إعلان

المرأة في عهد طالبان.. لماذا تراجعت الحركة عن تعهداتها في أفغانستان؟

09:30 م الأحد 25 ديسمبر 2022

حركة طالبان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سلمى سمير:

بعد تولي حركة طالبان مقاليد الحكم في أفغانستان العام الماضي تعهدت بعدم العودة لسابق عهدها في التعامل مع المرأة، لكنها يبدو أنها نكثت بوعدها مع اتخاذ حزمة من القرارات بحق المرأة أهمها تعليق ذهاب النساء إلى الجامعات، الأمر الذي دفع 3 منظمات إغاثة لتعليق عملها في أفغانستان، كأحدث رد على قرار طالبان الأخير بمنع ذهاب النساء إلى العمل في المؤسسات المحلية والأجنبية غير الحكومية.

وكانت منظمات الإغاثة أعلنت عدم استطاعتها الوصول إلى كافة الفئات من الأطفال والنساء والرجال دون مساعدة الموظفات النساء، وجاء في البيان المشترك للمنظمات الـ3 (منظمة إنقاذ الطفولة، والمجلس النرويجي للاجئين، وكير "يجب إنقاذ الطفولة") "حتى نحصل على توضيح بشأن هذا الإعلان، نعلق برامجنا، للمطالبة بتمكين الرجال والنساء على حد سواء بمواصلة مساعدتنا المنقذة للحياة في أفغانستان" حسب فرانس برس.

بررت حكومة طالبان غير المعترف بها دولياً منع النساء من الذهاب إلى الجامعات، بأن النساء لم يلتزمن بقواعد الإدارة للبس الشرعي، ويرى وزير التعليم العالي، نداء محمد نديم، إن القرار سيمنع اختلاط النساء والرجال في الجامعات، وزعم أن بعض المواد التي يتم تدريسها في الجامعات تخالف تعاليم الدين الإسلامي، مضيفاً أنهم طلبوا من الفتيات الالتزام بالزي الشرعي، لكنهم ارتدوا فساتين "كالذاهبات لحفلات الزفاف" على حد تعبيره.

وترى حكومة طالبان، أن دراسة الفتيات لعلوم الهندسة والزراعة مخالفًا للدين الإٍسلام (بحسب رؤيتهم للشريعة) والثقافة الأفغانية، وأضاف نديم، أن أبواب الجامعات ستفتح أبوابها للنساء بمجرد حل تلك القضايا، وتواجه طالبان انتقادات دولية منذ توليها مقاليد الحكم في أغسطس 2021.

وقال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد في طالبان، عبدالرحمن حبيب، إن الحظر يطبق على المنظمات التابعة لهيئة التنسيق الأفغانية للمنظمات الإنسانية "أكبار"، ولا تشمل المنظمات التابعة للأمم المتحدة، لكنها تضم أكثر من 180 منظمة غير حكومية ودولية تتعاقد معها الأمم المتحدة للتعاون معها في عملها الإنساني، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأوضح حبيب، أن الموظفات في منظمات الإغاثة الأجنبية انتهكت قواعد اللباس بعدم ارتداء الحجاب.

وفي بيان لها، قالت لجنة الإنقاذ الدولية، إن أكثر من 3000 امرأة تعمل في توصيل المساعدات الإنسانية في أفغانستان، وأضاف مسؤول في منظمة حكومية معنية بتوزيع المواد الغذائية، أن الحظر يمثل ضربة كبيرة، مشيراً إلى أن الموظفات تمثل نسبة كبيرة في معالجة مخاوف المساعدات الإنسانية لدى المحتاجين، وفقًا للصحيفة البريطانية.

وبتلك القرارات تواجه الحركة اتهامات بالتراجع عن التزاماتها عندما تعهدت بضمانات عدم المساس بحقوق المرأة أو العودة لسياستها السابقة التي عُرفت كونها متزمتة بعض الشيء.

المرأة في عهد طالبان

منذ تولي طالبان مقاليد الحكم في 2021، تواجه حكومتها الحالية مقارنة بالإدارة السابقة التي شهدت خلاله البلاد تحسنًا في وضع المرأة كما أن هناك مخاوف من عودة طالبان لأسلوبها في حكم لما كانت عليه منذ عام 1996 حتى 2001،

ففي خلال هذا العام لم تشغل النساء في حكومة طالبان أي مناصب وزارية، على عكس الإدارات السابقة قبل تولي طالبان الحكم، إذ تولت سهيلة صديق منصب وزيرة الصحة عقب انتهاء حكم طالبان عام 2001، وتولت ظريفة غفاري منصب أول رئيسة بلدية عام 2018.

وشهدت الحياة بعد انتهاء عهد طالبان الأول عام 2001، تحسناً في حياة المرأة في عدة نواح، كالتعليم حيث ارتفعت نسبة تعليم الفتيات إلى 33% عام 2017 مقارنة بـ أقل من 10% عام 2003 وارتفعت نسبة الملتحقات بالمدارس الثانوية بـ39 % عام 2017 مقارنة بـ6%عام 2003، وفقًا صحيفة "جلوبال ستيزين".

ترى حكومة طالبان أن تخصصات مثل الهندسة والاقتصاد والطب البيطري والزراعة ودراسة الصحافة، من المحظورات وتتنافى مع الشريعة الإسلامية، ففرضت قيوداً عليها، على عكس الإدارات السابقة حيث عملت النساء في مجالات المحاسبة والهندسة الكهربائية والصحافة والرعاية الصحية وإنفاذ القانون في الإدارة السابقة.

أصدرت طالبان، قرارات من شأنها تقييد حرية المرأة في الحركة والملبس، في مايو الماضي بإصدار مرسوم يقضي بإلزام النساء بتغطية وجوههن في الأماكن العامة وعدم الخروج من المنزل إلا في الضرورة، وعدم السفر لأماكن بعيدة دون مرافق ذكر، مع عمل النساء بمجالات كالموضة في عهد الحكومة السابقة.

يرى مراقبون أن القانون الأفغاني كان في صف المرأة وإن لم يطبق بشكل كلي، ففي عام 2009 أصدرت الحكومة الأفغانية قانونًا يجرم العنف ضد المرأة مع حظر 22 انتهاك ضد المرأة، كالاغتصاب، والضرب والزواج القسري، كما تم إنشاء محاكم تعين بها قاضيات، يقابلها على الجانب الآخر تنديد بانتهاكات في ظل حكومة طالبان حيث قالت سفيرة أيرلندا لدى الأمم المتحدة، جيرالدين بيرن ناسون، إن يوجد تقارير تفيد بأنه يوجد تجاوزات تحدث كالزواج القسري، والعنف الجنسي، القائم على التمييز الاجتماعي.

فيديو قد يعجبك: