إعلان

سيطرة طالبان واحتفالات بالنار.. كيف بدت أفغانستان غداة انسحاب أمريكا؟

01:36 م الثلاثاء 31 أغسطس 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

ما إن أُعلن عن خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان، حتى دخل مقاتلو حركة طالبان مطار كابول وأطلقوا الرصاص في الهواء احتفاءً بانتهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، بعد أن غزت القوات الأمريكية عام 2001 وأطاحت بحكم الإسلاميين المتشددين لدعمهم تنظيم القاعدة الإرهابي.
ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) صورة آخر جندي غادر أفغانستان، كريستوفر دوناهو، قائد الفرقة 82 المحمولة جوًا، خلال صعوده على متن طائرة شحن تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز "سي- 17".

وقالت البنتاجون إن صعود دوناهو على متن الطائرة العسكرية يمثل رسميًا "إنهاء المهمة الأمريكية في كابول".
في الصورة المُلتقطة بعدسة الرؤية الليلية، ظهر دوناهو وحيدًا يحمل سلاحه الناري، وخلفه حظيرة طائرات في مطار حامد كرزاي الدولي بكابول، بينما يستعد للصعود على متن الطائرة التي غادرت قبل دقيقة واحدة من منتصف ليل الثلاثاء في أفغانستان، وهو الموعد النهائي الذي حدده الرئيس جو بايدن لسحب جميع القوات الأمريكية من البلاد.

وأدار دوناهو والقائد المتقدم للقوات الأمريكية في أفغانستان الأدميرال بيتر فاسيلي عملية الإجلاء التي بدأت في 14 أغسطس الجاري، وأخلت أكثر من 122 ألفًا، بينهم 6 آلاف مواطن أمريكي.

احتفال طالبان

وفور الانسحاب الأمريكي الكامل من أفغانستان، فرضت طالبان سيطرة كاملة على مطار كابول الدولي. وجابت مركبات الحركة ذهابًا وإيابًا المدرج الوحيد للمطار.

وسار مقاتلو طالبان المدججون بالسلاح، يتقدمهم المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، عبر حظائر الطائرات قبل الفجر، مارّين ببعض المروحيات السبع من طراز (سي إتش-46)، والتي استخدمتها وزارة الخارجية الأمريكية في عمليات الإجلاء قبل جعلها غير قابلة للتحليق.

كما دخلت مجموعة من مقاتلي طالبان إلى حظيرة الطائرات في مطار كابول، وتفحّصوا ما خلّفه الجيش الأمريكي، حسبما أظهر مقطع فيديو نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وبعد الاستيلاء على المطار، احتفل أنصار طالبان في أنحاء كابول، وبدا مقاتلو الحركة في حالة معنوية عالية يصافحون الناس والسائقين والركاب.
وأظهرت مشاهد من كابول، في الساعات الأولى من الثلاثاء، أنصار الحركة يطلقون نيران بنادقهم في الهواء احتفالا برحيل القوات الأجنبية. كما أزيلت جميع نقاط التفتيش، باستثناء واحدة، في الطريق المؤدية إلى المطار، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويعد ضمان أمن مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، الذي ملأت أغلفة الرصاص الفارغة جميع مداخله، قضية رئيسية، وقد صرحت طالبان مرارًا وتكرارًا بأنها لن تقبل أي وجود عسكري أجنبي في أفغانستان، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

"لحظة نصر"

ونشر موقع دعائي لطالبان، مقاطع لقادة الحركة في المطار. وفي إحداها، مجاهد وهو يشكر مجموعة من مقاتلين الحركة على جهودهم ويهنئهم على "نيلهم الاستقلال".
وقال مجاهد "أهنئكم والأمة الأفغانية. وأتمنى ألا يتم غزو بلدنا مرة أخرى. نريد السلام والازدهار ونظامًا إسلاميًا حقيقيًا. هذه لحظة نصر رائعة".
كما حث مقاتلي طالبان على "التعامل بمحبة ولطف" مع الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير، مضيفا "كونوا حذرين في كيفية التعامل مع شعبكم، فنحن خدامهم. ولم نفرض أنفسنا عليهم".

كما هنّأ المتحدث باسم حركة طالبان في مكتب قطر، محمد سهيل شاهين، بانسحاب آخر جندي بالقوات الأمريكية من أفغانستان، مُغردًا عبر تويتر: "نالت بلادنا استقلالها الكامل ولله الحمد.. مبروك".
والتقطت ما تُعرف بوحدة القوات الخاصة التابعة لطالبان "بدري 313" الصور داخل المطار، وهي تلوّح بالبنادق الأمريكية وترفع الراية البيضاء للحركة.

كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعلن ليل الاثنين/ الثلاثاء، بعيد إنجاز قوات بلاده انسحابها من أفغانستان، أنّ الولايات المتّحدة "ستعمل" مع حركة طالبان إذا "وفت بتعهّداتها".
وفي وقت سابق، قال الرئيس جو بايدن إن مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان قد أنجزت قبل سنوات بمقتل أسامة بن لادن وإهانة القاعدة.

نزع السلاح وتعطيل الطائرات

وقال مسؤولون إن الجيش الأمريكي حرص على تعطيل طائراته ومركباته المسلحة التي تركت في مطار كابل قبل أن تغادر ليل الاثنين.
وقال قائد البعثة الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، إن القوات "نزعت السلاح" من 73 طائرة و70 عربة تكتيكية مصفحة و27 عربة همفي حتى لا تستخدمها طالبان.
وأضاف أن "تلك الطائرات لن تطير مرة أخرى، ولن يتمكن أي شخص من تشغيلها".

كما أقدمت القوات أيضًا على تعطيل نظام الدفاع الصاروخي عالي التقنية C-RAM المضاد للصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، التي استُخدمت لحماية المطار من الهجمات الصاروخية.

وساعد هذا النظام في صد هجوم بخمسة صواريخ نفذه تنظيم داعش إرهابي قرب مطار كابول الاثنين.
كان الغزو الأمريكي لأفغانستان جاء بذريعة القضاء على الجماعات الإرهابية التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وقتل على مدار السنوات العشرين منذ الغزو الأمريكي حوالي 2461 أمريكيا بين مدني وعسكري علاوة على إصابة حوالي 20 ألف أمريكي في أفغانستان في تلك الفترة.

وسيطرت طالبان على أفغانستان في 14 أغسطس الجاري بعد أن سقطت العاصمة كابول في أيدي الجماعة المسلحة دون قتال، وهو ما جاء استكمالا لسيطرة طالبان على أغلب أراضي البلاد مع بدء الانسحاب الأمريكي الذي يمثل يوم 31 أغسطس نهايته الرسمية.

فيديو قد يعجبك: