إعلان

"حرب الغاز".. لماذا اشتعلت الأزمة بين لبنان وإسرائيل؟

08:20 م الإثنين 13 يونيو 2022

الأزمة بين لبنان وإسرائيل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

عاد الخلاف على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى الوجهة، مع إرسال الأخيرة سفينة تنقيب عن الغاز إلى المنطقة المتنازع إليها، في حقل "كاريش"، وهو جزء من الخط الحدودي رقم 29 الذي يعدّه المفاوضون اللبنانيون حدوداً لبنانية، تزامنًا مع زيارة المبعوث الأمريكي لترسيم الحدود أموس هوكشتاين.

وكانت سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال "انرجان باور" وصلت الأحد الماضي إلى حقل كاريش للغاز الطبيعي، الذي يبعد حوالي 80 كيلومترًا عن السواحل الإسرائيلية، وذلك لبدء إنتاج الغاز لصالح إسرائيل في منطقة بحرية متنازع عليها مع لبنان.

لبنان يحذر من الأعمال الاستفزازية ويتمسك بالمفاوضات

كشفت "الوكالة الوطنية للإعلام" الأحد الماضي، عن رسالة أودعها لبنان للأمم المتحدة قبل أسابيع، يؤكد فيها تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، وأن حقل "كاريش" يقع ضمن المنطقة المتنازع عليها.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، فإن لبنان طلب في رسالته إلى مجلس الأمن الدولي، عدم قيام إسرائيل بأي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها، تجنبا لخطوات ربما تمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

وأشارت الوكالة اللبنانية، أنه جرى تعميمها في حينه على كل أعضاء مجلس الأمن كوثيقة من وثائق المجلس بتاريخ الثاني فبراير الماضي وتم نشرها بحسب الأصول.

بدوره اعتبر الرئيس اللبناني، ميشال عون، أن المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية لا تزال مستمرة وأي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يُعد استفزازًا وعملاً عدائيًا.

حزب الله يهدد

هدد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، خلال كلمة له في مهرجان انتخابي، بأن الحزب قادر على منع أي شركة من التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها. وقال: "لن تجرؤا أي شركة في العالم على التنقيب إذا أصدر حزب الله تهديدًا واضحًا في هذه المسألة".

ودعا نصر الله، في الكلمة التي ألقاها الخميس الماضي، الشركات المالكة لسفينة التنقيب في كاريش بسحبها سريعًا، وتحمل مسؤولية ما سيلحق بها من أضرار مادية وبشرية.

التمسك بالمفاوضات

وكان الوسيط الأمريكي في المفاوضات آموس هوكستين، وصل إلى لبنان اليوم، بهدف إجراء مفاوضات خلال اليوم وغدًا ستتناول موقف لبنان المتمسك بعودة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.

وترفض إسرائيل اعتبار الخط ٢٩ خطًا تفاوضيًا بملف ترسيم الحدود البحرية، وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن لبنان متمسك بعودة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، والتي توقفت إثر رفض العدو اعتبار الخط 29 خطًا تفاوضيًا"، بملف ترسيم الحدود البحرية.

وكانت الأمم المتحدة، شجعت لبنان وإسرائيل على حل الخلافات بينهما عبر المفاوضات، في أعقاب وصول سفينة إلى حقل كاريش في المنطقة المتنازع عليها.

المفاوضات المتعثرة منذ فترة عقد منها 5 جوالات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، بهدف ترسيم الحدود البحرية، بوساطة الولايات المتحدة واستضافة الأمم المتحدة في مقر القوات الدولية "اليونيفيل" في منطقة رأس الناقورة جنوب لبنان.

وانعقدت الجولات الخمس في الفترة بين 14 أكتوبر 2020 ومايو 2021، وأصرّ الوفد اللبناني المفاوض خلال الجولة الخامسة على حقه في حدوده البحرية وفقًا لقانون البحار، وتوقفت المفاوضات بعد ذلك.

كيف بدأت الأزمة؟

يقع لبنان وإسرائيل في حوض الشام حيث تم اكتشاف عدد كبير من حقول الغاز تحت البحر منذ عام 2009، وكانت إسرائيل وقعت مع قبرص في عام 2007، اتفاقية لفتح الحدود البحرية ما فتح الباب أمام احتمال ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ولبنان.

تداخلت الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، إثر اتفاقية تنفيذية بين الأخيرة وقبرص وقعت في 2010، اعتمد فيها الجانب القبرصي على اتفاقية مع بيروت في تحديد الشمالي لحدودها البحرية.

تبلغ مساحة المنطقة المتنازع عليها 860 كيلومترًا مربعًا، واكتسب النزاع أهمية خاصة في عام 2017، بعدما وقع لبنان اتفاقية لاستكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي مع تحالف من الشركات الدولية، وحصل التحالف المكون من شركة توتال كونسورتيوم، مع إيني الإيطالية ونوفاتك الروسية، حصل على أول رخصة من لبنان للتنقيب البحري عن النفط والغاز في عام 2018، وذلك في المربعين 4 و9.

لم تكن كميات الغاز في المربع 4 مبشرة ولا تكفي للإنتاج التجاري وتغطية التكاليف، فيما جاءت مبشرة في المربع 9، لكن الشركة الفرنسية أعلنت عدم بدء أي عمليات استخراج الغاز إلا بعد حل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل. بينما أعلنت تل أبيب في يونيو 2020 بدء التنقيب في منطقة متنازع عليها يقع بها حقل كاريش، وعلى إثر الإعلان الإسرائيلي، بدأت وساطة أمريكية وأممية، لعقد مفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية

وانطلقت محادثات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في 2020، وجرى عقد عدة جولات بوساطة الولايات المتحدة واستضافة الأمم المتحدة، إلا أن العملية متعثرة منذ فترة، حين قدّم لبنان خرائط جديدة مطالباً بحقه في 2290 كيلومترًا مربعًا، بدلاً من 860 كيلومترًا مربعًا كان يطالب بها في السابق.

اقرأ أيضًا..

بسبب التنقيب عن الغاز.. هل تنشب حرب بين إسرائيل ولبنان؟

ماذا نعرف عن حقل "كاريش" وخط 29 مفجرا الأزمة بين لبنان وإسرائيل؟

بعد تصاعد الأزمة.. الأمم المتحدة: مستعدون للعمل مع لبنان وإسرائيل لحل الخلاف

"الموقف مثالي لحزب الله".. محللة أمنية أمريكية تكشف احتمالات الحرب بين لبنان وإسرائيل

بعد أزمة التنقيب في حقل "كاريش".. حزب الله يهدد إسرائيل

فيديو قد يعجبك: