إعلان

إيران ليست وحدها.. أمريكا وإسرائيل أسواق لـ"النفط الحرام"

09:59 م الثلاثاء 16 يوليه 2019

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

تتحرك ناقلات النفط عادة من نقطة انطلاق محددة نحو موقع معروف مسبقًا، لكن في بعض الأحيان تختفي ناقلة النفط من على أجهزة التتبع الدولية لفترة زمنية قبل أن تعود مرة أخرى على الأجهزة، وبين لحظة الاختفاء والظهور مجددا تكون قد نفذت المهمة المحددة لها.

تكون المهمة هي بيع كميات كبيرة من النفط بصورة غير شرعية، ويتم كشف عملية التخلص من النفط حينما تظهر الناقلة طافية بدرجة أكبر أو أقل فوق الماء، فحينما تكون محملة بالنفط يظهر منها جزء أكبر فوق الماء، والعكس.

واختفت ناقلة نفط خلال عبورها مضيق هرمز بالخليج العربي، قبل يومين، ولم يتم تحديد موقعها أو جنسيتها حتى الآن.

وتحدث مسئول بالخارجية الإماراتية أيضًا لقناة الحرة الأمريكية إن "الناقلة النفطية التي اختفت قبالة هرمز ليست مملوكة للإمارات، ولا تحمل أفرادا إماراتيين ولم تصدر نداء استغاثة"، مُشيرًا إلى أن "الجانب الإماراتي يراقب الوضع مع شركاء دوليين".

جاء ذلك بعد تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الثلاثاء، قالت فيه إن بيانات تتبع ناقلة نفط تابعة للإمارات العربية المتحدة كانت تمر عبر مضيق هرمز قد انجرفت نحو المياه الإيرانية وتوقفت عن بث موقعها قبل يومين، ما أثار مخاوف بشأن وضعها.

وقالت الوكالة في تقريرها، إن ناقلة النفط "ريا" التي ترفع العلم البنمي، اختفت في ساعة متأخرة من مساء السبت.

ونقلت أسوشيتد برس عن الكابتن رانجيث راجا من شركة "ريفينيتيف" للبيانات، قوله إن الناقلة لم تغلق بث موقعها خلال ثلاثة أشهر من الرحلات في جميع أنحاء الإمارات. وقال راجا: "هذا مؤشر على الخطر".

تأتي الواقعة مع تهديدات إيرانية بعد احتجاز ناقلة نفطية تابعة لها في جبل طارق على يد السلطات البريطانية، وبعد توتر بين الولايات المتحدة وحلفائها السعودية والإمارات من جانب وإيران من ناحية أخرى بسبب العقوبات المفروضة على طهران من واشنطن.

وعقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، أعادت إدارة الرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات اقتصادية على إيران تستهدف القطاع النفطي، وهددت واشنطن بأنها ستجعل إيرادات إيران النفطية "صفر".

وردت إيران بالتهديد بأنها لن تسمح لأي دولة ببيع نفطها عبر الخليج العربي إذا لم تستطع طهران بيع نفطها.

11

وتقوم عدد من الجهات باستخدام عملية إخفاء ناقلات النفط من على أجهزة التتبع، حتى تستطيع بيع شحناتها النفطية بشكل سري لتفادي عقوبات مفروضة أو قوانين تمنع بيع تلك الجهات للنفط.

نفط إيران

كشفت تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إيران تتحايل على العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة، عبر إخفاء ناقلات النفط من على أجهزة التتبع الدولية وبالتالي تصدير شحنات نفطية بشكل سري لجهات تخشى غضب واشنطن لو تم كشف استيرادها للنفط الإيراني.

وذكر التقرير أن ناقلة نفط اقتربت نهاية الشهر الماضي من الخليج العربي بعد رحلة استغرقت حوالي 19 يومًا، وأبلغ قائدها بموقعه وفقًا للقواعد المتعارف عليها دوليًا، لكن فجأة اختفت السفينة من على أجهزة التتبع.

وبعد 6 أيام من التواري عن الأنظار ظهرت مرة أخرى قريبة من المكان الذي اختفت فيه بمياه الخليج، وعبرت بعدها مضيق هرمز لتكمل رحلة العودة.

لكن التقرير أوضح أيضًا أن الناقلة كانت تبحر بمستوى منخفض في المياه، وهي الإشارة إلى أنها خزاناتها ممتلئة بالنفط. وذلك على عكس ما كانت عليه قبل الاختفاء عن أجهزة التتبع.

وبحسب المعاهدة البحرية التي تشرف عليها إحدى وكالات الأمم المتحدة، يجب على الناقلات التي يبلغ وزنها 300 طن أو أكثر وتتحرك في الطرق الدولية أن تُشغّل نظام تحديد الموقع التلقائي، في خطوة تهدف إلى تجنب الحوادث وتسهيل عمليات البحث والإنقاذ في حال وقوع كارثة.

نفط كردستان العراق إلى أمريكا وإسرائيل

لا يحق لإقليم كردستان بيع نفطه بعيدًا عن الحكومة العراقية المركزية في بغداد، لكن بالطبع يكون ذلك هو الحديث الرسمي، وتتغير الأمور على الأرض.

وزادت التوترات داخل البرلمان العراقي في الأسبوع الماضي مع الوثائق التي تشير إلى أن حوالي 77 في المئة من نفط إقليم كردستان العراق يتم تصديره إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

واتهم نواب برلمانيون السلطات في الإقليم بأنهم يخالفون الدستور حيث لا يوردون أموال صادرات النفط إلى الحكومة المركزية في بغداد وفقًا للدستور.

أظهر تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية في العام الماضي، أن ناقلات تحمل نفط كردستان العراق تتبع طريقة الاختفاء في مياه شرق المتوسط من أجل إيصال الشحنات النفطية إلى دولة الاحتلال بشكل سري.

وذكر التقرير أنه في نوفمبر 2017، كانت ناقلة نفط انطلقت من ميناء جيهان التركي تسير في اتجاه قناة السويس، لكنه توقفت قبالة سواحل تل أبيب واختفت عن أجهزة التتبع خارج المياه الدولية الإسرائيلية.

بعد أيام قليلة عادت الناقلة مرة أخرى واتضح أن حمولتها قد خفّت، في إشارة إلى تفريغ النفط.

غيّرت الناقلة من طريق رحلتها ولم تصل إلى قناة السويس، لتعود إلى قبرص ثم إلى نفس الميناء التركي الذي انطلقت منه.

كما اختفت ناقلة نفط قرب سواحل ولاية تكساس الأمريكية عام 2014 تحمل ما قيمته 100 مليون دولار من النفط الخام الكردي العراقي.

لم تظهر الناقلة "يونايتد كالافرفتا" على نظام التتبع "إيه.آي.إس" المستخدم من قبل السلطات الأمريكية، وكانت تحمل مليون برميل من النفط الخام وكانت ممتلئة بنسبة 95 بالمئة عندما اختفت.

وظهرت بعدها مرة أخرى على أجهزة التتبع بعد تفريغ حمولتها.

فيديو قد يعجبك: