إعلان

الاستخبارات البريطانية: لا دلائل على أن روسيا تبحث استخدام أسلحة نووية

06:29 م الثلاثاء 11 أكتوبر 2022

دبابة روسية مدمرة في منطقة خاركيف في أوكرانيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (بي بي سي)

قال رئيس دائرة الاتصالات الحكومية البريطانية السير جيريمي فليمينغ إنه لا دلائل في الوقت الراهن على أن روسيا تبحث استخدام أسلحة نووية في حربها على أوكرانيا.

وكتصريحات غيره من مسؤولين أمريكيين وغربيين في هذا الصدد مؤخرا، لم ير السير فليمينغ أي دليل على نشاط يثير الريبة.

وفي حديث لبي بي سي، حذر فليمينغ من مغبة أي حديث عن أسلحة نووية.

وشدد المسؤول البريطاني على أن دائرة الاتصالات الحكومية في بلاده تبتغي الوقوف على "دلائل" تفيد بما إذا كانت روسيا تخطط لاستخدام مثل هذه الأسلحة.

وقال السير فليمينغ: "أي حديث عن أسلحة نووية هو أمر شديد الخطورة، وإننا بحاجة إلى الحذر الشديد بشأن الطريقة التي نتحدث بها في شأن كهذا".

وأضاف: "واضح بالنسبة لي أنه رغم عدم تفضيلنا -أو على نحو آخر - رغم مقْتنا للطرق التي تدير بها الآلة العسكرية الروسية والرئيس الروسي هذه الحرب، إلا أنهم لا يزالون في النطاق الذي نتفهّمه فيما يتعلق باستخدام أسلحة بعينها، بما في ذلك الأسلحة النووية".

وقال السير فليمينغ: "أنا واثق أن بوتين قلق بشأن مخاطر التصعيد. وهو يفكر في تلك (الأسلحة) في ظروف مغايرة. وأظن أن هذا دليل على أنه لم يصل بعد لتلك الظروف على صعيد الحرب".

وفي محاضرة بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة الثلاثاء، ألقى رئيس الوكالة الاستخباراتية البريطانية محاضرة مفادها أن أوكرانيا تقلب الطاولة على القوات الروسية "المنهكة".

ومن المرتقب أن يقول السير فليمينغ إن دائرة صنع القرار المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين ثبت أنها "معيبة".

كما قال فليمينغ في المحاضرة السنوية : "نحن نعلم، وكذا القادة الروس على الأرض يعلمون، أن إمداداتهم وذخائرهم تنفد".

ووصف السير فليمينغ استعانة النظام الروسي بالسجناء وبرجال ليس لديهم خبرة في الحرب على أوكرانيا بأنها "دليل على وضع يائس". كما وجه انتقادا مباشرا لشخص الرئيس بوتين ووصفه بأنه منعزل عن العالم ومرتكب للأخطاء.

وفي حديث لبي بي سي عن حال الجيش الروسي، قال السير فليمينغ إنه "يعاني نفاد الذخيرة" و"بكل تأكيد يعاني نفاد الأصدقاء".

وقال المسؤول البريطاني: "الكلمة التي استخدمها هي 'يائس' .. يمكننا تمييز اليأس على عدد من المستويات داخل المجتمع الروسي وكذا الآلة العسكرية الروسية".

لكن السير فليمينغ استدرك محذرا من أن الهجمات الصاروخية التي استهدفت مواقع مختلفة في أنحاء أوكرانيا يوم الاثنين أظهرت أن روسيا لا تزال "قادرة بوضوح" على إلحاق الضرر.

ونوه فليمينغ إلى أن "الآلة العسكرية الروسية يمكنها إطلاق أسلحة؛ فلديها مخازن عميقة وكذلك خبرة .. هذا فضلا عن أنها منتشرة على نطاق واسع في أوكرانيا".

كما شدد المسؤول الاستخباراتي البريطاني على أن بلاده وحلفاءها يمرون بلحظة حاسمة في ما يتعلق بالصين.

وقال السير فليمينغ إن تكلفة الحرب الروسية على أوكرانيا فادحة من حيث الخسائر المادية والبشرية، لا سيما في ظل خسارة الروس مكاسب كانوا قد حققوها في بداية الحرب.

ويعتقد فليمينغ أن الشعب الروسي بدأ الآن يفهم المشاكل الناجمة عن حرب ذهب إليها بوتين باختياره، مشيرا إلى أن الروس "يرون الآن مدى سوء تقدير بوتين للوضع".

وقال فليمينغ عن الروس: "إنهم يفرّون من التجنيد، مدركين أنهم لم يعودوا قادرين على السفر. ويعلمون أن وصولهم للتكنولوجيا الحديثة والمؤثرات الخارجية، سيكون مقيّداً بشكل كبير".

وفي خطاب ألقاه في مارس/آذار الماضي، قال فليمينغ إن الاستخبارات كشفت أنّ بعض الجنود الروس في أوكرانيا رفضوا تنفيذ الأوامر، وخربوا معداتهم الخاصة، وأسقطوا طائرة تابعة لهم عن طريق الخطأ.

وكان للصين نصيب وافر من محاضرة السير فليمينغ، الذي وصف المملكة المتحدة بأنها تقف على مفترق طرق وأن المستقبل سيتحدد بناء على الطريق الذي ستختاره.

ويرى المسؤول البريطاني أن الحزب الشيوعي الصيني يستهدف التلاعب بوسائل التكنولوجيا التي يعتمد عليها الناس من أجل تعزيز نفوذه في الداخل والخارج ومن أجل خلق المزيد من الفرص للمزيد من المراقبة والرصد.

ونفى السير فليمينغ أن يكون بصدد التفكير في وقف استخدام الأطفال تطبيق التيك توك -الذي تملكه شركة صينية- لكنه في الوقت ذاته حذر الشباب بشأن مشاركة بياناتهم الشخصية عبر الإنترنت.

وحذر السير فليمينغ في محاضرته من سعي الصين لخلق "اقتصادات وحكومات تابعة"، وذلك عبر تصدير التقنية لبلدان حول العالم.

وفي ذلك يقول إن هذه البلدان إذْ تفعل ذلك فإنها تخاطر "برهن مستقبلها" عبر شراء تقنية صينية بـ "تكاليف غير معلنة".

ولفت السير فليمينغ إلى أن ذلك يشمل مجالات عدة تتضمن: معايير جديدة للإنترنت يمكن أن توفر أساليب تتبّع وسيطرة حكومية أكبر؛ والعملات الرقمية الصينية - التي يمكن استخدامها لمراقبة معاملات المستخدمين؛ ومحاولة التهرب من نوع العقوبات المفروضة على روسيا؛ وخططا لإنشاء نظام أقمار اصطناعية صيني يُخشى استخدامه في تتبع الأفراد.

ويرى المسؤول البريطاني أن سيطرة الصين على هذه المجالات ليست حتمية. وقال السير فليمينغ إن "تقنيتنا في المستقبل ستتميز بميزة استراتيجية ستتحدد وفق الخطوات التي سنخطوها معا كمجتمع".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: