إعلان

عودة الإنترنت وسط استمرار احتجاجات ميانمار ضد الانقلاب العسكري

08:57 م الأحد 07 فبراير 2021

انقلاب ميانمار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (بي بي سي)

‏خرج عشرات الآلاف من المواطنين في عدد من مدن ميانمار في مظاهرات حاشدة لليوم الثاني على التوالي احتجاجًا على الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد قبل أيام، وذلك في إطار ما يمكن اعتباره أكبر موجة احتجاجية تشهدها البلاد في عشر سنوات.

وردد المتظاهرون هتافات منددة بتدخل الجيش في الساحة السياسية منها "لا نريد ديكتاتورية الحكم العسكري" كما حملوا صور المعتقلين وعلى رأسهم الزعيمة، أونغ سان سوتشي، وارتدوا الزي الأحمر اللون المميز لحزبها السياسي.

وبدأت خدمة الإنترنت في العودة بعد انقطاع شهدته ليوم واحد في مناطق احتشاد المتظاهرين، وهو ما زاد من حدة الغضب في تلك الاحتجاجات.

وأعلن الجيش انقلابه على السلطة مستندا إلى مزاعم، لا تتوفر عليها أدلة، بأن انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني شهدت ممارسات تزوير.

وأعلن الحاكم العسكري حالة طوارئ لمدة سنة، كما نشر قواته في العاصمة نايبيداو لتحصينها.

ويخضع أغلب قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة أونغ سان سوتشي علاوة على رئيس الجمهورية، وين مينت، لإقامة جبرية منذ الانقلاب وإعلان الأحكام العرفية.

وقد ارتدى المتظاهرون في مدينة يونغ في ميانمار زيا أحمر يٌميز حزب المؤتمر الوطني بقيادة رئيسة الوزراء، وحملوا البالونات الحمراء بينما أبطأت السيارات والحافلات العامة من سرعتها في شوارع المنطقة مشغلة أبواقها تعبيرا عن دعم الاحتجاجات.

ولوح كثيرون بإشارة الأصابع الثلاثة في دلالة على معارضة الحكم السلطوي في المنطقة.

ولم يمنع انقطاع الإنترنت من توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى مناطق هامة في ميانمار رافعين لافتات تحمل عبارة "احترموا أصواتنا" في إشارة إلى الفوز الساحق للحزب الحاكم في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وتعد هذه المظاهرات الأكبر في البلاد منذ ثورة الزعفران التي انطلقت عام 2007 عندما شارك الآلاف من الرهبان في المظاهرات ضد تسلط العسكر.

ونشر الجيش قوات لمكافحة الشغب في زيهم الكامل في التقاطعات المهمة وقرب جامعة يانغون، لكن لن ترد تقارير حتى الآن عن اندلاع أعمال عنف في المنطقة رغم اتجاه آلاف المتظاهرين إلى مزار سولا باغودا في محيط الجامعة.

وقال أحد المتظاهرين لبي بي سي إن "أولا، لا نريد العودة إلى الحكم العسكري، لا نريد نعيش في خوف. ثانيا، نريد إطلاق سراح الأم سو لأن احتجازها غير عادل".

وقال متظاهر آخر إن أونغ سان سوتشي: "هي زعيمتنا الحقيقية، إنها الأمل الوحيد لديمقراطيتنا، وإذا ماتت أو حدث لها أي مكروه ماذا سيحمل لنا المستقبل؟ نحن في حاجة ماسة إلى عودتها".

وأضاف: "الاحتجاج ليس النهاية، سنتجمع (كل يوم) حتى نتحرر من الديكتاتورية".

وشهدت مدن نايبيداو وماولامين وماندالاي، ثاني أكبر مدن ميانمار، احتجاجات على نطاق أضيق.

كما أشارت تقارير إلى سماع دوي طلقات نار في مدينة مياوادي، لكنها لم تذكر وقوع أي إصابات.

وقال شهود عيان لوسائل إعلام محلية إن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطي في تفريق مسيرة شهدتها المدينة.

عودة الإنترنت

قال مرصد نيتبلوك لمتابعة شؤون خدمات الإنترنت إن الخدمت عادت إلى ميانمار بنسبة 50 في المئة حوالي الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي للبلاد، لكنه أشار إلى أن شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي لا تزال محجوبة.

ونددت منظمة العفو الدولية بقطع خدمات الإنترنت عن ميانمار، واصفة ما حدث بأنه "شنيع ومستهتر". كما طالبت بإعادتها فورا مؤكدة أن استمرار قطعه يعرض حريات البشر للانتهاك.

وطالب المبعوث الخاص للأمم المتحدة، توماس أندرو، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعقد جلسة خاصة "لتسوية الأزمة"، مؤكدا أن على "المجلس العسكري أن يتنحى الآن".

وشن الجيش الانقلاب بالتزامن مع بدء جلسات البرلمان بعد الانتخابات العامة التي حصل فيها حزب المؤتمر الوطني على نحو 80 في المائة من المقاعد، وذلك أثناء مشاهدة آلاف المواطنين الجلسة عبر البث الحي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الذي يعتبر المصدر الأساسي للمعلومات والأخبار في البلاد.

نبذة عن ميانمار

تقع ميانمار في جنوب شرق آسيا، ويبلغ عدد سكانها 54 مليون نسمة، ولها حدود مشتركة مع بنغلاديش، والهند، والصين، وتايلاند، ولاوس.

وظلت البلاد تحت سيطرة حكم عسكري، بشكل مباشر أو غير مباشر، في الفترة من عام 1962 إلى 2011، مما عرض البلاد إلى إدانة على المستوى الدولي وعقوبات دولية.

وشنت أونغ سان سوتشي حملات للمطالبة بالإصلاح الديمقراطي. وبدأ التحرر تدريجيا من الحكم العسكري في 2010 رغم احتفاظ الجيش بنفوذ سياسي قوي.

ووصلت حكومة بقيادة سوتشي إلى سدة الحكم في 2015، لكن البلاد شهدت هجمات على أقلية الروهينغا المسلمة بعد عامين فقط من حكم سوتشي، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من تلك الأقلية إلى دولة بنغلاديش.

وكانت تلك الهجمات سببا في تصدع العلاقات بين رئيسة الوزراء أونغ سان سوتشي وداعميها السابقين في المجتمع الدولي بعد أن رفضت إدانة الهجمات ضد المسلمين أو حتى وصفها بالتطهير العرقي. رغم ذلك، لا تزال سوتشي تتمتع بقدر كبير من الشعبية على المستوى المحلي في بلادها.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: