إعلان

تحدث مرة كل 100 عام.. ما سبب فيضانات ألمانيا الكارثية؟ (صور)

03:37 م الخميس 15 يوليه 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

في حادث نادر لا يألفه الألمان بالعادة في فصل الصيف، تشهد ألمانيا، وتحديدًا في غربها، وجنوب غربها، حالة من سوء الأحوال الجوية أفضت إلى أمطار غزيرة، وفيضانات عارمة وُصِفت بـ"الكارثية"، وأثارت صدمة وفزعًا السلطات.

وأوقعت الفيضانات في ولايتي "راينلاند بالاتينات، نورد راين فيستفالن"، الواقعتين غرب ألمانيا، ما لا يقل عن 42 قتيلًا حتى الآن، فيما لا يزال العشرات في عِداد المفقودين. كما تسببت في انهيار منازل، واقتلاع أشجار، وغرق طرق وسيارات، وعرقلة حركة القطارات.

بحسب تقارير محلية، عُثر على 7 قتلى في عدة أماكن داخل ولاية "نورد راين فيستفاليا"، وأُعلن عن مصرع رجلي إطفاء خلال عمليات الإنقاذ، كما عُثِر على جثتين في مدينة زولنجن، وأًبلِغ عن وفيات في منطقة راينباخ وفي مدينة كولونيا.

وقال متحدث باسم شرطة كوبلنز، إن الأحوال الجوية السيئة أوقعت 4 قتلى بمنطقة ارفايلر في إيفيل، وهي منطقة بركانية من التلال والوديان الصغيرة جنوب غرب كولونيا.

وفي بلدة شولد، جنوب بون، وانهارت 6 منازل تقع على ضفاف نهر، أحصت الشرطة 70 مفقودًا حتى اللحظة، فيما تبدو منازل أخرى مهددة بالانهيار.

ما سبب الفيضانات؟

نتجت الفيضانات التي تحدث مرة واحدة كل 100 عام وتسببت فيها عاصفة "بيرنت"، عن نظام طقس منخفض الضغط بطيء الحركة، أدى إلى هطول 148 لترًا من الأمطار لكل متر مربع في غضون 48 ساعة، في جزء من ألمانيا يشهد عادة حوالي 80 لترًا من الأمطار خلال شهر يوليو بأكمله.

وأصدرت هيئة الأرصاد الألمانية تحذيرًا من سوء الأحوال الجوية في أجزاء من ثلاث ولايات غربية، بينما أعلنت مدينة هاجن، البالغ عدد سكانها 180 ألف نسمة، حالة الطوارئ بعد أن فاض نهر "فولم"، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وحذر فريق التصدي للأزمات في هاجن، من وصول منسوب المياه خلال الساعات المقبلة إلى مستويات لا تتكرر إلا مرة كل ربع قرن، مناشدًا من يعيشون قرب أنهار المدينة بالانتقال إلى أراض أكثر ارتفاعًا على الفور، حسبما أفادت محطة (دبليو.دي.آر) العامة.

وتوقعت خدمة الأرصاد الجوية الألمانية "دي دبليو دي" انخفاض هطول الأمطار اليوم الخميس.

أمر غير مُعتاد

وقال بيرند ميليج، المسؤول البيئي في ولاية "نورد راين فستفاليا"، وهي أكثر المناطق تضررًا بالفيضانات: "عادة ما نشهد مثل هذا الوضع في الشتاء فقط". وأضاف: "إن أمرًا كهذا، وبهذه الشدة، يعد غير معتاد بالمرة في الصيف".

وأدت الأمطار الغزيرة إلى ارتفاع مستوى مياه الأنهار، واقتلعت الأشجار، وأغرقت الطرق والمنازل بالمياه.

وقال مالو درير، عميد ولاية راينلاند بالاتينات: "ثمة قتلى ومفقودين ومئات ما زالوا في خطر. لم نشهد قط مثيلًا لهذه الكارثة. إنها مدمرة حقًا".

في غضون ذلك يحاول رجال الإنقاذ إجلاء المنكوبين الذين لجأوا إلى أسطح منازلهم. لكن طرقًا عدة أغلقت ما يعقد سير العمليات.

وقال متحدث باسم شرطة كوبلنز لوكالة "رويترز" إن "عددًا غير واضح" من الناس مُحاصرين على أسطح منازلهم المتضررة من الفيضانات في انتظار الإنقاذ.

وأشار إلى وجود "العديد من الأماكن التي تم فيها نشر فرق الإطفاء وعمال الإنقاذ"، مُضيفًا: "ليست لدينا صورة دقيقة للغاية حتى الآن عن الأعداد؛ لأن إجراءات الإنقاذ لا تزال جارية".

وأعلنت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجرت كرامب-كارنباور، تقديم دعم سريع من الجيش الألماني للمناطق التي تشهد كارثة سوء الأحوال الجوية والفيضانات في غرب وجنوب غرب ألمانيا.

وكتبت كرامب-كارنباورعلى تويتر، الخميس: "إننا نفكر اليوم في جميع من أصابهم سوء الأحوال الجوية والفيضانات... الجيش الألماني يساعد سريعًا، ودون تعقيدات في مدينتي هاجن وآرنفايلر بإجمالي 300 فرد من جندياته وجنوده".

كارثة مدمرة

ولا يزال حجم الضرر الحقيقي غير واضح، مع انقطاع إمدادات الكهرباء عن عديد من القرى والمدن بسبب مياه الفيضانات والانزلاقات الأرضية، وفق "الجارديان".

وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سيارات تطفو في الشوارع ومنازل منهارة جزئيًا في بعض الأماكن.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المنطقة بعد أيام من هطول الأمطار الغزيرة.

وشهدت مناطق واسعة من غرب ووسط ألمانيا، ودول مجاورة هطول أمطار غزيرة، ما تسبب في أضرار واسعة النطاق. كما تضرر 200 ألف شخص من انقطاع التيار الكهربائي في الولايتين الغربيتين. وفي ليفركوزن، أُجلي أكثر من 468 مريضًا من المستشفيات المحلية بعد انقطاع الكهرباء.

وأمرت السلطات في مقاطعة راين-زيغ جنوب كولونيا بإخلاء عدة قرى أسفل خزان شتاينباشتال، وسط مخاوف من احتمال انهيار السد هناك أيضًا.

وانتشر الجيش في أنحاء ولاية شمال الراين-ويستفاليا أمس الأربعاء لمساعدة السكان الذين تقطعت بهم السبل وتعطل النقل البري والبحري في الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد، وتم إجلاء مئات الأشخاص.

وكان مُتوقعًا أن يزور الحاكم أرمين لاشيت، الذي يخوض الانتخابات الألمانية المقررة في الخريف لخلافة أنجيلا ميركل في منصب المستشارية، مدينة هاجن التي ضربتها الفيضانات في وقت لاحق اليوم الخميس.

فزع وصدمة

وأثارت الفيضانات فزع وصدمة المسؤولين في ألمانيا.

أعرب مرشح الاشتراكيين الديمقراطيين بألمانيا، أولاف شولتس، عن فزعه حيال عواقب سوء الأحوال الجوية والفيضانات في غرب ألمانيا.

وغرّد أولاف شولتس، الذي يشغل منصب وزير المالية الاتحادي بألمانيا ونائب المستشارة أنجيلا ميركل، الخميس، عبر تويتر: "الأخبار عن الفيضانات صادمة... من المهم حاليا تحقيق مساعدة سريعة".

وتوجه شولتس بخالص الشكر لجميع قوات الإنقاذ التي تخاطر بحياتها في ظل هذه الظروف، وقال: "أعرب عن تعاطفي لجميع المفقودين والضحايا وذويهم، وكذلك جميع من غمرت المياه منازلهم".

وكذلك أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن صدمتها إزاء الفيضانات، وقدّمت تعاطفها مع ذوي الضحايا والمفقودين، متوجهة بالشكر للعاملين الذين يساعدون في إنقاذ الموقف هناك.

فيديو قد يعجبك: