إعلان

"ترامب يقسم أمريكا".. كيف يرى العالم الاحتجاجات في الولايات المتحدة؟

04:27 م الأحد 07 يونيو 2020

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

كانت لأحداث الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة أصداء حول العالم، بعد مقتل جورج فلويد، أمريكي أسود، وضع شرطي ابيض ركبته على عنقه لمدة تجاوزت 8 دقائق، نزل المواطنون في عدة مدن حول العالم ينددون بالعنصرية ضد الأقليات، رافعين لافتات كُتب عليها "حياة السود مُهمة"، فيما أفادت تقارير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أراد نشر 10 آلاف جندي في واشنطن لوقف الاحتجاجات إلا أن مسؤولي البنتاجون عارضوه.

أعادت صور قوات الأمن التي واجهت المتظاهرين في المدن الأمريكية ذكريات سيئة لآنا ماريا كارياجا، إذ كانت المحللة النفسية الاستراتيجية الأرجنتينية في السادسة عشر من عمرها وحامل عندما اختطفتها القوات العسكرية في منتصف عام 1977، وتعرضت للتعذيب ولكنها تمكنت من النجاة.

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن أستر دي كارياجا، والدة آنا، كانت صديقة مُقربة لخورخي ماريو بيرجوليو، الذي أصبح فيما بعد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اختطفتها قوات الأمن وقُتلت خلال التعذيب خلال الحكم العسكري )1976-1983)، الذي تسبب في مقتل أكثر من 5000 شخص قتلوا على مدى سبع سنوات من الديكتاتورية في الأرجنتين.

1

"عودة للعصر الديكتاتوري"

ارتفاع حصيلة القتلى في الولايات المتحدة بسبب عنف الشرطة وتعاملهم العنصري مع الأقليات يدق ناقوس الخطر في الولايات المتحدة والعالم، حذرت آنا ماريا كارياجا، المسؤولة في معهد سباسيو ميموريا المُخصص لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في الأرجنتين، ما تشهده الولايات المتحدة، وقالت: "ما يحدث خطير للغاية ولا يختلف شيئًا ديكتاتوريات أمريكا الجنوبية".

يخبئ ترامب نفسه خلف الرموز الدينية أثناء محاولته لإغواء الناس للتصويت لصالحه باسم الحرية، قالت ميريام لوين، واحدة من بين 150 ناجي من التعذيب الوحشي في الأرجنتين، إن الأمريكان الآن ليسوا على دراية أو ليس لديهم خبرة لإدراك ما يعنيه نزول الجيش إلى الشوارع للتصدي للاحتجاجات، وإعادة الاستقرار.

وقالت: "في أمريكا اللاتينية، مع الأسف، لدينا خبرة كبيرة مع كيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى أن يصبح النظام الحاكم استبدادي، بغض النظر عن حقيقة أن ترامب وصل إلى السلطة بعد انتخابه ديمقراطيًا".

"شماتة الأعداء"

ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، أعربت دول صديقة للولايات المتحدة عن قلقها مما يحدث في البلاد، وكشفت الحكومات الأخرى عن انزعاجها الشديد مما يحدث في واشنطن.

في جنوب أفريقيا حيث شهدت مظاهرات متفرقة مؤيدة للاحتجاجات في الولايات المتحدة، دعا الحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم إلى الهدوء في أمريكا، قالت ناليدي باندور وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في البلاد، إن هناك اعتقاد بأن الولايات المتحدة منارة الحرية في العالم، ولديها القدرة على التركيز على التعافي مما تمر به، وتحقيق السلام، على أن تعطي الأولوية لاحترام وتعزيز الحريات الأساسية.

2

وفقًا للجارديان، فإن الحكومات التي تملك أسوأ سجلات حقوق الإنسان كانت الأكثر سعادة بمشاهدة ما يحدث في الولايات المتحدة الآن، خاصة وأن واشنطن لم تتوقف عن انتقاد وضع حقوق الإنسان فيها لعقود.

واستهدفت الصين، الدولة ذات القيادة الشيوعية المتهمة بتعذيب وسجن أكثر من مليون مُسلم من الإيجور وقمع الاحتجاجات بوحشية في هونج كونج، الحكومة الأمريكية، وردت على الانتقادات التي توجهها لها واشنطن قائلة "لا أستطيع التنفس"، وهي آخر ثلاث كلمات رددها جورج فلويد قبل مقتله.

"ترامب هو المشكلة"

يرى صن زينججي، نائب مدير معهد العلاقات الدولية بجامعة جيلين بالصين، إن ترامب نفسه هو المشكلة، ووصفه بالمتعصب الأبيض.

قال صحفي صيني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن ترامب يمزق أمريكا، لا يحتاج لإرسال القوات للتصدي للمتظاهرين، مؤكدًا أن ما يفعله الرئيس الأمريكي حاليًا يضر صورة الولايات المتحدة أمام العالم.

منح ترامب القوميين الصينيين شرعية أكبر ليطالبوه بالتوقف عن انتقادهم بشأن هونج كونج، حسب ليو بي، مُحرر الشؤون الدولية في مجلة سانيليان لايف ويكلي الصينية.

3

مع استمرار متابعة العالم لما يحدث في الولايات المتحدة بدرجات متفاوتة من القلق والفضول والشفقة، قالت الجارديان إن تأثير الاحتجاجات ضد مقتل فلويد على أمريكا اللاتينية كان الأشد.

ولفتت الجارديان إلى أن الرئيس البرازيلي اليميني المُتطرف جاير بولسونارو، وأتباعه كانوا يدافعون باستماتة عن ترامب، وقال إدوارد نجل بولسنارو، إن اليساريين حاولوا الاستيلاء على الاحتجاجات المناهضة للعنصرية للنيل من الرئيس الأمريكي فقط لأنه مُحافظ.

يخشى العديد من البرازيليين أن يستغل بولسونارو، الذي يواجه غضبًا شعبيًا بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية التي تتزامن مع استمرار تفشي وباء كورونا في البرازيل، إجراءات ترامب للمساعدة على تبرير حملة القمع التي يشنها في بلده.

"ترامب المُلهم"

حسب لويس فرانسيسكو كارفالهو فيلهو، المُحامي والناشط البرازيلي في حقوق الانسان، فإن ترامب يعتبر مصدر الهام لبولسونارو وغيره من الزعماء الديكتاتوريين، مُشيرًا إلى أن خطابات ترامب بشأن الاحتجاجات في الولايات المتحدة ستكون حافزًا مُهمًا للرئيس البرازيلي.

عمقت الاحتجاجات ضد مقتل جورج فلويد وعواقبها الشعور بالتشاؤم في نفوس التقدميين بأمريكا الجنوبية. قالت كريستوبال روفيرا كالتواسر، عالمة سياسية في جامعة بتشيلي، في مقال نُشر بصحيفة الباييس الإسبانية إن ترامب يستخدم ترامب الوباء لإظهار نفسه باعتباره مُنقذ أرسله الله لتفادي كارثة وشيكة.

وتابعت: "في حالة إعادة انتخابه، فإن فيروس كورونا لن يُنظر إليه باعتباره المسبب في الموت والركود في الولايات المتحدة، ولكن أيضًا على أنه العامل الرئيسي الذي مهد الطريق للقضاء على الديمقراطية الأمريكية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان