إعلان

"لم تُسجل وفيات".. كيف يستفيد العالم من التجربة الفيتنامية مع كورونا؟

11:36 ص الثلاثاء 14 أبريل 2020

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

هانوي- (د ب ا):

على الرغم من وقوعها على الحدود مع الصين، استطاعت فيتنام التي اتخذت قرارات حاسمة، وأجرت اختبارات مكثفة، وطبقت إجراءات الحجر الصحي والوحدة الاجتماعية بقوة، أن تتجنب حتى الآن الدمار الذي لحق بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد تسجيلها حالات إصابة بفيروس كورونا(كوفيد-19) بالمئات فقط، أشادت منظمة الصحة العالمية بطريقة تعامل فيتنام مع الأزمة.

وأظهرت الاحصاءات الرسمية أنه يوجد حاليا أكثر من 75 ألف مواطن قيد الحجر الصحي أو العزل المنزلي. وقد أجرت البلاد حتى الآن أكثر من 121 ألف اختبار، تم تأكيد إصابة 260 حالة بالفيروس فقط من بينهم.

وحتى الآن لم يتم تسجيل حالات وفاة بالفيروس، كما أن حالات الإصابة مازالت أقل من نظيراتها في كوريا الجنوبية وسنغافورة وحتى تايوان، وهى الدول التي حظيت بإشادة واسعة في وسائل الاعلام العالمية لتعاملها الفعال مع جائحة كورونا.

ويعتقد كيدونج بارك ممثل منظمة الصحة العالمية في فيتنام أن رد فعل فيتنام المبكر تجاه الأزمة كان حاسما.

وقال بارك " كان رد فعل فيتنام مبكرا وفعالا تجاه تفشي الفيروس. فقد أجرت أول عملية تقييم للمخاطر مطلع يناير الماضي، بعد بدء تسجيل حالات الإصابة بالفيروس في الصين".

وأضاف بارك أن فيتنام شكلت على الفور لجنة توجيه وطنية للحماية من فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه تحت إشراف نائب رئيس الوزراء الذي طبق " على الفور" خطة مواجهة وطنية .

وعلى الرغم من تسجيل عدد حالات إصابة منخفضة بفيروس كورونا، فرضت فيتنام إجراءات إغلاق في الأول من أبريل الجاري، وهو رد فعل أسرع وأكثر حزما من رد الفعل في بريطانيا وإيطاليا ، اللتان سجلتا حالات إصابة بالآلاف قبل إغلاق الحياة العامة.

و في دول أخرى فرضت الحكومات إجراءات إغلاق للتعامل مع أزمة الوباء الموجودة بالفعل. وفعلت فيتنام ذلك لمنع اندلاع أزمة فى انحاء البلاد يمكن تجنبها.
ويمكن أن يرجع معظم نجاح فيتنام إلى وحدتها الاجتماعية. وكان رئيس الوزراء نجوين شوان فوك قد وصف مؤخرا جهود فيتنام لاحتواء الفيروس " بالهجوم العام الربيعي لعام 2020" في إشارة متعمدة لهجوم تيت الحاسم عام 1968 الذي شنته حركة فيت كونج خلال الحرب الفيتنامية-
ولا يعد رئيس الوزراء هو الوحيد الذي يعقد مقارنات مع أحداث وقت الحرب.

فقد قالت خبيرة الاقتصاد نجوين فان ترانج في هانوي إن والديها لم يشهدا مثل هذه المستويات من الالتزام والانضباط والتضامن منذ وقت الحرب.

وكانت المدارس الفيتنامية قد أغلقت أبوابها منذ كانون ثان/يناير الماضي، وبدأت إجراءات الحجر الصحي الجمعي منذ 16 آذار/مارس الماضي. ومنذ ذلك الحين ، تم وضع عشرات الآلاف من الأشخاص، القادمين من الدول الأكثر تضررا من الفيروس، في حجر صحي إلزامي في مخيمات كبيرة ذات طابع عسكري.

وبحلول 25 مارس الماضي، توقفت الرحلات الجوية الدولية تماما.

ولا يبدو أن تخفيف القيود يلوح في الأفق في فيتنام. فقد تم وقف أغلبية الرحلات الجوية الداخلية ورحلات القطارات والحافلات، ويتم وضع أي شخص يغادر هانوي، بؤرة تفشي فيروس كورونا في فيتنام، في الحجر الصحي بمجرد وصوله في أي إقليم أخر تقريبا.

وفسرت نجوين هوي نجا، المديرة السابقة لإدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة الفيتنامية، نجاح البلاد في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت" فيتنام لم تشهد تفشيا مجتمعيا قويا حتى الآن، لذلك عدد كبار السن المصابين قليل".

وأضافت" مرضانا قليلون لذلك لدينا جميع المنشآت والأدوية والأطباء لعلاجهم. بالإضافة لذلك، لدينا خبرة في تطوير نظم علاجية " مشيرة إلى تعامل فيتنام السابق مع متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد"سارس".

ويذكر أن فيتنام كانت أول دولة خارج الصين تؤكد تسجيل حالة إصابة بسارس خارج الصين عام 2003، ومع ذلك كانت أول دولة تؤكد منظمة الصحة العالمية أنها تمكنت من احتواء تفشي الفيروس.

وقال بارك" تقوم السلطات كمرحلة أولى بالعزل والعلاج في مستشفيات للأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس أو من تظهر عليهم أعراض الإصابة، الذين يشتبه في أنهم أصيبوا بالفيروس".

وأضاف أنه يتم وضع أي شخص له صلة مباشرة بحالات إصابة مؤكدة في الحجر الصحي الإجباري. وامتد هذا الإجراء إلى المخالطين للأشخاص الذين لهم صلة بحالات إصابة مؤكدة، حيث يٌطلب منهم عزل أنفسهم ذاتيا.

وفي المرحلة الأخيرة، يتم أيضا فرض الحجر الصحي على الشوارع أو المباني أو المناطق ، التي تأكد تسجيل حالات إصابة بالفيروس فيها.

ويتسم رد الفعل الفيتنامي في بعض الأحيان بالقسوة. فقد وقع مسؤولون في مدينة هو شي مينه تحذيرا مفاده أنه في حال اكتشاف أن أي شخص لا يرتدي كمامة نقل عدوى مرض خطير لشخص أخر قد يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 12 عاما.
وقد صدر حكم بسجن مواطن فيتنامي لمدة تسعة أشهر في التاسع من مارس الماضي بعد رفضه الشديد ارتداء الكمامة.

وعلى الرغم من أن هذه الإجراءات الصارمة أسفرت حتى الآن عن نتائج ناجحة نسبيا، إلا أنه مازال لم يتضح بعد ما إذا كانت فيتنام أو الدول الأخرى التي اتخذت إجراءات مماثلة قادرة على احتواء تفشي الفيروس على المدى الطويل.

ويقول بارك" لا نستطيع تقديم توقعات، ولكننا نستطيع أن نقول أن مسار الوباء سوف يتحدد من خلال الإجراءات التي تتخذها الدول ومنها فيتنام".

فيديو قد يعجبك: