إعلان

كورونا| حان وقت ارتداء الكمامة في المنزل.. لماذا أوصت الهند مواطنيها بذلك؟

11:20 ص الثلاثاء 27 أبريل 2021

تفاقم الوضع في الهند

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

فيما تشهد الهند ارتفاعًا شرسًا وغير مسبوق في أعداد المُصابين بكوفيد 19، أغرق المستشفيات ومحارق الجثث التي باتت تعمل بكامل طاقتها وسط نقص حاد في إمدادات الأكسجين، أوصت الحكومة الهندية المواطنين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة بارتداء الكمامة حتى داخل المنزل.

وقال رئيس فريق العمل المعني بمواجهة فيروس كورونا في الهند، الدكتور فينود كومار بول، أمس الاثنين، إن "الوقت قد حان لكي نبدأ في ارتداء الكمامة في المنزل حتى لو لم يكن هناك إصابات لأحد أفراد الأسرة"، في الوقت الذي سجّلت فيه 352 ألفًا و991 إصابة جديدة و2812 وفاة خلال 24 ساعة.

وأضاف بول في مؤتمر صحفي أمس الاثنين: "إذا كانت هناك حالة كورونا إيجابية داخل أي أسرة، فمن المهم جدًا أن يرتدي المُصاب قناعًا (كمامة) حتى داخل المنزل لأنه يمكن أن ينقل العدوى لباقي الأفراد".

ما سبب التوصية؟

ينتقل الفيروس المُسبب لمرض كوفيد 19 بشكل أساسي من خلال قطرات الجهاز التنفسي، والتي تنتشر في الهواء عندما يسعل شخص ما أو يعطس أو يتحدث أو يصرخ أو يغني. يمكن أن تهبط هذه القطرات بعد ذلك في أفواه أو أنوف الأشخاص المجاورين، أو يتم استنشاقها.

الخطير في الأمر أن الأعراض لا تظهر على عدد كبير من الأشخاص؛ لذلك يمكن للمُصابين بدون أعراض أن يستمروا في نشر العدوى بالمنزل بوتيرة أسرع.

وحذّر الدكتور بول من أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض يُمكنهم نشر العدوى لغيرهم بمجرد أن "يتحدّثوا". الأمر الذي يُفسر سبب إصابة عائلات بأكملها في الهند، في هذه الموجة الشرسة، رغم التزامهم بالبقاء داخل المنزل، بحسب صحيفة "إنديان إكسبريس" الهندية.

لكن لماذا في الموجة الثانية تحديدًا؟

ظهرت على نسبة كبيرة من السكان المعرضين للخطر في الهند أعراض شديدة بما في ذلك ضيق التنفس، واحتاج الكثير الكثير منهم العلاج في المستشفى. وأدت الزيادة المرتفعة للغاية في متطلبات أسِرّة الأكسجين إلى إرباك البنية التحتية الصحية للهند.

وتهدف الأقنعة (الكمامات) بشكل أساسي إلى حماية الآخرين من كورونا (كوفيد 19) وليس فقد مُرتديها. لذلك، لا تهدف توصية الحكومة الهندية إلى الحد من انتقال العدوى فقط، بل ترمي أيضًا إلى حماية الأشخاص الأكثر عُرضة للخطر.

ووفق "إنديان إكسبريس"، فثمّة نتيجتان يُمكن الوصول إليهما بتحقيق تلك التوصية؛ الأولى حماية كبار السن وذوي الأمراض المزمنة بشكل كبير، حتى لو كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بعدوى بدون أعراض. والثانية، الحد من تفشي الفيروس بين العائلات وهو ما يُميز هذه الموجة عن سابقتها في الهند.

هل استندت التوصية الهندية إلى أي إرشادات صحية عالمية؟

نعم، استشهدت الحكومة الهندية ببيانات من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بولاية كارولينا الشمالية، أفادت بوجود خطر ضئيل لانتقال العدوى على مسافة 6 أقدام بين شخصين حتى إذا كانا يرتديان كمامة.

وفقًا للبيانات المذكورة، يكون الخطر 1.5 بالمائة (منخفضًا) عندما يرتدي كلا الشخصين كمامات، و5 بالمائة (متوسطًا) عندما يرتدي الشخص المصاب فقط كمامة، و30 بالمائة (مرتفعًا) إذا كان الشخص المصاب لا يرتدي كمامة والمخالط له يرتديها، و90 بالمائة (مرتفعًا جدًا) عندما لا يرتدي الشخص المصاب أو غير المصاب كمامة.

وفي ديسمبر الماضي، أوصت منظمة الصحة العالمية بارتداء الكمامات في المنازل لمنع الإصابة بفيروس عند استقبال زوار، إن لم يكن من الممكن الحفاظ على التباعد البدني بين الحضور. وتضمنت التوصية ارتداء الكمامات داخل المنازل عندما لا يكون واضحًا ما إذا كانت تتم تهوية الغرفة بشكل صحيح.

هل صدرت توصيات مماثلة في دول أخرى؟

قدّمت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والحماية منها (سي دي سي) توصية مماثلة تقريبًا. قالت إنه يجب الاستمرار في ارتداء الكمامة بالإضافة إلى الابتعاد عن بعضها بمسافة 6 أقدام على الأقل، خاصةً عندما تكون في داخل المنزل مع أشخاص غرباء.

وشدد المركز الأمريكي على ضرورة ارتداء كبار السن، على وجه التحديد، كمامات عندما يكونون متواجدين بالقرب من أشخاص لا يعيشون معهم في منازلهم. مما يعني أنه في حالة استضافة شخص في المنزل، يحتاج الفئات الأكثر عُرضة للخطر لارتداء كمامة لتقليل خطر انتقال العدوى.

هل أظهرت أي دراسة أخرى فوائد لارتداء الكمامة داخل المنزل؟

نعم. وجدت دراسة أجريت على العائلات الصينية في بكين قبل نشرها في المجلة الطبية البريطانية، أن ارتداء الكمامة داخل المنزل الداخلي فعال بنسبة 79 بالمائة في الحد من انتقال العدوى - ولكن فقط قبل ظهور الأعراض، بحسب "إنديان إكسبريس" الهندية.

وجدت الدراسة التي شملت 335 شخصًا داخل 124 عائلة في بكين أن خطر انتقال العدوى في المنزل كان أعلى 18 مرة مع الاتصال الوثيق اليومي المتكرر بالحالة المُصابة، وأن ارتداء الكمامة من قبل الحالة والمخالطين لها من أفراد العائلة - قبل ظهور الأعراض الأولية- كان فعالاً بنسبة 79 بالمائة في الحد من انتقال العدوى. ومع ذلك، فإن ارتداء الكمامة بعد ظهور المرض لم يكن وقائيًا بشكل كبير.

وأشارت نتائج تلك الدراسة إلى ضرورة "الاستخدام العالمي للكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي، ليس فقط في الأماكن العامة، ولكن داخل المنازل بين أفراد الأسرة المُعرّضين لخطر الإصابة"، الأمر الذي يدعم الاستخدام الشامل للكمامات، ويقدم إرشادات أيضًا للحد من مخاطر الإصابة للعائلات التي تعيش مع شخص مُصاب معزول أو في حجر صحي، وأسر العاملين الصحيين الذين قد يواجهون مخاطر مستمرة.

فيديو قد يعجبك: