إعلان

"سرقة أم اغتيال؟".. لغز جريمة قتل الناشطة العراقية شيلان دارا وعائلتها

04:04 م الخميس 17 سبتمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا أسامة:

في جريمة قتل مروّعة تقشعِرّ لها الأبدان، قُتِلت ناشطة وصيدلانية عراقية تُدعى شيلان دارا رؤوف ووالديها، على يد شرطي في منطقة المنصورة وسط العاصمة العراقية بغداد، وسط شكوك حول دوافع الجريمة رُغم إقرار القاتل بأنه ارتكبها بدافع السرقة.

"شيلان" في العشرينات من عمرها ووحيدة والديها. تنحدر من محافظة السليمانية بإقليم كردستان، وهي خريجة كلية الصيدلة في بغداد عام 2016، وسبق أن شاركت في تظاهرات أكتوبر كمُسعفة. وعملت في مبنى الأورام السرطانية بمدينة الطب الحكومية بالعراق.

وفي وقت سابق من صباح اليوم الخميس؛ وصلت جثامين شيلان ووالديها إلى السليمانية. وقال أحد أقارب العائلة لشبكة "رووداو" الكردية إنه "لا يوجد أي اعتداء جنسي أو بتر أطراف للضحايا"، مُشيرًا إلى أنهم أقاموا دعوى ضد القاتل صباح أمس الأربعاء.

وفي حين راج على مواقع التواصل الاجتماعي أن العائلة الكردية قِتلت نحرًا، نقلت "رووداو" عن مسؤول في وزارة الداخلية العراقية قوله إنها "قِتلت طعنًا بالسكين"، موضحًا أن الجريمة وقعت في تمام الثالثة عصر الثلاثاء (بالتوقيت المحلي)، فيما أُبلِغ عنها بعد ساعتين من وقوعها.

"سرقة أم اغتيال؟"

فور اعتقال القاتل، أكّد المتحدث باسم الداخلية العراقية العميد خالد المحنا، في بيان، أن "الجريمة البشعة كانت بدافع السرقة كما دلت على ذلك المضبوطات بحيازة الجاني"، نافيًا ارتباطها بمشاركة شيلان في أي تظاهرات أو بدوافع سياسية أخرى.

وتابع البيان: "نطمئن الشعب العراقي بأن الأجهزة الأمنية ستظل واعية وقادرة على كشف الحقائق وملاحقة الجناة، آملين أن نتمكن من منع وقوع هذه الجرائم وليس كشفها بعد وقوعها. وهذا واجبنا الأكبر والأهم من أجل مجتمع آمن خالٍ من الجريمة".

لكن النائب العراقي هوشيار عبدالله شكّك في ذلك. وغرّد عبر تويتر، الخميس: "هناك علامة استفهام حول الأسباب المُعلنة لجريمة إبادة #شيلان_دارا_رؤوف وعائلتها".

وعزا دوافع الجريمة إلى سببين:"1/ لأنها كانت ناشطة في ثورة تشرين (أكتوبر)، وكلنا نعرف مدى خطورة الموقف ولم تمض مدة على اغتيال هشام الهاشمي وبقية الثائرين ضد الفساد. ٢/ رسالة تحدي للكاظمي، وكأن القتلة يقولون افعل ما شئت".

كما رأى الناشط الحقوقي العراقي عماد دجلان أن الجريمة التي هزّت العراق سياسية أكثر من كونها جنائية، معتبرًا أن الهدف من وراءها "ضرب العلاقة بين بغداد واربيل"، متسائلًا عن مصير قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف خلف وراء اغتيال الناشطين، حسبما ذكرت قناة "دجلة".

وقال إن اعترافات منفذ الجريمة، والتي أكد فيها أن غايته كانت سرقة الأموال، بعيدة كل البعد عن الحقيقة، مُشيرًا إلى أن هذه الجريمة تُمثل رسالة استهداف ممنهج ومنظم، وضربة موجعة لكل من شارك في التظاهرات أو يعتزم المشاركة في تظاهرات مقبلة، لاسيّما وأن المجني عليها كانت احدى الناشطات في تظاهرات أكتوبر.

ونقلت قناة "الحرة" الأمريكية عن مصدر أمني عراقي، أمس الأربعاء، قوله إن التحقيقات "لم تستبعد فرضية الاغتيال السياسي"، رغم وجود دلائل على أشياء فقدت من منزل العائلة.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، أنه من السابق لأوانه معرفة الدوافع الحقيقية وراء الاغتيال، لكن العنف الذي اتسمت به الجريمة "لا يتناسب مع الهدوء الذي كان يميز حياة تلك العائلة"، مما يرجح فرضية أن تكون الجريمة أكثر من مجرد سرقة".

"اعترافات القاتل"

وأُلقي القبض على منفذ الجريمة في أربيل، بالتعاون مع القوات الأمنية في إقليم كردستان، وذلك بعد 24 ساعة من وقوعها، وثبت أنه يعمل شرطيًا في مقر دبلوماسي بمنطقة المنصور، ويُدعى مهدي حسين ناصر.

وقال مهدي (36 عامًا)، في اعتراف مُصوّر نشره جهاز مكافحة الارهاب بإقليم كردستان، إنه يسكن منطقة الحبيبية في بغداد، ويعمل شرطيًا في وزارة الداخلية، بقسم حماية السفارة الروسية.

وبدم بادر، أقرّ مهدي بقتل العائلة الكردية، موضحًا أن الجريمة وقعت بعد "مشادة أعقبت طلبه المال" من والد شيلان.

وقال إن علاقته بوالد شيلان تعود إلى ما قبل أربعة أعوام، مُشيرًا إلى أنه تعرف عليه من خلال عمله في حماية السفارة الروسية القريبة من منزل العائلة.

ويوم الجريمة، دخل مهدي إلى منزل الضحية لطلب مال منه لسداد ديون، لكن "والد شيلان رفض وقال إنه لا يملك المال، فوقعت مشادة كلامية"، بحسب اعترافات القاتل.

وإثر المشادة، طعن مهدي والد شيلان بسكين كانت موجودة في المكان، فسقط أرضًا، ثم حاول إخفاء الجثة قبل أن تدخل زوجة الضحية وتبدأ في الصراخ، ليقرر مهدي إسكاتها بطعنة أخرى، وفق قوله.

بعدها نقل القاتل الجثتين إلى الحمام لغسل الدماء، دون أن يوضح الهدف من وراء ذلك، فدخلت شيلان إلى المنزل، وشاهدت المنزل فارتبكت وبدأت بالصراخ، "وحاولت تهدئتها من دون فائدة، فضربتني بمطفأة"، بحسب قوله.

وبعد محاولات باءت بالفشل ليُهدّئ من روع شيلان، صفعها على وجهها مرتين ثم خنقها بوسادة، تاركًا إياها جثة هامدة، قبل أن يسرق أكثر من 10 آلاف دولار، وهواتف وأغراض تخلّص منها لاحقا، وتوجه إلى أربيل في إقليم كردستان.

وقال إنه كان يريد السفر إلى تركيا، لكنه لم يحصل على تأشيرة دخول - بسبب إجراءات قيود فيروس كورونا غالبًا- قبل أن تعتقله أجهزة الأمن الكردية في الفندق الذي كان ينزل فيه.

فيديو قد يعجبك: