إعلان

على شفا الحرب.. ماذا يحدث بين المغرب والجزائر؟

09:22 م السبت 05 يونيو 2021

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

لسنوات، كانت الصحراء الغربية تمثل محور الأزمة الكبرى بين الجارتين المغرب والجزائر، والتي وصلت إلى ذروتها في السنوات الأخيرة، خاصة مع اعتراف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بتبعية الصحراء الغربية إلى المغرب.

تصاعدت الأزمة مؤخرا، بعد تصريحات حديثة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لمجلة "لوبوان" الفرنسية، والتي نظر إليها البعض باعتبارها تزيد من تعقيد الأزمة مع المغرب، خاصة وأنه حذّر من قيام المملكة بـ"الاعتداء على" جارتها، في وقت يرى فيه محللون مغربيون أنها محاولة من عبد المجيد تبون لتشتيت الانتباه عما يحدث داخل البلاد.

نظرة إلى الوراء

تمتد الصحراء الغربية على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة. وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.

ويقول المغرب الذي يسيطر على ثمانين في المئة من أراضي الإقليم إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب" المعروفة باسم "البوليساريو" بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.

وذكرت "بي بي سي"، أن النزاع بدأ فعليا عام 1975، عندما وقعت إسبانيا قبل جلائها من الصحراء الغربية، اتفاقية مدريد مع كل من المغرب وموريتانيا، والتي اقتسم بموجبها البلدان الجاران الصحراء، لكن الصحراويين المسلحين الذين أسسوا جبهة البوليساريو، رفضوا الاتفاقية وواصلوا مطالبتهم بالانفصال.

وتعتبر أزمة الصحراء الغربية واحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العالم.، إذ لجأ خلال هذه الحرب الكثير من الصحراويين إلى الجزائر حيث يقيمون في مخيمات منذ عقود.

إسبانيا تستضيف زعيم البوليساريو

مؤخرا، أعلنت السلطات الإسبانية استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، لتلقي العلاج، والمثول أمام المحكمة للرد على ادعاءات بالاغتصاب.

استضافة إسبانيا لزعيم البوليساريو، خلقت أزمة مع المغرب، الذي أعرب عن انتقاده وتنديده الشديدين وطالب بفتح تحقيق في الحادث.

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، في أول تصريح رسمي عقب تداعيات أحداث سبتة المحتلة، إن المغرب لا يقبل بازدواجية الخطاب والمواقف من طرف مدريد.

وأضاف الوزير المغربي، في تصريح صحفي، إنه يتعين على مدريد أن تعي بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وعلى بعض الأوساط في إسبانيا أن تقوم بتحديث نظرتها للمغرب.

وتابع أن "‏الهجوم الإعلامي الإسباني تجاه المغرب على أساس أخبار زائفة، لا يمكن أن يخفي السبب الحقيقي للأزمة، وهو استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة، ويتعين على مدريد أن تتحلى بالشفافية إزاء الرأي العام الإسباني".

ومنذ أيام، استقبلت الجزائر زعيم جبهة البوليساريو، لاستكمال رحلة علاجه، قادما من إسبانيا.

"جمهورية القانون"

نشرت الرئاسة الجزائرية، الأربعاء الماضي، مقطع فيديو يوثق لحظة زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لزعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، الذي يخضع للعلاج في مستشفى بالعاصمة الجزائرية.

وظهر غالي في الفيديو مستعينا بجهاز تنفس أثناء تبادله أطراف الحديث مع تبون ورئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة.

وأوضح تبون خلال الزيارة أن "الجزائر لم تتخل يوما عن قضايا الحق منذ استقلالها"، وأضاف مخاطبا غالي: "لقد أعطيتم صورة للعالم أن الجمهورية الصحراوية هي جمهورية الحق والقانون".

من جهته، أكد غالي أن صحته "في تطور إيجابي" بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، مضيفا: "سأعود للميدان قريبا".

حدود مغلقة وتحذير للنظام الملكي

في مقابلة مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، الخميس الماضي، وجّه الرئيس الجزائري تحذيرات بشأن أي تفكير في الاعتداء على الجزائر، مؤكدا أن الحدود البرية مع المغرب ستبقى مغلقة.

واعتبر تبون أنه "منذ فترة طويلة والمغرب هو المعتدي دائما"، مضيفا "القطيعة تأتي من المغرب، وبالضبط من النظام الملكي وليس الشعب المغربي الذي نحترمه".

وكان لافتا قوله: "نحن لن نهاجم قَطّ جارنا، لكننا سننتقم إذا تعرضنا للهجوم، لكني أشك في أن المغرب سيحاول ذلك، خاصة وأن ميزان القوى على ما هو عليه".

"تبون بلع فمك"

تصريحات الرئيس الجزائري، تسببت في تصاعد حدة الاستفزازات عقب انكشاف تورط النظام الجزائري رفقة حكومة بيدرو سانشيز في إدخال زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى إسبانيا بجواز سفر جزائري مزور يحمل اسما مستعارا، قبل أن يعود لإكمال رحلته العلاجية بأحد المستشفيات الجزائرية ويحظى بزيارة الرئيس الجزائري إلى جانب الجنرال شنقريحة.

تفاعلاً مع التصريحات النارية لتبون، أطلق نشطاء مغاربة هاشتاغ "تبون بلع فمك" و"الملكية تاج فوق رؤوس المغاربة" مؤكدين تشبث الشعب المغربي بالملكية، ومعربين عن رفضهم لما جاء في حوار الرئيس الجزائري.

ونشر صفحات وحسابات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً للعاهل محمد السادس وشعار المملكة المغربية "الله، الوطن، الملك"، وفي الخلفية صور ملوك مغاربة سابقين، تعبيراً من المدونين على أن "الملكية تاج فوق رؤوس المغاربة قاطبة".

فيديو قد يعجبك: