إعلان

"بن لادن حيّ".. قصة تغريدة أشعلت الغضب في وجه ترامب

02:40 م السبت 17 أكتوبر 2020

أسامة بن لادن ودونالد ترامب

كتبت – إيمان محمود

في أحدث نظريات المؤامرة التي يدعمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار حالة من الجدل والغضب بسبب تغريدة تروّج لنظرية مؤامرة بطلها سلفه باراك أوباما ومنافسه في الانتخابات الحالية جو بادين، بزعم أنهما "قتلا رجلاً بديلاً لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في عام 2011".

الثلاثاء الماضي، أعاد ترامب نشر تغريدة من حساب مرتبط بـ "QAnon" أو "كيو أنون"، والتي تزعم بأن "أسامة بن لادن لا يزال على قيد الحياة، ومَن قُتل في الغارة كان مجرّد دوبلير".

"كيو أنون" هو تشكيل غامض مؤيد لترامب، يروّج لنظريات المؤامرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويزعم أن "دولة عميقة" تسيطر على الولايات المتحدة منذ عقود، ويمثل منظمة سرية تضم مسؤولين كبار في الإدارات الأمريكية وآل كلينتون وأوباما، وعائلة روتشيلد، والمستثمر النافذ جورج سوروس، ونجوم من هوليوود وشخصيات نخبة عالمية.

وتزعم الحركة أن هؤلاء منضوون في شبكة دولية للاتجار بالأطفال لأغراض جنسية، ويريدون إنشاء نظام عالمي جديد، تتخلى فيه الدول عن سيادتها لصالح هذه النخبة.

وفي وقت لاحق، أعاد ترامب نشر تغريدة أخرى تزعم أن كبار مسؤولي إدارة أوباما تواطأوا لإحضار بن لادن من إيران إلى باكستان.

وترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية أنه ليس غريبًا على ترامب تبني نظريات المؤامرة، حتى قبل انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، قائلة إنه "أمضى سنوات في نشر أكاذيب عن سلفه باراك أوباما".

وأضافت: "هذا الأسبوع أسهب في نشر المقالات ومقاطع الفيديو للترويج لنظرية أخرى لا أساس لها تمامًا عن أوباما".

وانتقدت "سي إن إن" هذه الادعاءات، معتبرة أن "هذه النظرية لا أساس لها من الصحة وتلعب دورًا في اتجاه ترامب المتمثل في التشهير بإرث سلفه".

وأكدت الشبكة الأمريكية أن زعيم القاعدة قُتل في الساعات الأولى من صباح يوم 2 مايو 2011، على أيدي القوات الخاصة الأمريكية خلال مداهمة لمجمعه في أبوت آباد، في باكستان، وأنه تم إجراء اختبار الحمض النووي وتم التأكد أنه كان لبن لادن، ثم تم إلقاء جثمانه في البحر.

لاقت تغريدة ترامب والحركة التابعة لليمين المتطرف، انتقادات واسعة في الولايات المتحدة، بعد دقائق قليلة من نشرها، إذ ردّ روبرت أونيل أحد أعضاء فريق "سيل 6" الذي قام بمهمة قتل بن لادن، على ترامب قائلاً: "رجال شُجعان قالوا وداعًا لأطفالهم ليقتلوا أسامة بن لادن.. تلقينا الأوامر من الرئيس أوباما. لم يكن بديل لبن لادن".

كما قال نيل ساخرًا، الذي أعلن سابقًا دعمه لترامب، في تغريدة أخرى: "تبا. اكتشفت للتو أنني قتلت أسامة بن جونسون. أعتقد أنني سأدفع ثمن المشروبات".

وقال روبرت أونيل، ، لشبكة "سي إن إن"، إن الترويج لنظريات المؤامرة هو لغرض سياسي، مضيفًا: "هو حقًا يدوس على قبور أفضل الأبطال الذين عملت معهم شخصيًا".

وفي حوار تليفزيوني مع قناة "إن بي سي" الأمريكية، الخميس الماضي، تطرقت المذيعة سافانا جوثري إلى هذا الموضوع، وسألت ترامب "لماذا ترسل إلى متابعيك كذبة كهذه؟"، فأجاب: "كانت إعادة نشر لتغريدة.. أنا فقط نشرتها. ويمكن للناس أن يقرروا بأنفسهم".

فيما ردت جوثري بامتعاض: "أنا لا أفهم ذلك. أنت الرئيس. أنت لست مثل عمو المجنون يمكنه نشر أي شيء".

المحامي المحافظ جورج كونواي هو أحد أشرس منتقدي ترامب، علّق أيضًا على التغريدة: "يا إلهي، يجب أن يكون الرئيس حريصًا على ما يعيد تغريده لأن الناس قد يكون لديهم انطباع بأنه مُختل".

فيديو قد يعجبك: