منطقة إنسانية" حيث يُطلب من السكان الانتقال إليها لتجنب مناطق القتال.
ومن جانبه قال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في أغسطس إن الخدمات في المنطقة غير كافية: "مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى المواصي ليس لديهم سوى القليل من الوصول إلى الخدمات والإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء والخيام"، كما قال في بيان للأونروا.
وفي منطقة المواصي الواقعة إلى الشمال من خان يونس، تمتد آلاف الخيام على طول الساحل، وتستولي على أي بوصة من المساحة المتاحة، مما يخلق ما يشبه مدينة جديدة بين القماش، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي شاهدتها شبكة إيه بي سي نيوز.

المدارس المدمرة في رفح وخان يونس
أظهر تحليلٌ بصريٌّ أجرته قناة ABC News لصور الأقمار الصناعية وأكثر من 200 مقطع فيديو مُوثّق من مواقع التواصل الاجتماعي أن 88% من مدارس غزة مُدمّرة أو مُتضررة، 58% على الأقل، أي 318 مبنى مدرسيًا، مُدمّر جزئيًا على الأقل.
وفي بيان لشبكة ABC News حول تدمير المدارس في غزة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: "لا توجد سياسة لدى الجيش لاستهداف المدارس أو المعلمين، بل إن استراتيجية حماس الواسعة والموثقة جيدًا لاستغلال المدارس والمرافق التعليمية، استدعت تدخل الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق"، على حد تعبيره.
كانت مدرسة الفردوس الابتدائية، غرب رفح، تستقبل 488 طالبًا قبل الحرب، وفقًا لبيانات اليونيسف، وحتى ربيع عام 2024، تُظهر صور الأقمار الصناعية أنها آوت مئات النازحين.
وبعدما سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة في ربيع عام 2024، تظهر صور الأقمار الصناعية أن المدرسة دمرت، وخلال هذا الصيف تمت إزالة الأنقاض لإفساح المجال لبناء موقع توزيع مساعدات لمؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل المدعومة من الولايات المتحدة.
وفي خان يونس، تم تدمير 5 مدارس في مجمع كان يضم 6915 طالباً، وفقاً لليونيسيف، في أغسطس من هذا العام، وفقاً لصور الأقمار الصناعية.
في مقطع فيديو نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي، فُجرت 4 مدارس أخرى على بُعد ميلين تقريبًا شمال هذه المدارس ودُمّرت، في أغسطس أيضًا.
وفي مقطع الفيديو الذي يُصوّر تدمير تلك المدارس، يُشير جيش الدفاع الإسرائيلي إليها بأنها "بنية تحتية إرهابية"، ويقول إن قواته كانت تُنفّذ عمليات ضد هذه البنية التحتية في منطقة خان يونس.
