إعلان

البوركيني يقسم فرنسا.. رمز ديني أم ملابس سباحة؟

11:17 ص السبت 21 مايو 2022

البوركيني

جرونوبل- (د ب أ)

في فرنسا اندلع مؤخرا خلاف جديد حول "البوركيني"، لباس البحر الذي يغطي جسم المرأة بالكامل، السبب هذه المرة محلي: فقد قررت مدينة جرونوبل الفرنسية مؤخرا تغيير لوائح حمامات السباحة بعد مناقشات جدلية. في المستقبل، لن يُملى على النساء بعد الآن مساحة الملابس التي يمكن أن ينزلن بها في المياه اعتبارا من الأول من يونيو.

فلا بأس اعتبارا من الشهر المقبل أن تنزل النساء بصدور عارية إلى حمامات السباحة، أو أن ترتدين لباس سباحة يمتد إلى ما بعد الركبتين والرقبة - مثل البوركيني، لكن بعض النقاد في فرنسا، الذين يصرون على الفصل الصارم بين الدولة والدين، يرجحون أسلمة متسللة وراء تخفيف اللوائح.

لا يرى عمدة المدينة إيريك بيول، الذي بدأ التغيير، في الأمر مشكلة كبيرة. يؤكد بيول ضرورة تجنب التمييز خلال الوصول إلى الخدمات العامة، موضحا أن الأمر يدور حول تقدم اجتماعي يتيح للأفراد ارتداء ما يريدون خلال استخدام حمامات السباحة.

يقول بيول: "في الواقع نحن لا نهتم بما إذا كان الغرض من لباس السباحة الذي يغطي الجسم الحماية من أشعة الشمس أم أسباب دينية، فهذا ليس من شأننا"، منتقدا الجدالات المتطرفة في هذا السياق.

يستشعر مُعارضه المنتمي للتيار المحافظ في مجلس المدينة، آلان كارينيون، دعما غير مشروع للإسلام السياسي، داعيا إلى إجراء استفتاء، بالإضافة إلى ذلك، أطلق معارضو البوركيني عريضة جاء فيها: "تغيير قواعد الاستحمام سيلبي مطالب الإسلام السياسي، أي أيديولوجية شمولية وراديكالية". وأضاف المعارضون في العريضة أن البوركيني لا علاقة له بالقرآن، وأن الأمر يتعلق بأيديولوجية جنسانية لإخضاع النساء.

وأشار المعارضون، إلى أن رفض البوركيني ليس معاداة للإسلام، موضحين أنه لا يمكن وضع مطالبات خاصة بمجموعات فردية فوق مبادئ الجمهورية.

في لوائح الاستحمام الجديدة، تم تغيير مصطلح "المايوه" إلى مصطلح "ملابس السباحة"، بالإضافة إلى ذلك، تم إزالة الشرط القائل بأن ثوب السباحة لا ينبغي أن يتجاوز الركبتين أو الرقبة، وتم الإبقاء على قاعدة أن تكون ملابس السباحة مصنوعة من قماش مصمم لهذا الغرض، وأن تكون مُحكمة على الجسم، ولا تزال الملابس التي تم ارتداؤها قبل دخول المسبح أو التي تشكل خطرا على السلامة والنظافة محظورة.

وعلى الرغم من أن كلمة بوركيني لا تظهر في اللوائح على الإطلاق، فقد تلقى عمدة المدينة انتقادات شديدة خلال المناقشة التي استمرت ثلاث ساعات ونصف في مجلس المدينة، حيث اتهم بأنه شريك "للإسلام السياسي"، وبأنه ينفذ أفكار السلفيين، و يدوس على حقوق المرأة، واعتبر بعض المعارضين الأمر خضوعا للإسلام.

وكان رئيس الإقليم المحافظ، لوران فوكييه، قد هاجم بضراوة من قبل خطط البوركيني في جرونوبل، وقال: "أحذر عمدة المدينة: في هذه الحالة ستوقف المنطقة كل الإعانات المالية لمدينة جرونوبل، لن يمول سنت واحد من سكان إقليم أوفيرن-رون ألب الخضوع للإسلاموية".

وكان حاكم الإقليم لوران بريفو قد أعلن مساء الأحد الماضي، بالفعل عن اتخاذ إجراء قضائي حال حصل البوركيني على الضوء الأخضر في حمامات السباحة العامة في جرونوبل، ووفقا للتعليمات التي تلقاها من وزير الداخلية جيرالد دارمانان، فإنه سيتوجه إلى المحكمة الإدارية لتعليق العمل باللائحة الجديدة.

لكن لماذا كان الحجاب وما شابه يثير مثل هذه الجدالات المحتدمة في فرنسا منذ فترة طويلة؟ ترى فرنسا نفسها دولة علمانية تفصل بصرامة بين الدولة والدين، وقد أثار التعامل مع الرموز الدينية في الأماكن العامة جدلا متكررا، لا سيما فيما يتعلق بالإسلام. وفي عام 1994 دخل قانون لا يسمح بالرموز الدينية البارزة في المدارس حيز التنفيذ. وبعد عشر سنوات، تم حظر الحجاب تماما في المدارس، بينما لم يتم حظر ارتداء الكيباه (قلنسوة اليهود) والصلبان بالكامل، وفي عام 2010 تم حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة.

في صيف 2016، كان هناك جدال محتدم في فرنسا حول البوركيني. وأعلن مجلس الدولة في النهاية أن حظر البلديات للبوركيني، مثل الحظر الصادر في الريفيرا الفرنسية (كوت دازور)، غير قانوني بعد ذلك لجأت البلديات إلى التحجج بالنظافة والسلامة لحظر البوركيني من الشواطئ وحمامات السباحة.

وفي عام 2017، أصدر إقليم العاصمة الفرنسية، إيل دو فرانس، "ميثاق النظام العلماني"، والذي تضمن حظرا للبوركيني أٌعيد تأكيده في عام 2021. وفي عام 2019، حاولت نساء مسلمات في جرونوبل التمرد على اللوائح مرتين بالنزول إلى حمامات السباحة بالبوركيني.

فيديو قد يعجبك: