إعلان

"يشاهدون العالم من وراء النوافذ".. كيف يعيش أطفال إيطاليا بالحجر الصحي؟

04:24 م الأربعاء 25 مارس 2020

أطفال إيطاليون في الحجر الصحي- صحيفة الجارديان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في مطلع مارس، عندما أغلقت الحكومات الإيطالية المدارس وفرضت حظرًا كاملًا، انقلبت حياة ملايين الأطفال الإيطاليين رأسًا على عقب. منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يسبب مرض (كوفيد-19) ثبت إصابة 300 طفل بالفيروس، حسب جمعية طب الأطفال الإيطالية، ولكن حالاتهم جميعًا ليست خطيرة.

لكن بينما يبدو الفيروس أكثر تسامحًا إزاء الأطفال والشباب، فهو لا يرحم كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة والمصابين بالأمراض المزمنة، إذ تجاوز إجمالي عدد الإصابات هناك 6800.

تحدثت صحيفة الجارديان البريطانية مع الأطفال الإيطاليين الذين يعيشون داخل الحجر الصحي، وسط الظروف الصعبة بعد فقدان ذويهم وأجدادهم وأقاربهم بسبب الفيروس، ولا يزال آباؤهم داخل الحجر الصحي بعد إصابتهم بكوفيد-19.

أندريا، ستة أعوام، كاتانيا

1

أندريا، المحبوس داخل منزله مع والدته وشقيقته الصغرى، لم يرَ والده منذ 2 مارس الجاري. قالت والدته، للجارديان، إن الأطباء نقلوه إلى المستشفى كي يتلقى العلاج اللازم.

يُعد والد أندريا واحدًا من بين 320 مريضًا بكوفيد-19 في مستشفى كاتانيا، بصقلية. وسيلة التواصل الوحيدة بين الطفل وأبيه تتمثل في الرسومات التي يرسمها بنفسه ويوصلها الأطباء للأب المريض داخل الحجر الصحي.

في إحدى الرسومات، تخيل أندريا كيف يمكن التصدي لفيروس كورونا، في خياله فتح أحد الأشخاص عن طريق الخطأ الباب إلى البعد الذي يفصل عالمنا عن الفيروس، الذي يحميه كائن متوحشًا وملعونًا. قال: "ليس من السهل إغلاقه مُجددًا، ولكن أندريا الخارق، ووالده الخارق، قادران على إتمام هذه المهمة، لكنهم لن يستطيعوا فعل ذلك حتى يخرج والده من المستشفى".

في رسالة كتبها لوالده، قال أندريا: "مرحبًا بابا. أحبك كثيرًا، وأتمنى أن تتحسن قريبًا حتى نستطيع اللعب معًا مُجددًا، إذا كنّا نريد ألا يصبح الفيروس أقوى، فعلينا البقاء داخل المنزل، وعلينا ألا نأكل كثيرًا، وإلا سنضطر إلى الخروج لشراء البقالة والطعام، وقتها سنصاب بكورونا".

جريتا، ستة أعوام، وريكاردو جابانيلي، أربعة أعوام، بيرجامو

2

دفع كورونا بيرجامو، في مقاطعة لومبارديا المنطقة الأكثر تضررًا في إيطاليا، نحو الحافة. لا يوجد توابيت كافية لنقل الموتى وتتراكم جثث قتلى الفيروس في المستشفيات ولا يتسنى للأهالي وداع أحبائهم للمرة الأخيرة.

وسط كل هذه الظروف نفد الورق من جريتا وريكاردو، فهما لا يتوقفان عن الرسم، الذي أصبح أهم نشاط يقومان به لصرف ذهنهما ولإبقائهما مشغولين طوال الوقت عما يحدث حولهما من أحداث مأسوية.

لأسابيع، كان الإيطاليون يعلقون أوراقًا كبيرة على نوافذهم مرسومًا عليها قوس قزح ويكتبون عليها "كل شيء سيكون على ما يرام"، لرفع الروح المعنوية والمساعدة على تبديد المشاعر السلبية التي تسيطر على الجميع الآن في المقاطعة المُتضررة، ولم يستطع جريتا وريكاردو المشاركة في هذه الحملة؛ لأن المتاجر كلها مُغلقة.

ومع مرور الأيام، فقد الطفلان قدرتهما على التماسك، وقالت جريتا للجارديان: "أشعر بالسوء، الملل شديد، ولا شيء يتحسن".

ماركو، تسعة أعوام، وجاكوبو، ثلاثة أعوام، لوزو أتيستينو

3

يعيش ماركو وشقيقه الأصغر جاكوبو، في لوزو أتيستينو، مقاطعة بادوفا، وهي من أوائل المدن التي اُصيبت بالفيروس. أُصيب الشقيقان ووالداهما بكوفيد-19.

قال ماركو في رسالة للجارديان: "لسوء الحظ، أُصبت أنا وشقيقي بكورونا، كل شيء بدأ في 20 فبراير، عندما علمنا أن الفيروس وصل إلى المدن المجاورة، حاولت ماما أن تطمأننا، بالتأكيد على أننا نتمتع بصحة جيدة، وبعد أيام أُصبت بالمرض، كنت قلقًا وحزينًا".

بينما لم تظهر أغراض خطيرة على الأطفال، ساءت حالة الأبوين وُنقلا إلى المستشفى، وقال ماركو إن هذا كان أسوأ يوم مرّ عليهم. يتذكر أنهم جميعًا كانوا في سيارة الإسعاف، وكانت والدته عاجزة عن التنفس، حينها بكى شقيقه الصغير بشدة، وعندما وصلوا إلى المستشفى، بكى هو أيضًا، لاعتقاده أنهم سيفصلانهما عن والديهما ويبقيان بعيدًا عنهما.

لحسن الحظ لم تتحقق مخاوف ماركو، ومنذ ذلك الحين لا تزال العائلة بأكملها داخل الحجر الصحي. تحاول الأسرة عيش حياتها بشكل طبيعي رغم بقائهم داخل المنزل طوال الوقت وعجزهما عن التواصل مع أي شخص.

قال ماركو إن والدته تطلب الطعام والبقالة عبر الهاتف، وعندما يصل عامل التوصيل يترك الأكياس في الخارج، ويتحدثون إلى أقاربهم عبر مكالمات الفيديو.

وبينما ينتظرون نتائج الاختبارات الجديدة، يرى ماركو وشقيقه العالم الخارجي من خلال نافذة كبيرة في منزلهما، بينما يتلهف هو وشقيقه إلى انتهاء الأزمة، يقول: "أشتاق إلى الخروج من المنزل والذهاب واللعب في الخارج، ولكن إذا كان هناك شيء واحد تعلمته مما حدث، فهو ألا شيء يضاهي صحة عائلتي وحبي لهم".

ميشيل باسالاكوا، ستة أعوام، باليرمو

4

بينما يزداد عدد المصابين بكورونا في المناطق الجنوبية بإيطاليا، وجدت ميشيل، في باليرمو بصقلية، علاجًا فعالاً لكوفيد-19، وهي الجرعة السحرية.

قالت، للجارديان، :"كما ترون فيروس كورونا مخلوق صغير للغاية، غير مرئي، لا نستطيع رؤيته إلا من خلال المجهر، يستطيع القفز من مكان إلى آخر، وهو يتكاثر طوال الوقت، علينا استخدام الجرعة السحرية للتخلص منه، إذا وضعنا عليه الجرعة السحرية، فسوف تموت جميع الفيروسات الأخرى".

أعدت ميشيل نفسها جيدًا، قالت: "إذا فشلت الجرعة السحرية، سنلجأ إلى الشمس لأنها ستقتله"، بالرغم من أن منظمة الصحة العالمية لم تؤكد حتى الآن أن ارتفاع درجات الحرارة في فصلي الربيع والصيف سيضعف الفيروس.

تحاول ميشيل التأقلم مع الأوضاع الحالية، لكن الشعور بالملل يسيطر عليها، قالت: "لا أريد الذهاب إلى المدرسة كل يوم، لكنني أفتقد أصدقائي وزملائي".

5

فيديو قد يعجبك: