إعلان

هل تصل جرائم القوات الإثيوبية في تيجراي إلى مستوى "الإبادة الجماعية"؟

11:56 م السبت 29 مايو 2021

الجيش الإثيوبي في تيجراي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(وكالات)
بعد نحو ٦ أشهر من الصراع في إقليم تيجراي الإثيوبي والفظائع التي ارتكبتها القوات الإثيوبية بحق سكان الإقليم بأوامر من رئيس الحكومة آبي أحمد، التي يصل بعضها إلى مستوى "الإبادة الجماعية" وفقًا لمنظمات دولية وأممية، خرج بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية البابا أبونا ماتياس وهو من عرق التيجراي، ليصرح بحدوث إبادة جماعية ممنهجة في الإقليم.

وتصر إثيوبيا على الرفض المستمر للتقارير الدولية عن الفظائع الجماعية وتزعم أنها مبالغ فيها وذات دوافع سياسية، وهي من نفت سابقًا وجود قوات إريترية في الإقليم لمساندة نظيرتها الإثيوبية في حربها على الإقليم ثم تراجعت عن النفي وأقرت بوجودها دون دعوة صريحة لخروجها.

البابا الإثيوبي الذي ظل صامتًا لنحو ٦ أشهر قبل أن يُسرب مقطع فيديو في الأسبوع الأول من مايو الجاري، مدته ١٤ دقيقة يتهم خلاله الحكومة الإثيوبية بالسعي إلى "تدمير" تيجراي، وقال باللغة الأمهرية: "إنهم يعملون ليلا نهارا لتدمير تيجراي. لا يتوقفون عندما يتعلق الأمر بإبادة شعب تيجراي. هناك مجازر في جميع أنحاء تيجراي. يريدون مسح شعب تيجراي من على وجه الأرض".

وبعد أسابيع من مقطع الفيديو الذي يُعد تصرفًا نادرًا ما يصدر عن الكنيسة الأرثوذكسية وهي أكبر مجتمع ديني في إثيوبيا، وتضم أكثر من 40 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 110 ملايين نسمة، أثار البابا جدلاً جديدًا بوصفه لما يحدث بأنه "إبادة جماعية" وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

"لقد كان فمي مغلقًا طوال الفترة الماضية بسبب الخوف"، بتلك الكلمات وصف البابا حالته خلال الفترة الماضية من الصراع في البلاد، مضيفًا أن الإبادة الجماعية ترتكب في الإقليم على يد القوات الحكومية.

وفي تعارض مع التسلسل الهرمي التقليدي للكنيسة الإثيوبية، نأى مجلس الأساقفة بنفسه عن بيان البطريرك، وسط محاولات من شتات التيجراي في العالم لتنظيم احتجاجات في عواصم العالم ووسائل التواصل الاجتماعي، للمطالبة بوصف ما يرتكب بحق شعب تيجراي بأنه "إبادة جماعية".

ما هي الإبادة الجماعية؟
وفقًا ل"بي بي سي" فإن المحامي البولندي رافائيل ليمكين وهو من أصل يهودي، اخترع المصطلح لوصف الجرائم الفظيعة الفريدة التي ارتكبها النازيون ضد شعوب بأكملها، ثم أضفت الأمم المتحدة الطابع الرسمي على اتفاقية الإبادة الجماعية في 1948، ما جعل المصطلح يحوز على مكانة خاصة في كتب القانون الدولي. وجرائم الإبادة الجماعية هي "التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بصفتها هذه".

تؤكد التقارير الدولية الصادرة عن النزاع، أن قوات آبي أحمد ارتكبت فظائع وجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن استخداظ وسائل إعلام إثيوبية لغة مهينة لتشويه سمعة جميع التيجرايين وتستخدم الكلمات "اللاإنسانية" مثل "ضباع النهار" و"الآخرين غير المألوفين".

وأشارت تقارير أخرى عن عمليات تطهير انتقائي عرقي للتجيرايين من الوظائف الحكومية والجيش، وفرض قيود على سفرهم وأعمالهم وإقامتهم. بالإضافة لعمليات الاغتصاب الجماعي التي وثقتها منظمات دولية زارت الإقليم.

هل يمكن رفع قضية بشأن الإبادة الجماعية؟

وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية فيمكن رفع قضية في المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب الإبادة الجماعية في الإقليم، وحتى تنظر المحكمة في القضية سيتطلب قرارًا من مجلس الأمن التابع، وهو أمر مستبعد جدًا نظرًا للشكوك الأفريقية بشأن المحكمة واعتراضات الصين وروسيا المحتملة.

وتقول "بي بي سي" إن عمليات تطهير انتقائي عرقي للتيجرايين من الوظائف الحكومية والجيش، وفرض قيود على سفرهم وأعمالهم وإقامتهم. ليست شنيعة مثل القتل أو الاغتصاب أو التجويع لكنها مهمة لبناء قضية للإبادة الجماعية.

وتشير إلى احتمالية أخرى للمحاكمة، عن طريق محاكمة إثيوبي يحمل جنسية دولة أخرى، بسبب تصريحات في وسائل الإعلام يمكن اعتبارها تحريضًا أو قد تكون هناك مذكرة توقيف صادرة عن قاضي من دولة ذات اختصاص قضائي عالمي مثل فرنسا أو بلجيكا.

ووسط أزمة تيجراي التي دخلت في شهرها السابع، تصاعد العنف مؤخرًا في إثيوبيا بين عرقيات مختلفة بسبب نزاعات حدودية مع تبادل الاتهامات بارتكاب فظائع من عرقيات الأورومو والأمهرة والصوماليين والجوموز، وتصر كل عرقية على أنها تواجه "إبادة جماعية" ما جعلها تدق ناقوس الخطر في إثيوبيا، لكنها لا توضح مسار عمل واضح، وفقًا لـ"بي بي سي".


وخلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي -الخميس الماضي- تم عقد مقارنة بين ما يجري في تيجراي الإثيوبية وما حدث في إقليم دارفور بالسودان حينما وصفت واشنطن ما حدث في الإقليم السوداني بأنه "إبادة الجماعية"، وقالت وزارة الخارجية في الجلسة إن فريقًا قانونيًا يحقق ما إذا كانت الفظائع في تيجراي ترقى إلى مرتبة الجرائم ضد الإنسانية.

فيديو قد يعجبك: